جدل واسع في "القطاع الخاص" بسبب دورة تدريبية تنظمها "بال تريد" في تل أبيب !!

جدل واسع في "القطاع الخاص" بسبب دورة تدريبية تنظمها "بال تريد" في تل أبيب !!
ارشيفية
رام الله - دنيا الوطن-وكالات

ابراهيم ابو كامش للحياة الاقتصادية

 يشهد القطاع الخاص الفلسطيني حالة فوضى وتجاذبات حادة اثر قيام مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" بتنظيم دورة تدريبية في تطوير المنتج والإبداع (Product Development and Innovation) في تل ابيب، واستجابة الاتحاد الفلسطيني للصناعات الورقية بدعوة اعضائه للمشاركة فيها، في ظل حالة سفك الدم الفلسطيني والاعدامات الميدانية التي يرتكبها الاسرائيليون في شوارع المدن الفلسطينية المحتلة.

ممثلون عن القطاع الخاص: المشاركة مخجلة وعيبة
ووصف بعض ممثلي القطاع الخاص الدعوة التي وصلت "الحياة الاقتصادية" نسخة منها، لعقد مثل هذه الدورة في تل ابيب وبخاصة في هذا الوقت بالذات بالمعيبة والمخجلة، حيث اوضح الاتحاد الفلسطيني للصناعات الورقية في دعوته الموجهة الى اعضائه، "وبالاشارة الى الموضوع اعلاه يقوم مركز التجارة الفلسطيني وبالتعاون مع الاتحاد بتنظيم دورة تدريبية خلال الشهر القادم (12/2015) في تطوير المنتج والإبداع ضمن أنشطة المشروع الممول من الحكومة النرويجية، يستهدف هذا التدريب مدراء وموظفي الإنتاج والعمليات في الشركات، وستعقد الدورة التدريبية في تل ابيب على مدار خمس محاضرات بواقع محاضرة واحدة أسبوعيا، وسيقدم المحاضرات خبراء من كلية شنكار للهندسة والتصميم، وتشمل مواضيع الدورة ما يلي: الإبداع في تصميم المنتج، الإبداع وصلته بنموذج العمل، فهم المواصفات الإبداعية للمنتج و/ أو الخدمة، الإبداع في الترويج والعلامة التجارية، إشراك الزبائن في التصميم الإبداعي، التعلم من الآخرين: حالات من تطوير المنتج والإبداع، نموذج التفكير الابتكاري الممنهج في الإبداع ونموذج التفكير الابتكاري الإتقاني في الإبداع – دراسة تفاصيل كل نموذج.
واشارت الدعوة الى ان رسوم الدورة هي 600 شيقل للمتدرب، علما بأن الرسوم تشمل المواصلات ذهابا وإيابا إلى تل أبيب من ثلاث نقاط بالضفة الغربية ووجبة خفيفة، وسيتم إعلامكم بالمواعيد المحددة لاحقا.

ودعا الاتحاد ممن يرغب المشاركة تعبئة نموذج الاشتراك والتسجيل المرفق وإعادته له في موعد أقصاه 22-11-2015 الساعة الثانية عشرة ظهرا وذلك لتمكينه من طلب التصاريح في الوقت المحدد.

صبيح: "بالتريد" هو الجهة المنظمة والتمويل نرويجي
وفي الوقت الذي نفى فيه رئيس اتحاد الصناعات الورقية م. أيمن صبيح، ان تكون الدورة منظمة من قبل اتحاد الصناعات الورقية، مؤكدا انهم ليسوا المبادرين لعقد هذه الدورة وانما مركز "بال تريد" الذي عرضها على المؤسسات وليس بالتنظيم معهم، ولكنه اكد تعاطيهم بايجابية مع الدعوة حينما قال: "نحن جزء من الذين وجهت لهم الدعوة، وبالتالي ارسلنا هذه الدعوة التي جاءتنا من "بال تريد" الى اعضائنا اسوة بباقي المؤسسات، ووافق عدد منهم على المشاركة في هذه الدورة التقنية والمهنية البحتة بتمويل من الحكومة النرويجية".
واكد صبيح ان هذه الدورة معد لها منذ زمن قبل الاحداث التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولم يقنعوا حسب برنامج الممول في تغيير موعدها او مكانها.

30 شخصيا سجلوا للمشاركة في الدورة
وافاد صبيح، ان هناك 30 شخصا يمثلون عديد المؤسسات وشركات القطاع الخاص بضمنهم 6 اشخاص من الشركات اعضاء الاتحاد سجلوا للالتحاق بالدورة التدريبية التي كما قال: "سجلنا تحفظنا على مكان وتوقيت انعقادها، ولكن تلقينا ردا انه كان معدا لها سابقا بالاتفاق مع الممول الحكومة النرويجية وليس هناك مجال للتغيير وكل ما تم تغييره هو استبدال عقد الدورة على مدار خمسة ايام متتالية والمبيت هناك بعقدها على مدار خمسة اسابيع يوما في كل اسبوع مع تأمين المواصلات ذهابا وايابا".
وقال مستدركا: "ليس هذه اول دورة تعقد في تل ابيب في مجالات شبيهة وليست ممارسة جديدة وانما هي قديمة ومنذ سنوات طويلة وتستفيد منها شركاتنا دون ان يكون هناك احتكاك مباشر مع جهات اسرائيلية، هي فقط فنية بحتة".
مبررات المشاركة
وحول مبررات عدم تنظيم مثل هذه الدورة في المدن الفلسطينية المحتلة قال صبيح: لاسباب لها علاقة بالتقنيات والادوات والامكانيات الفنية الضرورية في التدريب التي يحتاج التدرب عليها عمليا داخل مؤسسات صناعية اسرائيلية، حيث تتضمن الدورة مساق عملي داخل مؤسسات صناعية اسرائيلية فهذا السبب الرئيسي لعدم تنظيمها في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنه اكد ان جزءا من المحاضرين ان لم يكونوا جميعهم اسرائيليين ولكنه لا يستبعد ان يكون المحاضرون من اكثر من جهة".

رزق: تنظيم الدورة في تل ابيب مخجل
ولكن امين سر المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص، رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية التجارية الزراعية خليل رزق، وصف تنظيم الدورة في تل ابيب ومشاركة بعض مؤسسات القطاع الخاص فيها بالمخجل، وقال: "هذا مخجل ومعيب، هذا خروج عن الاجماع الوطني الملتزم والمتفق على قرار مقاطعة كل ما له علاقة باجتماعات ولقاءات مع سلطات الاحتلال بغض النظر ان كان ما يسمى "قطاع خاص او حكومي" فهو مقاطع وذلك نتيجة عمليات القتل والاعدام التي يرتكبونها ضد ابناء شعبنا واطفاله في كافة محافظات الوطن، وانا باعتقادي هذه دورة مخجلة ومعيبة".
وشدد رزق بقوله: "يجب ان يكون هناك موقف قوي من القطاع الخاص الفلسطيني باتجاه محاربة هكذا برامج ودورات، وساعمل اتصالاتي لوقف العمل في هذه الدورة ومحاسبة كل من له علاقة بهذا الموضوع، وعلى الاقل كان يجب ان تعقد مثل هذه الدورة في المدن الفلسطينية، فلماذا في تل ابيب، فهل المتدربون سيتدربون على الذرة او النووي هناك وان كانوا يريدون التدريب فلن يخرج هذا التدريب عن الانتاج والجودة والمنافسة والتسويق والاعلام ونحن نجيد ذلك".
واكد رزق، بقوله "ليست هنالك لا دواعي تقنية ولا لوازم فنية تستدعي لأن تكون الدورة التدريبية من مدربين اسرائيليين او في تل ابيب، فهذه الدورة يجب ان يقف العمل بها والتعميم على عدم المشاركة فيها واي مشاركة فيها فهو خروج عن الصف الوطني واجماع الشعب الفلسطيني".
واكد رزق قائلا: "سنقوم بمخاطبة ومراسلة "بال تريد" والاتحادات الصناعية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص لمنعهم من المشاركة في مثل هكذا دورات".
برهم يعلن تغيير مكان الدورة
أما رئيس مجلس ادارة مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" ابراهيم برهم، فاوضح قائلا:"هذه الدورة كانت معدة منذ فترة زمنية طويلة مع المشروع النرويجي، وفي ضوء المتغيرات والاحداث تم تغيير مكان الدورة لتنقل الى الاردن وليس في اسرائيل، وبالتالي تمت برمجة كل التدريب ليكون في الاردن".
واكد برهم، ان المشروع والدورة تم الغاؤها، ولكن الدعوة التي حصلنا عليها تشير الى ان "من يرغب المشاركة تعبئة نموذج الاشتراك والتسجيل المرفق وإعادته لنا في موعد أقصاه 22-11-2015 الساعة الثانية عشرة ظهرا وذلك لتمكيننا من طلب التصاريح في الوقت المحدد". كما انهم لم يتم تعميم دعوة رسمية تؤكد ما جاء على لسان برهم بالغاء الدورة، وعلى عكس ذلك فقد اكد م. صبيح كل ما جاء في الدعوة ولم يشر لا من قريب ولا بعيد انه تم الغاء الدورة وانما اكد تسجيل 6 من ممثلي شركات الصناعات الورقية فيها.