(دراسة أكاديمية) : لماذا لم يتم إنهاء الإنقسام حتى اللحظة .. ؟

(دراسة أكاديمية) : لماذا لم يتم إنهاء الإنقسام حتى اللحظة .. ؟
خاص دنيا الوطن

أوضح شامخ بدرة الباحث في قضايا السلام والصراع بأن  المصالحة الفلسطينية لن تتحقق طالما طرفي الانقسام "حركتي فتح وحماس" لم يعترفا بالاخطاء التي ارتكباها بحق الشعب الفلسطيني وبمسئوليتهما عن الانقسام السياسي بشكل صادق وعن الأذى والضرر الذي ألم بالقضية الفلسطينية وبضحايا الصراع ولم يعتذرا عن أخطاء الماضي، موضحا أن الاعتذار كان مفتاحا للسلام والمصالحة في جنوب أفريقيا. جاء ذلك خلال دراسة اعدها بعنوان " الطريق الى مصالحة حقيقية" في مركز دراسات السلام والصراع في جامعة سيدني.

وأشار بدرة الى انه وعلى الرغم من مرارة وصعوبة تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني  الا أن  هذا الصراع ليس معقدا وصعبا اذا ما تم مقارنته بالصراعات التي وقعت في العالم. فعلى سبيل المثال:

لقد لقي أكثر من مليون مدني برئ حتفهم واغتصبت أكثر من 25.000 امرأة في رواندا ( برنامج البحث في رواندا).

 أما في البوسنة، فقد قتل أكثر من 200.000 شخص وهُجر أكثر من مليونين آخرين نتيجة الحرب عام 1991 (مالك، 2005).

وفي جنوب أفريقيا، لقي ما يقارب 21.000 شخص حتفهم نتيجة الانقسامات السياسية والمقاومة ضد نظام التمييز العنصري (حقيقة جنوب أفريقيا 2009). ورغم تزايد هذه الأعمال العدائية والإبادة الجماعية، إلا أن جميع الأطراف توصلت في نهاية المطاف للمصالحة ، ولا زالوا يبذلون الجهود و يعملون على تعزيزها على أرض الواقع بعد سنوات طويلة من الصراعات والعنف.

وأشار بدرة  الى إن الاعتذار والتسامح جزءان مهمان للغاية في أي مصالحة بعد الصراع المرير، حيث أن الانتقال إلى المصالحة دون الاعتذار من الأطراف المتحاربة على أعمالهم العدائية والجرائم التي ارتكبت وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال العنف يعتبر انتقالا غير منطقي وليس عادلا.

ويعتبر الاعتذار والتسامح من الخطوات الجوهرية في عملية المصالحة خصوصا في النزاعات الصعبة التي تسبب الشعور بالظلم والحزن والكراهية والسخط ، وفي الوقت نفسه كانت من العوامل التي ساعدت على تصعيد الصراع والأعمال العدائية.

لذلك إذا لم يعتذر المعتدون أو الأطراف المتحاربة، ولم تسامح الضحايا، فإن مشاعر الأسى والكراهية والسخط سوف تبقى في قلوب الضحايا والأطراف المتحاربة، ولن يكون هناك فرصة للمصالحة حتى أنهم قد لا يستطيعون الوصول حتى للتهدئة. وبدون الاعتذار والتسامح فإن الأشخاص سيبقون تحت تأثير الشعور بالظلم الذي ولد مشاعر الكره والحزن والسخط  والتي حدثت نتيجة الصراعات "

أشار بدرة الى أن أحد التحديات التي تواجه جهود المصالحة الفلسطينية، أن طرفي  الصراع والانقسام السياسي (حركة فتح وحركة حماس) لم تعترفا حتى الآن بمسؤوليتهما بشكل صادق عن أخطائهما، وأعمالهما العدائية، وإساءاتهما، وانتهاكهما لحقوق الضحايا والتي ارتكبتاها خلال فترة الانقسام السياسي والصراع بين الحركتين منذ عام 2006. وعلى الرغم من وقوع  مئات القتلى من الفلسطينيين وآلاف الجرحى والذين لا زال عدد كبير منهم يعانون من تداعيات الإصابة، إلا أن الطرفين لم يذكرا أو يعبرا عن اعترافهما وندمهما بشكل صادق  حتى الآن على هذه الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان خلال انقسامهما السياسي مؤكدا على أنه لا يوجد في الاتفاقات السابقة أي بند يلزم طرفي الانقسامبعدم تكرار أعمال العنف  وهذا  المؤشر يؤكد ويوضح بشكل كبير عدم وجود نوايا حقيقية والجدية المطلوبة للمصالحة لدى الطرفين ولا يزالان يرفضان تحمل المسئولية والاعتراف أنهما ارتكبا أخطاء . ولذلك نجد أنهما واصلا  القفز عن هذه النقطة الهامة وغيرها من المراحل دون الوفاء باستحقاقات مصالحة حقيقية.  وعلى الرغم من أن الوصول للعديد من الاتفاقيات والتي  أخذت وقتا طويلا من المحادثات والمفاوضات، وأن كل المحاولات لبناء علاقة إيجابية حقيقية بين الطرفين قد باءت بالفشل, حيث أن هذه الاتفاقات لم تنجح في بناء علاقة ايجابية فعالة، أو إحداث أي تغيير في السلوك أو في التفكير ، بين أوساط  قيادتي حركتي حماس وفتح و المؤيدين لهما.

حيث أن كلا الطرفين لم يتوصلا إلى نزع فتيل التوترات بينهما ولا التوقف عن الاتهامات المتبادلة على وسائل الإعلام ،  أو في الاجتماعات العامة والفعاليات وحتى في المساجد.

ولم يتوصلا لأي حل جذري أو جوهري  في قضية المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم من السجون وإنهاء ملف الاعتقال السياسي  كمبادرة لحسن النية . وبالتالي فان هذه الاتفاقيات لم تنجح في بناء الثقة والاحترام المتبادل والأمن والسلام بينهما . و فشل الطرفان في بناء علاقة ايجابية والتي تعد واحدة من أهم المراحل للوصول لتحقيق المصالحة، لذلك فإنه من الضروري أن يبدأ الطرفان بخطوات فعالة في هذا الاتجاه.

واوضح الى أن جميع المبادرات انطلقت على اساس ايجاد صيغة توافقية لارضاء طرفي الصراع على حساب تحقيق مصالحة حقيقية يمكن أن تتحقق تحت ضغط شعبي وحقيقي وليس بطريقة مجاملة وارضاء الطرفين.

 ودعا بدرة طرفي الانقسام أن يبدءا بخطوة جريئة ويعلنا الندم الصادق والعميق عن الضرر والمآسي التي ارتكباها ضد بعضهما وضد الأبرياء.

وطالب بدرة بأن تشمل  المصالحة كشف الحقائق المتعلقة  بالانقسام السياسي وبالصراع، ومن المهم تفعيل اللجان التي تم إنشاؤها لهذه المهام، مثل "لجنة المصالحة الوطنية". حيث ذكر اتفاق المصالحة الأخير عام 2014 في البند الثالث " الاستئناف الفوري للعمل على مصالحة مجتمعية شاملةً وعمل اللجان الفرعية، انطلاقا مما تم لاتفاق عليه في اتفاق القاهرة"

وهذه تفاصيل الدراسة :

"الطريق نحو مصالحة حقيقية"

" 1-2  "

مقدمة :

 المصالحة هي عملية يمكن من خلالها إعادة بناء العلاقات البناءة والثقة والسلام والأمن في المجتمعات التي عانت من الصراعات والعنف، والأعمال العدائية وانتهاك حقوق الإنسان. ولا يمكن تحقيق المصالحة الحقيقية إلا  باعتراف أطراف الصراع بأخطاء الماضي التي ارتكبوها والاعتذار للذين تم  الاعتداء عليهم، وطلب المغفرة والصفح من الضحايا والعمل على التعويض وإصلاح ما وقع من أذى.

ويؤكد ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق ، والحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 بأن :

"المصالحة المبنية على الزور والتي لا تلمس الواقع ليست بمصالحة على الإطلاق" (مالك، 2005)

وعند التأمل في الانقسام الفلسطيني الذي حدث عام 2006 نجد أنه ليس معقداً مقارنةً بالصراعات التي وقعت في العالم. فعلى سبيل المثال:  لقي أكثر من مليون مدني برئ حتفهم واغتصبت أكثر من 25.000 امرأة في رواندا ( برنامج البحث في رواندا).

 أما في البوسنة، فقد قتل أكثر من 200.000 شخص وهُجر أكثر من مليونين آخرين نتيجة الحرب عام 1991 (مالك، 2005).

وفي جنوب أفريقيا، لقي ما يقارب 21.000 شخص حتفهم نتيجة الانقسامات السياسية والمقاومة ضد نظام التمييز العنصري (حقيقة جنوب أفريقيا 2009). ورغم تزايد هذه الأعمال العدائية والإبادة الجماعية، إلا أن جميع الأطراف توصلت في نهاية المطاف للمصالحة ، ولا زالوا يبذلون الجهود و يعملون على تعزيزها على أرض الواقع بعد سنوات طويلة من الصراعات والعنف.

هذه الورقة ستتناول مفاهيم المصالحة والمبادئ الأساسية لها، كما تحاول أن تساهم في تعزيز الجهود التي بذلت في محاولات تحقيق  المصالحة الفلسطينية وتحليل التحديات التي يواجهها الفلسطينيون على طريق تحقيقها . إضافة إلى ذلك تحاول الورقة مناقشة مدى التزام  الفلسطينيين بنظريات المصالحة وتجارب الشعوب في هذا الصدد، وستتقدم ببعض الأفكار التي يمكن من خلالها الإسهام في تعزيز وتطوير الجهود السابقة.  هذا وسأناقش في الجزء الثاني من الورقة طبيعة الخلاف السياسي والايدلوجي بين طرفي الانقسام وهل يمكن لمثل هذه المباديء والاسس للمصالحة والتي نجحت في عدد من الدول أن تنجح في الحالة الفلسطينية وكيف يمكن الاستفادة من هذه التجارب وسأتناول نموذج يمكن من خلاله المقارنة بينه وبين الحالة الفلسطينية.

 

النظرية والتطبيق

مدى تطبيق بعض مفاهيم ومبادئ المصالحة على ارض الواقع في فلسطين

أولا :- الاعتراف الصادق  بالأخطاء وبالأذى:

وفقا لتحليل هيزكياس اسيفا  Hizkias Assefa ، الخبير في قضايا الصراع والمصالحة  ، يجب أن تشمل المصالحة الحقيقية الاعتراف الصادق بمسؤولية وقوع الأذى والأخطاء والأعمال العدائية وانتهاك حقوق الإنسان ، إضافة إلى جرائم الحرب التي ارتكبها الطرفان المتحاربان.   وأن يقترن الاعتراف  بالندم الحقيقي على اقتراف   العنف والجرائم . (Assefa, a.1999)

هذا  يعني أن التحرك نحو مصالحة حقيقية ليس بالأمر السهل ، ما لم تعترف الأطراف المتحاربة بمسؤوليتها عن التورط في أعمال عنف وجرائم ضد الإنسانية وضد مجتمعاتهم و شعوبهم والاعتراف الكامل بالأخطاء التي ارتكبتها مع الندم الحقيقي.

 ووفقاً لهذا التحليل، فإنه يمكن الاستنتاج بأن أحد التحديات التي تواجه جهود المصالحة الفلسطينية، أن طرفي  الصراع والانقسام السياسي (حركة فتح وحركة حماس) لم تعترفا حتى الآن بمسؤوليتهما بشكل صادق عن أخطائهما، وأعمالهما العدائية، وإساءاتهما، وانتهاكهما لحقوق الضحايا والتي ارتكبتاها خلال فترة الانقسام السياسي والصراع بين الحركتين منذ عام 2006. وعلى الرغم من وقوع  مئات القتلى من الفلسطينيين وآلاف الجرحى والذين لا زال عدد كبير منهم يعانون من تداعيات الإصابة، إلا أن الطرفين لم يذكرا أو يعبرا عن اعترافهما وندمهما بشكل صادق  حتى الآن على هذه الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان خلال انقسامهما السياسي وهذا  المؤشر يؤكد ويوضح بشكل كبير عدم وجود نوايا حقيقية والجدية المطلوبة للمصالحة لدى الطرفين ولا يزالان يرفضان تحمل المسئولية والاعتراف أنهما ارتكبا أخطاء . ولذلك نجد أنهما واصلا  القفز عن هذه النقطة الهامة وغيرها من المراحل دون الوفاء باستحقاقات مصالحة حقيقية.

ثانيا : الاعتذار والمغفرة أو التسامح:

يشير جوهان جالتونج    Johan Galtungالخبير النرويجي والمتخصص في علم الاجتماع ومؤسس منهج دراسات السلام والصراع ، بأن على الأطراف المتحاربة –  وبعد الاعتراف بأخطائهم-  الاعتذار  عن دورهم في وقوع الضرر، وهذه الأضرار تشمل الإصابات، والإهانات وكل أشكال المعاناة.

 ويوضح  جالتونج معنى ومفهوم الاعتذار والتسامح واللذين يعتبران أحد أهم ركائز المصالحة الإثنى عشر عن طريق المثال المبسط  الآتي: عندما يقوم المعتدي  بإيذاء  الضحية، فإن المعتدي يكون مدركا لذنبه، وتكون الضحية مدركة للضرر كذلك، ويشعر كلاهما بالصدمة، ثم يأتي المعتدى للضحية، ويقدم اعتذاراً صادقا عن الضرر، وتقبل الضحية الاعتذار. وتكون علامة على بداية فتح صفحة جديدة، لعلاقتهم القادمة (جالتينج. أ. 2001).

إن الاعتذار والتسامح جزءان مهمان للغاية في المصالحة بعد الصراع المرير، حيث أن الانتقال إلى المصالحة دون الاعتذار من الأطراف المتحاربة على أعمالهم العدائية والجرائم التي ارتكبت وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال العنف يعتبر انتقالا غير منطقي وليس عادلا.

ويعتبر الاعتذار والتسامح من الخطوات الجوهرية في عملية المصالحة خصوصا في النزاعات الصعبة التي تسبب الشعور بالظلم والحزن والكراهية والسخط ، وفي الوقت نفسه كانت من العوامل التي ساعدت على تصعيد الصراع والأعمال العدائية.

لذلك إذا لم يعتذر المعتدون أو الأطراف المتحاربة، ولم تسامح الضحايا، فإن مشاعر الأسى والكراهية والسخط سوف تبقى في قلوب الضحايا والأطراف المتحاربة، ولن يكون هناك فرصة للمصالحة حتى أنهم قد لا يستطيعون الوصول حتى للتهدئة. وبدون الاعتذار والتسامح فإن الأشخاص سيبقون تحت تأثير الشعور بالظلم الذي ولد مشاعر الكره والحزن والسخط  والتي حدثت نتيجة الصراعات " (هوس، 2003).

وهذا يفسر العقبات والتحديات أمام المصالحة الفلسطينية، إذ أن جميع الاتفاقات السابقة للمصالحة الفلسطينية لم تحتو على  بند واحد يشير إلى أهمية اعتذار الأطراف المتحاربة عن أخطائهم أو عن الاعتداءات التي ارتكبها طرفا الصراع ، يضاف إلى ذلك عدم التزام الطرفين بعدم تكرار أعمالهم العدائية.

من هنا يمكن أن نستنتج  أسباب تكرار الطرفين المتحاربين لأعمال العنف مرة بعد أخرى . على سبيل المثال: في عام 2011، لاحظت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أنه " بسبب فشل جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس خلال 2010، وبسبب الانقسام السياسي الداخلي، ظل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة هم الضحايا لهذا الانقسام السياسي بين الأطراف المتنازعة" (اللجنة الدولية لحقوق الإنسان 2012).

ثالثا: جهود صادقة لإصلاح المظالم التي وقعت:

وفقاً لجالتونج، فقد أوضح  "النهج الإصلاحي أو التعويضي" وبشكل مبسط من خلال المثال التالي:  عندما يؤذي المعتدي الضحية، فإن هذا المعتدى  يكون واعٍيا  لما سببه من أذى، فيأتي المعتدي للضحية ويعرض الإصلاح أو التعويض عن الأذى الذي وقع  ومعالجة الأضرار.

أن  المصالحة الحقيقية يجب  أن تكشف عن الحقائق المتعلقة بالصراعات والاعتداءات السابقة، و التحقيق بالخسائر والتجارب المؤلمة (اسيفا/ 1999)

والجدير بالذكر أنه لا يوجد خطوات فعالة في المصالحة الفلسطينية حتى الآن ، وجهود صادقة لإصلاح مآسي الماضي و التي وقعت نتيجة الصراع ، ولا يوجد جهود حقيقية نحو التعويض الممكن للأضرار التي وقعت. وللأسف فإن الطرفين تجاهلا هذه الخطوة الجوهرية على الرغم من تشكيل (لجنة المصالحة الوطنية) ولكن دون تنفيذ أي شيء على الأرض. حتى الآن.

ويمكن الإشارة هنا بأنه من غير المنطقي  أن يتجاهل الفلسطينيون مثل هذه الخطوة الجوهرية وهم يتوقون للمضي قدما نحو تحقيق المصالحة دون القيام  بمعالجة المظالم الماضية وتحقيق العدالة خصوصا  فيما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان.

إن إصلاح هذه المظالم ليس بالأمر السهل، ولكنه جزء وعامل أساسي لتعويض الضحايا عن الأذى النفسي والجسدي الذي وقع نتيجة للصراع. ويمكن للإصلاح النفسي والجسدي أن يساهم في تخفيف وطأة الصدمة على الضحايا، وأن يعيد لهم كرامتهم. ويؤدي ذلك إلى كبح نية الانتقام لدى الضحايا أو عائلاتهم في المستقبل.

ليس من السهل نكران أو نسيان تلك الفترة من أعمال العنف الكثيفة وانتهاكات حقوق الإنسان ،  مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب في السجون والتمييز بين الناس في الحصول على فرص متكافئة في العمل، إضافة لظلم واضطهاد الناس. وما زالت آلاف  العائلات تعاني بسبب فقدانها لأولادها أو لأقاربها نتيجة الصراع والانقسام السياسي..

وقد لاحظت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أن الغالبية العظمي من السجناء هم سجناء سياسيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهم موقوفون بدون قرار  محكمة حيث ترتفع نسبة التعذيب في صفوفهم  (اللجنة الدولية لحقوق الإنسان 2012).

إن هذه الانتهاكات والاعتداءات التي حدثت  لا تزال تؤثر على معنويات الشعب الفلسطيني، والأجيال الجديدة. وبالتالي، فإن معالجة المظالم الماضية التي وقعت بسبب النزاع والتعويض على الأضرار التي لحقت يمكن أن يساهم في تطوير علاقة إيجابية وخلق علاقة إثراء متبادل جديدة.

إن معالجة المظالم التي وقعت والالتزام بعدم تكرار الأذى، يمكن أن يقود إلى تحقيق العدالة، وهي العدالة التي تتمثل في "البحث عن حقوق الفرد والجماعة،من أجل ترميم المجتمع، والتعويض، ولكنها مرتبطة بالسلام، والتي تعزز التكافل، والرفاهية والأمن" (ليدريتش/ 1997 – ص29).

رابعا::

الدخول في علاقة جديدة متبادلة وإثراء وتطوير علاقة إيجابية وكذلك رؤية مشتركة. 

لتحقيق مصالحة حقيقة على الأرض، يشير  Assifa إلى أن المصالحة "يجب أن تقود إلى الدخول في علاقة سليمة ومتبادلة"، وأن المصالحة هي عملية لاستعادة العلاقات التي فسدت أو تأثرت سلبا  نتيجة للانقسام و الاقتتال  بين الأطراف المتحاربة " (اسيفا / 1945)

وهذا ما تؤكده الدكتورة ويندي  لامبورن   , وWendy Lambourne وهي نائب مدير مركز دراسات السلام والصراع في جامعة سيدني أيضا بأن المصالحة هي عملية تقود إلى فتح الحوار وبناء العلاقات الايجابية. كذلك فإنها عملية تعكس  تغييرا حقيقيا  في  القلب والعقل والسلوك والأفعال، الأمر الذي يساهم في إعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل والأمن، وفي نهاية المطاف تحقق السلام الروحي.إضافة إلى إسهامها في التغيير الثقافي والسلوكي مما يساهم في تغيير مجتمعي واقتصادي وسياسي (لامبورن/ 2014).

وفي هذا السياق يشير البروفسور  جون ليديرنتش  "" John Paul Lederach  أستاذ بناء السلام الدولي في جامعة نوتردام بأن المصالحة يجب أن تتضمن البحث عن مستقبل مشترك بعد الاعتراف بآلام الماضي..

ووفقا لتحليل اسيفا ، وليديرنش و ليمبورن فإنه يمكن الاستنتاج أن الفلسطينيين قد نجحوا في فتح الحوار ، وتطوير رؤية مشتركة، وكان هذا واضحاً وفقاً لتصريحات قادة الحركتين وهي كالأتي

-         تعليقاً على العلاقة مع حماس، صرح رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أننا نوافق على المقاومة الشعبية السلمية ضد إسرائيل، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود ال1967، وأن محادثات السلام ستستمر إذا أوقفت إسرائيل توسعها الاستيطاني وقبلت شروطنا" (أبو تومه/ 2012).

-         وفي نفس الوقت، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن " حماس تشارك في هدف إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بسيادة تامة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، ولكن دون وجود مستوطن واحد، ودون الاستيلاء على شبر واحد من الأرض، وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين" (جينسا/ 2011)

ولكن وعلى الرغم من أن الوصول لهذه الاتفاقيات والتي  أخذت وقتا طويلا من المحادثات والمفاوضات، إلا أن كل المحاولات لبناء علاقة إيجابية حقيقية بين الطرفين قد باءت بالفشل, حيث أن هذه الاتفاقات لم تنجح في بناء علاقة ايجابية فعالة، أو إحداث أي تغيير في السلوك أو في التفكير ، بين أوساط  قيادتي حركتي حماس وفتح و المؤيدين لهما.

كلا الطرفين لم يتوصلا إلى نزع فتيل التوترات بينهما ولا التوقف عن الاتهامات المتبادلة على وسائل الإعلام ،  أو في الاجتماعات العامة والفعاليات وحتى في المساجد.

ولم يتوصلا لأي حل جذري أو جوهري  في قضية المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم من السجون وإنهاء ملف الاعتقال السياسي  كمبادرة لحسن النية . وبالتالي فان هذه الاتفاقيات لم تنجح في بناء الثقة والاحترام المتبادل والأمن والسلام بينهما . و فشل الطرفان في بناء علاقة ايجابية والتي تعد واحدة من أهم المراحل للوصول لتحقيق المصالحة، لذلك فإنه من الضروري أن يبدأ الطرفان بخطوات فعالة في هذا الاتجاه.

من المهم للفلسطينيين في هذا الاتجاه أن ينظموا العديد من المؤتمرات للجماهير والسياسيين والصحافيين والاكاديمين والعلماء والخبراء والضحايا لمناقشة الأخطاء التي وقعت في الماضي،. وكيف يمكن تحقيق الانتقال نحو مرحلة جديدة.

غالتونغ يشير أنه في "نهج حل النزاع المشترك" يعتمد على العلاج والتعافي من الماضي من خلال مناقشة الناس لما حدث في الماضي من أخطاء وماذا كان يجب القيام به من أجل تجنبها بالإضافة إلى تخيلهم ورؤيتهم للمستقبل بعد تحقيق المصالحة .

خامسا: إلقاء اللوم على الظروف المحيطة :

بالنسبة للوضع الفلسطيني، فإن العوامل الخارجية لعبت ولا زالت تلعب دورا خطيرا في منع  تحقيق المصالحة، خصوصا تدخل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة. وقد كانت التدخلات الخارجية واضحة في حالات متعددة وخاصة عندما  يكون الطرفان الفلسطينيان  على وشك الاقتراب من تحقيق المصالحة  كتشديد الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة

والأمثلة كثيرة على ذلك  وقد عكستها تصريحات القادة الإسرائيليين والحكومة الأمريكية والتي توضح كيف يسعون لمنع المصالحة الفلسطينية بعدما أصبح الفلسطينيون قريبين من الاتفاق:

-         عندما أعلن الفلسطينيون الاتفاق الأخير للمصالحة عام 2014، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو مباشرة أن "على عباس أن يختار ما بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس" (بي بي سي/2014).

-          

-         وفي نفس الوقت قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين باسكي أن " إعلان المصالحة قد خيب آمال واشنطن، وحذرت أنها قد تعيق جهود السلام بشكل جدي" (بي بي سي/2014). وأضافت أن "عباس أرسل وفدا من حركته فتح إلى غزة لمحادثات المصالحة هذا الأسبوع" (بي بي سي/2014).

جالتونغ في نهج "إلقاء اللوم على الظروف" يؤكد على أهمية تغيير وجهة نظر كل من الطرفين في أسباب النزاع بينهما وبالتالي فالمصالحة تكون أقرب في حال توافق الطرفان على أسباب النزاع فالكلمة الرئيسية بين الطرفين هنا كلمة "موافق" على سبب النزاع بيننا, فالعامل الخارجي جعلني الجاني وجعلك الضحية والعكس صحيح وبالتالي هذا سبب وجيه بالنسبة لنا أن لا نكره بعضنا البعض" (جالتونج/ د. 2014).

وقياسا على ذلك فإن هذه التحديات يجب أن تحفز الفلسطينيين على تكثيف إصرارهم  لتحقيق الوحدة الوطنية ضد التدخلات الخارجية. خاصة أن قادة الاحتلال يعتبرون الانقسام الفلسطيني كأحد أهم الانجازات التي حققتها إسرائيل . ويشير شمعون بيريز إلى أن الانقسام واحد من أعظم ثلاثة إنجازات حققها المشروع الصهيوني منذ تأسيس الحركة الصهيونية.

المبادرة:

في ظل ما سبق ذكره، أعتقد أن الفلسطينيين يحتاجون إلى تحقيق "العدالة الانتقالية آو ما تعرف بــ " Transitional Justice" ، لان أحد أهم أهداف العدالة الانتقالية هو : تحقيق  الانتقال من  مرحلة كانت  تتسم بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، والصراع، والنزاعات ، وهي تنطبق على هذه المرحلة الآن في فلسطين وهي مرحلة الانقسام السياسي و العمل على مغادرتها للتحول نحو مرحلة أخرى وهي  مرحلة المصالحة الحقيقية وتحقيق الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والحريات ومعالجة المظالم .

وتشير هنا في هذا السياق البروفسور ويندي  لامبورن وهي خبيرة في قضايا الصراعات والنزاعات والمصالحة في جامعة سيدني على أن "العدالة الانتقالية" يمكن تحقيقها في سياق عملية التحول والانتقال من  مرحلة تتسم بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والعنف إلي مرحلة أكثر سلمية وديمقراطية وهي بمثابة طريق نحو  معالجة أخطاء الماضي  للانطلاق نحو بناء مستقبل جديد( لامبورن 2011.).

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المبادرة تحتوي على أفكار يمكن من خلالها الإسهام في إكمال الجهود السابقة في المصالحة الفلسطينية. وهي ليست بديلة لأي اتفاق سابق من اتفاقات المصالحة، ولكنها محاولة لتطوير هذه الاتفاقات خصوصا اتفاق الشاطئ الأخير.

كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية تحقيق "العدالة الانتقالية" خصوصا بعد التصويت الساحق على الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وقد تغير الوضع وأصبحت فلسطين دولة تحت الاحتلال، وضمن القرار بأن فلسطين دولة مراقبة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة بموافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 193 عضو من دول العالم(سي بي سي/ 2012).

 لذلك، ومن أجل تحقيق الانتقال من مرحلة الانقسام السياسي والاحتلال إلى مرحلة المصالحة، والديمقراطية والحماية لحقوق الإنسان، يحتاج الفلسطينيون إلى مرحلة انتقالية  .

 وهنا تبرز أهمية  تأسيس مجلس انتقالي للدولة الفلسطينية على أساس مؤقت (من الممكن ان يكون لعام واحد) كما اقترحه حزب الشعب الفلسطيني على المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية بحيث يحتوي هذا المجلس على أعضاء من المجلس المركزي لمنظمة التحرير، والمجلس التشريعي، والشخصيات الوطنية، والخبراء. ويجب أن يكون لمرحلة مؤقتة   حتى عقد انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والانتخابات الرئاسية.

مهمة هذا المجلس هو تفعيل العمل لإنهاء الانقسام السياسي وبناء وحدة وطنية على أساس برنامج النضال المشترك وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة واستخدامه كأساس للتعامل مع التطورات (معا/2009).

بدوره سيقوم هذا الخيار بتحقيق النجاح للجميع بصورة تكاملية، ويكون حلا دائما للتعامل مع القضايا المطروحة.

هذا المجلس يجب أن يتعامل كمشرف ومراقب لجميع لجان المصالحة وجميع البنود المتفق عليها.

وتتكون هذه المبادرة من مرحلتين:

المرحلة الأولى: الاعتراف بالأخطاء، والاعتذار ومعالجة جميع المظالم كالتالي:

الخطوة الأولى: على الطرفين المتحاربين، حركتي فتح وحماس، الاعتراف الصادق بمسؤوليتهما عن الانقسام السياسي وعن الأذى والضرر الواقع على ضحايا الصراع. وعليهما أيضا أن يعلنا الندم الصادق والعميق عن الضرر والمآسي التي ارتكباها ضد بعضهما وضد الأبرياء.

الخطوة الثانية: من المهم لكلا الطرفين أن يعتذرا عن أخطاء الماضي، مع الالتزام بعدم تكرار أعمال العنف. ومن المعروف أن الاعتذار كان مفتاحا للسلام والمصالحة في جنوب أفريقيا.

الخطوة الثالثة: من المهم الأخذ بالاعتبار أن المصالحة يجب أن تشمل كشف الحقائق المتعلقة بالصراع، ومن المهم تفعيل اللجان التي تم إنشاؤها لهذه المهام، مثل "لجنة المصالحة الوطنية". حيث ذكر اتفاق المصالحة الأخير عام 2014 في البند الثالث " الاستئناف الفوري للعمل على مصالحة مجتمعية شاملةً وعمل اللجان الفرعية، انطلاقا مما تم لاتفاق عليه في اتفاق القاهرة" (غزة اليوم/ 2014)

من المهم أيضا تفعيل لجان أخرى مثل لجنة الحريات، فالفلسطينيون في الاتفاق الأخير أكدوا أيضا على أهمية تفعيل لجنة الحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة واستئناف العمل فورا وتنفيذ قراراتها (اليوم في غزة، ب. 2014).

 وقد تم تشكيل هذه اللجان دون أن تفعل أي شيء على أرض الواقع حتى الآن . 

المرحلة الثانية: الدخول في مرحلة تعزيز العلاقة المشتركة وإعادة بناء علاقات ايجابية وبناء الثقة:

حيث أن السؤال المطروح هنا هو: كيف يمكن أن يحقق الفلسطينيون الانتقال للمرحلة الثانية؟ وكيف يستطيعون التحرك نحو المصالحة، في ضوء عدم وجود خطوة فعالة واحدة حتى الآن نحو جهود صادقة لإصلاح مظالم الماضي والتي سببت الصراع وتعويض الضرر بقدر المستطاع؟ كيف يستطيعون إعادة بناء الثقة والعلاقات الايجابية؟

أن الدخول في علاقات جديدة ومتبادلة تعتبر واحدة من أهم مراحل المصالحة، ولذلك ينبغي أن يستكمل الفلسطينيون جهودهم لإنجاز الخطوات الخاصة بهذه المرحلة:

الخطوة الأولى: على الفلسطينيين أن يلتزموا بتطوير رؤية مشتركة وتأكيد التحامهم لتوحيد البرنامج السياسي وفقا للبند الأول من اتفاق القاهرة (مارس 2005) والذي ينص على تأكيد الجميع التزامهم بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة لإنهاء الاحتلال، وتأسيس الدولة الفلسطينية بكامل سيادتها وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

الخطوة الثانية:  على الفلسطينيين بذل جهودهم لعقد الانتخابات العامة كما تم إعادة تأكيدها في الاتفاق الأخير، "والتأكيد على أن الانتخابات التشريعية، والانتخابات الرئاسية، وانتخابات المجلس الوطني ستعقد في آن واحد، وأن الرئيس مخول بتحديد موعد الانتخابات (غزة اليوم/ 2014).

الخطوة الثالثة: من المهم بالنسبة للفلسطينيين تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كما  أكدوا على ذلك في اتفاق الشاطئ  إذ تم الاتفاق على أن لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تجتمع لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقيات وفي غضون خمسة أسابيع اعتبارا من تاريخ الاتفاق وأكدوا على أن اجتماعاتها يجب أن تستمر بصورة دورية بعد ذلك (اليوم في غزة، d.2014).

ومن الأهمية أيضا هنا تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني.

إن صنع المستقبل للدولة الفلسطينية سيتطلب خطوات نحو المصالحة، ليس فقط بين فتح وحماس بل بين جميع المجموعات الفلسطينية بتنوع سياستها وآرائها الاجتماعية. مثل هذه الخطوات ستحتاج للاعتراف بأن مركز المصالحة الفعالة هو بناء الثقة بين المتقاتلين سابقا. الإقرار بالمهمة أسهل من الخوض فيها لان الثقة يجب أن تُبنى بشكل موحد. كل المهام المتعلقة بالمصالحة تحتاج لشجاعة الاعتذار والشجاعة لتخطيط المستقبل المبني على الحقوق المتساوية للجميع. يبدو ذلك طموحا ولكنه يخدم جميع الفلسطينيين، انه هدف يجب تحقيقه.

المراجع

اسيفا ، "معنى المصالحة" في المركز الاوروبي لمنع الصراعات/ بناء الناس للسلام ص 37-45

اسيفا (1945)، بروفيسور، وسيط للمصالحة، اقتباس، متاح على الرابط التالي:
http://www.doonething.org/heroes/pages-a/assefa-quotes.htm

أبو توما، (2012) "لا فروق سياسية بين فتح وحماس" متاح على الرابط التالي:

http://www.jpost.com/Middle-East/No-political-differences-between-Fatah-Hamas

BBC (2014) حماس وفتح يكشفان اتفاق مصالحة فلسطينية. متاح على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/world-middle-east-27128902

CPC/AP  الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت للاعتراف بدولة فلسطين. متاح عبر الرابط التالي:

http://www.cbsnews.com/news/un-general-assembly-votes-to-recognize-palestinian-state/

جالتنج، 2005 بعد العنف، المصالحة، العدالة، التعايش، نظريات وممارسات، حرره محمد ابو نمر الفصل الأول ص 3-33

هوس 2003، الاعتذار والمسامحة متاح على الرابط التالي:

http://www.beyondintractability.org/essay/apology-forgiveness

جينسا، 2003، المصالحة الفلسطينية، متاح عبر الرابط التالي:

http://www.jinsa.org/jinsa-reports/palestinian-reconciliation

مالك، 2005، المصالحة في البوسنة، متاح عبر الرابط التالي

http://www.beyondintractability.org/casestudy/malek-reconciliation

معا 2009، المجلس الوطني يحث عباس على الانتخابات، متاح على الرابط

http://www.maannews.com/Content.aspx?id=233957

غزة اليوم، 2014،  نص اتفاق المصالحة الفلسطينية، متاح على الرابط التالي

https://todayingaza.wordpress.com/2014/05/01/text-of-the-palestinian-reconciliation-agreement/

برنامج البحث في روندا، روندا تاريخ مختصر للمدينة، متاح على الرابط التالي:

http://www.un.org/en/preventgenocide/rwanda/education/rwandagenocide.shtml

حقيقة جنوب افريقيا 2009، متاح على الرابط التالي:

http://www.thetruthaboutsouthafrica.com/p/ancs-black-on-black-killing-spree.html

اثنى عشر طريقة فعالة لتبني المصالحة بعد العنف

http://www.ourmediaourselves.com/archives/33pdf/222_234_Galtung.pdf

اللجنة المستقلة لحقوق الانسان 2012، التقرير السنوي الثامن عشر لحقوق الانسان في فلسطين، متاح على الرابط التالي:

http://www.asiapacificforum.net/members/full-members/palestinian-territories/downloads/annual-reports/2012

لامبورن، 2014، محاضر، تحول الصراعات للمصالحة، استراليا 12 مايو 2015

لامبورن ، 2009، الانتقال للعدالة وبناء السلام بعد العنف، الصحيفة العالمية لتحقيق العدالة، 28-48

امد للاعلام 2015 , نكبتنا الحقيقية في مرارة الانقسام

http://amad.ps/ar/?Action=Details&ID=73575

الباحث شامخ بدرة