الضرائب والبقرة الحلوب : سلبية الرأي العام الفلسطيني

الضرائب والبقرة الحلوب : سلبية الرأي العام الفلسطيني
كتب غازي مرتجى

*
جميلٌ هو قرار الرئيس أبو مازن بمعاقبة مسؤولين عن تأخير علاج طفلة في بيت لحم , ولو علم الرئيس بـ"منظومة" تعمل على تأخير علاج المواطنين وأصحاب العوز والحاجة في قطاع غزة لأمر بإقالتهم جميعاً وبشكل فوري .

غريبٌ ما طرحه وزير المالية في اجتماع الحكومة اليوم بترشيد النفقات المدفوعة للعلاج والتحويلات الطبية وتقنين الدفع للحالات المُحتاجة (الشؤون الاجتماعية)  .. وكأنّ المواطن المغلوب على أمره هو الطريق الوحيد لسد عجز الحكومات .

لا ننسى هنا الضرائب الغريبة والمهولة التي اقرتها "حماس" على كل شيء في قطاع غزة , فأصبح المواطن هو "البقرة الحلوب" لسد عجز المصاريف المطلوبة لتصرف حماس رواتب موظفيها وتسد عجز موازناتها التشغيلية .

التضخم الغريب وغير المنطقي في فرض الضرائب في قطاع غزة يحتاج وقفة جديّة من "أولي الأمر" وأخشى أن نبدأ بتشكيل لجان فصائلية وأخرى داخلية وثالثة حكومية ورابعة تستظل بظل الحكومة وخامسة من التكنوقراط والخبراء الى ان نصل الى ذات مشكلة الكهرباء التي لم تُحّل حتى تاريخه رغم عشرات اللجان المُشكلة .

سنستمر بالقول ان الحل السحري لإنهاء كل تلك المشاكل هو إنهاء الإنقسام .. ولو وافقت حماس على طروحات "رامي الحمدلله" لانتهى ثلثي الانقسام بدلاً من عام جديد من تعليق الآمال والأوهام على التغيرات الاقليمية .. ولطروحات "رامي الحمدلله" حكاية أخرى يجب أن تتحوّل إلى ورقة إجبارية لطرفي الانقسام للقبول بها .

**
كما الموت عندما تمر ذكريات على هيئة شريط صور , هي نهاية العام أيضاً .. فذكريات العام نفسه تمر عليك كشريط صور لكنها هنا تختلف بحيث يُمكنك ربطها باحداث أعوام سابقة ومخططات قادمة وإجراءات إصلاح وتبديل وقد تتخذ قرارات تراجع أو المضي قُدما .

في العام 2015 الذي نودعه جميعاً بصوت "القلب داعيلك" لم ينجح أي من طرفي الانقسام من الضغط على نفسه والتراجع "رُبع" خطوة للخلف ليتقدم بعدها خطوة كاملة .. استمرّ الرهان على صمت الناس وسكوتهم على محنهم وتكيُفهم مع واقعهم الأسود .

لو فعّلت التنظيمات الفلسطينية أداة "التقييم" الشهري او السنوي ولنفترض "كل ربع قرن" لما وصلنا الى حالنا الأسوأ على الاطلاق .

في الاستفتاء الذي أطلقته دنيا الوطن تبين أن أكثر من 85 % من أهالي قطاع غزة يضربهم اليأس ويعتقدون أن الأوضاع في 2016 ستستمر على ما هو عليه .

في ذات الاستفتاء لا يزال "الذوق العام" مكانك سر وأعتقد أنّ الناس اعتادت على ذلك حتى لو تدخّل القدر الإلهي مع أحدهم سيفتقده الناس لأنهم لم يروا غيرهم .

التقييم الأولي لعام 2015 فشل ذريع واستمرار أدوات طرفي الانقسام على حالها وعدم المقدرة على التقدم ولو "نصف" خطوة للأمام .. ولو استمرّ الذوق العام على حاله ستمر 2016 على المنوال ذاته اللهم إلاّ لو تدخل "التطرف الاسرائيلي" ليُغير بعض المعالم !

التعليقات