اطباء العراق تحت مرمى نيران المليشيات وسط دعوات لحمايتهم

رام الله - دنيا الوطن - عمر الجنابي
شهدت العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، عودة مخيفة لظاهرة استهداف الأطباء من قبل جماعات مسلحة وسط غياب شبه تام للقانون؛ ما دفع عدداً منهم إلى جانب مسؤولين إلى إطلاق نداءات استغاثة لحمايتهم.

ورغم عملهم الإنساني، تصاعدت عمليات استهداف الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة، سواء بالاعتداء عليهم بالإهانة والشتم والضرب والتهديد أو بالخطف والقتل المباشر، كان آخرها مقتل كل من الطبيب ياسر العبيدي، والطبيب أحمد الجبوري في العاصمة.

وقال الطبيب الاختصاصي في مستشفى الشفاء الأهلي وسط بغداد، ستار محمد، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين" إنه "نجا من محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون ينتمون إلى إحدى المليشيات المنضوية تحت ما يسمى بالحشد الشعبي، بعد أن أطلقوا عليه النار أثناء خروجه من منزله، وفقد على إثر ذلك يده اليمنى".

وأضاف: أن "الأطباء يعانون من سطوة المليشيات والجماعات المسلحة التي تفرض سيطرتها على العاصمة بغداد، وسط غياب شبه تام لقوات الأمن"، مشيراً إلى أن "أغلب عمليات القتل والخطف تحدث قرب نقاط التفتيش للقوات الأمنية التي تملأ شوارع العاصمة بغداد، والتي دائماً ما تقف موقف المتفرج".

من جهته قال الطبيب بدر حسين: إن "مسلحين يرتدون الزي الأسود اعترضوا سيارة طبيب الأسنان ياسر العبيدي، وبرفقته الطبيب أحمد الجبوري، في منطقة الكسرة وسط بغداد، وتم اختطافهم تحت تهديد السلاح"، متابعاً "تم العثور على جثتيهما في إحدى ساحات كرة القدم في منطقة الحسينية شرق بغداد".

ولفت إلى أن "عملية الاختطاف حدثت قرب نقطة تفتيش للقوات الأمنية، وأن عناصر الأمن اكتفو بالتفرج على عملية الاختطاف".

وأضاف: أن "استفحال ظاهرة استهداف الأطباء في عموم العراق، دفعتنا إلى تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بالممارسات الهمجية ضدهم وتوعدهم بالقتل أو الخطف"، داعياً الحكومة العراقية إلى "اتخاذ إجراءات رادعة للحد من هذه الجرائم".

إلى ذلك، قال المستشار في وزارة الدفاع العراقية، عباس العوادي: إن "المليشيات المسلحة تملأ شوارع العاصمة بغداد، وتتسبب في تدهور الوضع الأمني من خلال استهدافها أساتذة الجامعات والأطباء".

وأضاف: أن "العاصمة العراقية بغداد تشهد تدهوراً أمنياً كبيراً وتزايداً ملحوظاً لعمليات الاغتيال"، لافتاً إلى أن "الاغتيالات تستهدف أساتذة الجامعات، والأطباء، والمواطنين؛ لكون المسيطر على الشارع في بغداد المليشيات وليس قوات الأمن".

وتابع بأن "نقاط التفتيش في شوارع بغداد لا تمتلك صلاحيات أو قدرة على ضبط الوضع، حيث أن عناصر من العصائب أو الكتائب أو المليشيات الأخرى، تعبر من تلك النقاط دون أن تحسب لها أي حساب".

من جانبه حذر عضو اللجنة الأمنية النيابية، عمار طعمة، من العواقب الوخيمة لتزايد ظاهرة استهداف الأطباء، في حين طالب بتوفير حماية متخصصة لهذه الشريحة.

وقال طعمة في تصريح صحفي له: إن "الاستهداف المتكرر للأطباء يندرج ضمن مسلسل خبيث لأجندات سياسية، تسعى لإفراغ الساحة العراقية من الكفاءات وزيادة معاناة المواطن"، داعياً الحكومة إلى "تأمين حماية أمنية متخصصة لهذه الشريحة".

وأضاف: أن "تكرار تلك التجاوزات قد يدفع أصحاب الكفاءات الطبية إلى الهجرة إلى الخارج، ما يعني خسارة الدولة والمواطن؛ نتيجة الفراغ الكبير الذي يتركونه"، لافتاً إلى أن "استمرار هجرة الأطباء قد يدفع الحكومة إلى استقدام أطباء أجانب".

التعليقات