قوات الاحتلال تواصل انتهاكاتها بحق الصيادين مركز الميزان يجدد استنكاره ومطالبته المجتمع الدولي بالتحرك

غزة - دنيا الوطن
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها المتكررة بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر دون أي اكتراث بأوضاعهم المتدهورة جراء الحصار الشامل التي تفرضه على قطاع غزة منذ حوالي ثمان سنوات وتحديد مساحة الصيد البحري في ستة أميال بحرية فقط، حيث هاجمت زوارقها الحربية خلال اليوم المنصرم مركبي صيد يقلان ستة صيادين في عرض البحر غرب شاطئ مدينة غزة.

وحسب عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد قتلت قوات الاحتلال صياداً وأوقعت (27) جريحاً، واعتقلت (45) صياداً، كما استولت على (14) قارباً للصيد، كما فتحت النار (116) مرة وقامت بتخريب معدات الصيد (12) مرة منذ بداية العام 2015.

وفي آخر انتهاك في هذا السياق رصده مركز الميزان فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 16:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 7/12/2015 تجاه مركب صيد يقل أربعة صيادين تواجد غرب شاطئ منطقة السودانية شمال غرب محافظة غزة، حيث حاصرته وأجبرت من على متنه بخلع ملابسهم والسباحة نحو إحدى الزوارق دون أي مراعاة لبرودة الطقس، وجرى اعتقالهم والاستيلاء على مركبهم واقتيادهم إلى ميناء اسدود الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، والصيادين هم: صلاح مراد عبد مقداد (66 عاماً)- مالك المركب، علي نافذ علي الأخشم (34 عاماً)، يسري نافذ على الأخشم (22 عاماً)، محمد عبد العزيز إبراهيم الحلبي (40 عاماً). هذا وتم الافراج عن الصيادين الأربعة عند حوالي الساعة 3:00 من صباح اليوم التالي الموافق 8/12/2015، بيد أن المركب لا تزال تستولي عليه قوات الاحتلال.

وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند حوالي الساعة 5:30 من صباح يوم الاثنين الموافق 7/12/2015 تجاه مركب صيد فلسطيني صغير من نوع (حسكة موتور) تواجد في عرض البحر وعلى بعد ستة أميال بحرية تقريباً من مخيم الشاطئ الواقع غرب مدينة غزة،  وعندما حاول المركب مغادرة المكان تجاه الشاطئ لاحقه زورق اسرائيلي وأحدث موج اصطناعي تسبب في مياه كثيفة كادت أن تغرق مركب الصيد الصغير، كما أفاد أحد الشهود الصيادين للمركز أن إطلاق نار كثيف تعرض له المركب ما تسبب في إيقافه، ثم حاصرته الزوارق وأجبرت صيادين اثنين كانا على متنه بخلع ملابسهما والسباحة نحو إحدى الزوارق، حيث جرى اعتقالهما والاستيلاء على المركب واقتيادهم إلى جهة غير معلومة، والصيادين هما: زايد زكي مصطفى طروش (22 عاماً) من سكان بيت لاهيا، محمود محمد منير بكر (30 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ، ولم يتم الافراج عنهم حتى لحظة كتابة هذا البيان.

هذا ولا تقتصر الأضرار التي تلحق بقطاع الصيد الفلسطيني على الانتهاكات المباشرة، بل تتجاوزها إلى أضرار بالغة القسوة جراء الحصار المفروض على قطاع غزة. حيث تواصل سلطات الاحتلال حصر المساحة المسموحة للصيد البحري في ستة أميال بحرية. كما تواصل منع إدخال محركات جديدة للمراكب وكذلك تمنع دخول مادة الألياف الزجاجية (فيبر جلاس) الخاصة بصناعة مراكب الصيد، الأمر الذي يلقي بظلال كارثية على قدرة هذا القطاع الاقتصادي على البقاء في ظل استمرار تدهور مستويات المعيشة وتوسع ظاهرتي البطالة والفقر.

مركز الميزان يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار الحصار المفروض وتصاعد الانتهاكات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما تلك التي ترتكبها بشكل منظم بحق الصيادين الفلسطينيين، ولاسيما عمليات إطلاق النار وإيقاع القتلى والجرحى في صفوفهم واعتقالهم وإخضاعهم لمعاملة بالغة القسوة تشكل مساساً كبيراً بكرامتهم الإنسانية، وتعمد تخريب معداتهم والاستيلاء على قواربهم التي تمثل مصدر رزقهم الوحيد.

عليه فإن مركز الميزان يجدد مطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك وفاءً بالتزاماته القانونية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على ملاحقة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة أو أمر بارتكابها. كما يكرر مركز الميزان تحذيره من أن استمرار عجز المجتمع الدولي شجع ولم يزل قوات الاحتلال على تصعيد انتهاكاتها.