الأميرال جون ديفورك، يحاضر بمنتدى الأمن الوطني ويشيد بالدور الاساسي للجزائر في الحفاظ على الإستقرار في شمال إفريقيا

الأميرال جون ديفورك، يحاضر بمنتدى الأمن الوطني ويشيد بالدور الاساسي للجزائر في الحفاظ على الإستقرار في شمال إفريقيا
رام الله - دنيا الوطن
تحت إشراف السيد اللواء المدير العام للأمن الوطني، استضاف منتدى الأمن في طبعته     الـ 95، بالمدرسة العليا للشرطة"على تونسي"  بشاطوناف، ندوة إعلامية حول موضوع "شمال إفريقيا والساحل في مواجهة الرهانات الجيوستراتيجية"، من تنشيط الأميرال جون ديفورك jean Dufourcq) (، ضابط سابق في البحرية الفرنسية و أستاذ باحث في العلوم السياسية، له العديد من المؤلفات ومقالات في مجالات متخصصة، بحضور الدكتور عبد الرحمان مبتول، خبير إقتصادي، البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس المجلس الأعلى لتقييم البحث، الدكتور حفيظ أوراق، المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أحمد ميزاب، خبير أمني ورئيس المجلس الإفريقي لتطبيق ميثاق السلم والمصالحة، السادة المدراء المركزيون للشرطة، إطارات الأمن الوطني والطلبة المتربصون بالمدرسة العليا للشرطة، الصومعة وسيدي بلعباس االذين تابعوا هذه المحاضرة عن طريق النقل المرئي للمحاضرة، وأعضاء من المجتمع المدني، بالإضافة إلى الأسرة الإعلامية.

في مستهل الندوة تناول الأميرال جون ديفورك موضوع الرهانات والتحديات التي تهدد دول شمال إفريقيا والساحل من منطلق تكوينه الأكاديمي، وأيضا من تجربته كضابط في البحرية، حيث قدم في مستهل حديثه مجموعة من المعطيات التاريخية التي تتعلق بمجموعة من الأحداث التي ميزت العالم بعد فترة الحرب الباردة، التي عرفت تطورات خطيرة، واعتراف أغلب رؤساء دول العالم في تصريحاتهم على أن الإنسانية قد ابتعدت على القيم النبيلة  مستشهدا بما سمي بالربيع العربي، ومسألة اللاجئين التي خلقت إختلالات في التوازن  وأفرزت ورشات حقيقية ووضعية أطلق عليها إسم تدفق العالمFLUX DU MONDE   .

 كما تناول في شرحه التحديات الأمنية في شمال إفريقيا  معتمدا  على منهجية تسيير الفضاء بالمفهوم الإستراتيجي مضيفا في هذا السياق الفضاء المتوسطي والأروبي، معتبرا أن الفضاء في منطقة الساحل وشمال إفريقيا  لم يتلق الإهتمام اللازم من الناحية الدراسية  باعتباره فضاء يتميز ببؤر للتوتر وله خصوصيات بالنظر للتركيبة البشرية التي تكونه، وكذلك عامل المناخ الذي يلعب دورا كبيرا في التطور على جميع المستويات .

مضيفا أن منطقة الساحل والصحراء، كانت تعرف خلال مراحل مختلفة من تاريخها حركية تجارية وإنسانية كثيفة عرفت مع مرور الوقت تدفق جديد وحركية إجرامية بسيطة، زادت حدتها مع الإضطرابات السياسية التي تعرفها المنطقة، كإنتشار الأسلحة الثقيلة والخفيفة، الجريمة المنظمة، المخدرات إلى جانب الرهانات الإقتصادية والسياسية التي أصبحت تفرزها الثروات الطبيعية للمنطقة.

 في نفس السياق، أكد المحاضر على ضرورة توفر الأمن في كل عملية تنمية، متطرقا إلى مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تندرج في مقاربته لشرح وفهم الرهانات التي تحدق بدول المنطقة، كمسألة الحدود، مشروع المغرب العربي، الإتحاد الإفريقي، ملفتا إلى ضرورة إشراك كافة فئات المجتمع  التي تعيش في المنطقة  على إختلاف عاداتهم ومعتقداتهم في تحقيق مكان يعيش فيه الجميع في سلام وأمن.

في الأخير قدم الأميرال مجموعة من التوصيات تمحورت حول توحيد جهود الجميع وتكاملها، بالإضافة إلى ضرورة خلق حركية خاصة بالنسبة للقوات العسكرية وعدم ترك المجال للعصابات الإجرامية لكي تحقق مآربها، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقاسم تجربتها في نشر ثقافة السلم والمصالحة. 

     واغتنم السيد اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني المناسبة لتكريم كل من الاميرال جون ديفورك على مساهمته القيمة في إثراء معارف الحاضرين بكل من المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة، المدرسة العليا للشرطة علي تونسي ومدرسة طيبي العربي بسيدي بلعباس، كما كرم الدكتور عبد الرحمان مبتول نظير جهوده  ومشاركته  في تنظيم هذه الندوة، وكذا تضحياته المضنية لصالح هذه المؤسسة في مجال التكوين.

تلت هذه الندوة جملة من النقاشات والأسئلة التي أبداها الحاضرون وتتعلق كلها بموضوع الندوة، وكان للسيد اللواء المدير العام للأمن الوطني نصيب من المداخلات والتعليقات لتوضيح الوضعية العامة التي تعرفها الجزائر في المجال الأمني.