كلية الآداب في جامعة بيرزيت تنظم عرضًا بصريًّا وسمعيًّا بعنوان: "أصواتنا المفقودة"

كلية الآداب في جامعة بيرزيت تنظم عرضًا بصريًّا وسمعيًّا بعنوان: "أصواتنا المفقودة"
رام الله - دنيا الوطن
نظمت لجنة المحاضرات العامة في كلية الآداب في جامعة بيرزيت، اليوم الثلاثاء 1 كانون الأول 2015 محاضرة بعنوان: "أصواتنا المفقودة"، وهو عرض سمعي وبصري حول النهضة الموسيقية العربية في فلسطين قبل النكبة وأثر الموسيقى الفلسطينية على الموسيقى العربية بعد عام 1948، يأتي ضمن مشروع "هنا القدس" المعني بالتراث الموسيقي الفلسطيني.

وأشار الباحث في التراث الموسيقي العربي في المؤسسة الفلسطينية للتنمية "نوى" نادر جلال، إلى أن الأصوات المفقودة التي يحمل العرض اسمها هي الأصوات التي كانت جزءًا من النهضة العربية في فلسطين قبل عام 1948.

وأوضح أن مشروع "هنا القدس" يهتم بالهوية الثقافية الفلسطينية قبل النكبة، بالإضافة إلى إبراز دور المدينة وإنتاجها من الموروث الموسيقي الكلاسيكي، إلى جانب دحض الرواية الإسرائيلية عن أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن هناك مسؤولية وطنية لنقل هذه الإبداعات على اختلاف الأجيال والمراحل، والحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية الذي هو تأكيد على حسم الصراع سياسيًّا.

وأضاف جلال أن مرحلة النهضة الموسيقية في فلسطين مرت بثلاث مراحل: الأولى قبل عام 1936، والثانية ممتدة بين عامي 1936 و1948، أما المرحلة الأخيرة، فهي مرحلة ما بعد النكبة، فموقع فلسطين المتوسط أعطاها دور الجسر لكل المبدعين والموسيقيين والشعراء وخاصة في المدن الثلاث الرئيسية: حيفا، ويافا، والقدس، حيث كانت هذه المدن منبرًا للعديد من المغنين، أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، إلى جانب اقتناء العديد من العائلات مشغل الاسطوانات فور دخوله إلى الوطن العربي، حيث كان هناك حوالي 50 ألف مشغل أسطوانات في فلسطين.

وكانت المرحلة الاولى هي تمهيد لمرحلة أهم وهي إنشاء أول اذاعة فلسطينية "هنا القدس"، التي تعتبر ثاني إذاعة في الوطن العربي بعد إذاعة القاهرة، وكان لعام 1936 أثر كبير في تأهيل التجربة الموسيقية قبل النكبة من خلال استقطاب عدد كبير من المواهب الفلسطينية. وعكست المرحلة الثانية مدى التطور والاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية من خلال إنشاء العديد من المسارح كمسرح الحمراء في يافا، ومن خلال الأنشطة في بعض المدارس كمدرسة التراسانطا وماريوسف، وفي المقاهي والمسارح العامة.

وتابع جلال أن مرحلة النكبة أدت إلى إيقاف هذا الحراك الموسيقي، وتغير أولويات الشعب الفلسطيني، فكل موسيقي أصبح يشق طريقه بشكل فردي، إلى جانب تشتت العديد من الموسيقيين إلى دول الجوار وأغلبهم إلى الأردن، فانقطعت العلاقة بين المبدع والشعب الفلسطيني، لتصبح هناك فجوة معرفية بأسماء المبدعين، وذلك يرجع إلى نسب العديد من الألحان إلى دور الإنتاج في دول الشتات، مثل روحي الخماش ومحمد غازي.

وتخلل الندوة عرض فيلم قصير عن حياة أحد المخرجين في يافا وهو صبري الشريف الذي كان مسؤول قسم الموسيقى في إذاعة الشرق الأدنى. وفي النهاية، فتح باب النقاش بين الطلبة والباحث لإثراء الموضوع.

ويقوم مشروع "هنا القدس"، الذي تنظم هذه الفعالية في إطاره، على البحث والتنقيب عن التراث الموسيقي الفلسطيني وإعادة العمل على إنتاجه دون المس بمضمونه ومحتواه عبر إنتاج اسطوانات موسيقية، وإقامة حفلات حيّة في فلسطين وخارجها، ويهدف إلى استعادة الذاكرة الفنية في فلسطين قبل العام 1948، ومتابعة مؤلفات الفنانين الموسيقيين الفلسطينيين ما بعد النكبة، وأثرهم وحضورهم في المشهد الموسيقي العربي، ودورهم في التجديد، وأغانيهم التي لم ينجزوها في فلسطين، وتابعوها في دول الشتات ابتداء من الأردن، ومروراً بلبنان وسورية والعراق ودول الخليج، وصولاً إلى بعض الدول الأوروبية كألمانيا، حيث تم البدء بألحان الموسيقار روحي الخماش عام 2011، والآن يعمل على إعادة احياء ألحان محمد غازي.