إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في روسيا

إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في روسيا
رام الله - دنيا الوطن
أحيت سفارة دولة فلسطين في جمهورية روسيا الإتحادية ، وفي حفل كبير وسط العاصمة الروسية ، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي  دعت إليه ، بمشاركة وزارة الخارجية الروسية و المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في موسكو وجامعة الدول العربية ، وحضره حشد غفير من سفراء ودبلوماسيي البعثات العربية والإسلامية والإجنبية ، والأحزاب والكتل البرلمانية ، وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية الروسية والأجنبية ، والجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية ، إضافة إلى شخصيات ثقافية وإعلامية وفكرية ، ومندوبي  وكالات الأنباء والصحافة ، وسواهم .
وكان سفير دولة فلسطين لدى روسيا الإتحادية الأخ عبد الحفيظ نوفل على رأس مستقبلي المتضامنين مع نضالات وحقوق شعبنا الفلسطيني العادلة ، وعبر ، باسم القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، عن التقدير العميق لاحتضان موسكو لهذا الاحتفال الكبير الذي حضره أكثر من خمسمائة من رجالات الدبلوماسية والأوساط السياسية والبرلمانية والفكرية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني وسواها ،  وأشار إلى أهمية هذا الحدث التضامني الذي تشهده موسكو في ظل الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية ، والمتغيرات العاصفة التي تشهدها المنطقة والعالم ، 
وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين ، وبالنشيدين الروسي والفلسطيني ، مترافقين مع شريط فيديو يظهر الأماكن الروحية المقدسة والتاريخية في البلدين .
وقد ألقى السيد الكسندر غوريليك رئيس المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في روسيا رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان  كي مون الذي عبر  فيها عن أن هذا اليوم يعتبر إقراراً دولياً بالتضامن الدولي مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ، مؤكداً تأكيد تمسك الأمم المتحدة بتحقيق السلام العادل الذي يستحقه الشعب الفلسطيني ، وقيام دولته المستقلة أسوة بشعوب الأرض .
كما تلا نائب وزير الخارجية الروسية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد ميخائيل بوغدانوف برقية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أبرقها لسيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، والتي شدد فيها على أن روسيا تؤيد القرارات الدولية التي تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل لقضيته على أساس من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، وأن روسيا تدعم سياسة الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية السياسية في تحقيق السلام ، ونهج سيادته والقيادة الفلسطينية في تجسيد المصالحة الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني على خلفية الأوضاع في غزة والضفة وتنامي التطرف والإرهاب في المنطقة .
وأشار الرئيس الروسي في برقيته إلى تأكيده على عمق العلاقات الروسية الفلسطينية التاريخية الطيبة ، وإيلاء أهمية بالغة لما تكتسبه الجلسة المشتركة للجنة الروسية الفلسطينية المشتركة والتي من المزمع عقدها مطلع العام  القادم .
وأضاف السيد بوغدانوف أن وزارة الخارجية الروسية ترى أن إقامة سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية ما يزال أهم المسائل المطروحة على المجتمع الدولي ، وأن الطريق الوحيد لذلك هو إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية . وشدد على أن روسيا تدعم مساعي القيادة الفلسطينية وطموحات الشعب الفلسطيني ، وتشاطرها اختيارها للتسوية السياسية مع اسرائيل .
كما قرأ سفير جامعة الدول العربية د. جلال الماشطة على الحضور كلمة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي ، والتي أشار فيها إلى أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يشكل مناسبة دولية لدعم الشعب الفلسطيني في حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية . كما حمل اسرائيل المسؤولية على وقف المفاوضات نتيجة لسياساتها المتعنتة ، والمسؤولية عن التصعيد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية نتيجة لممارساتها التعسفية ، سيما في القدس من عملية تهويد للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء ، وانتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى ، وسواها من السياسات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل تخت الإحتلال .وأشار إلى أنه من غير المقبول الإستمرار في المفاوضات وقد تنصلت اسرائيل من التزاماتها ، وطالب بمرجعية دولية لهذه المفاوضات ، وأن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الإتجاه .
فيما اختتم مبعوث الرئيس الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد المجدلاني الحفل الخطابي ، بكلمة استهلها بنقل تحيات الرئيس الفلسطيني ، وشكر الشعب الفلسطيني على التضامن الدولي مع حقوقه الوطنية المشروعة حتى انهاء آخر ، وأطول احتلال ، يشهده التاريخ المعاصر . وإذ عرض د المجدلاني أهم محطات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ونضالات الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الذي يتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن قتل وتشريد  ومأساة الشعب الفلسطيني استعرض أهم المستجدات التي تشهدها الأراضي الفلسطيني ونهوض الشعب الفلسطيني في الهبة السلمية  دفاعاً عن أرضه ومقدساته .
وطالما اعتبر د. المجدلاني أن إعلان المجلس الوطني الفلسطيني لإستقلال دولة فلسطين عام ١٩٨٨ ، وذهاب الفلسطينين  إلى مؤتمر مدريد للسلام ، وتوقيع اتفاق أوسلو تأكيداً على خيار السلام ، مع التأكيد أن الفلسطينيين قبلوا قيام دولتهم على نحو ٢٢ بالمائة من أراضي فلسطين التاريخية ، إلا أن اسرائيل لم تلتزم بكافة تعهداتها تجاه العملية السلمية ، وضربت بعرض الحائط الشرائع والقوانين الدولية ، مواصلة سياساتها العدوانية في مصادرة الأراضي واستشراء الإستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية ، وممارسة سياسة التهويد في القدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً ، ما ينذر بحرب دينية لا تحمد عقباها . ناهيك عن إطلاق حكومة اسرائيل يد الجنود والمستوطنين الاسرائيليين لممارسة أبشع أنواع العدوان التي يشهدها التاريخ ، ما أدى إلى استشهاد أكثر من ١٠٥ شهيداً فلسطينياً ، من بينهم أكثر من ٢٢ طفلاً وأربع سيدات ، وإصابة أكثر من ١٢ ألف ، من بينهم ٣٧٠٠ بالرصاص الحي ، واعتقال تعسفي للمئات ، وهدم عشرات البيوت ، وممارسة سياسة الإعدام الميداني والعقاب الجماعي بحق الفلسطينيين العزل . وشدد د المجدلاني على أن القيادة الفلسطينية ماضية في ملاحقة الإسرائيليين في المنظمات الدولية لمحاكمتهم وإيقاع العقوبات بهم على جرائمهم بحق الفلسطينيين ، مؤكداً على مطالب القيادة الفلسطينية بحماية دولية للشعب الفلسطيني تحت الإحتلال ، وأن استمرار المفاوضات مع المحتل الإسرائيلي يجب أن يبقى مشروطاً بمرجعية دولية ، على أساس وقف كافة أشكال النشاط الإستيطاني ووضع سقف زمني لإنهاء الإحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، وحل عادل للاجئين .
وفي ختام كلمته قدم ، باسم السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، " مجسم القدس "  للسيد ميخائيل بوغدانوف  تقديراً لجهده في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف .
ثم تلا المهرجان الخطابي عرض فيلم ترجم إلى الروسية "أطفال فلسطين يطالبون بحماية دولية " ، وعرضت فرقة فلسطينية الدبكة الشعبية ، وقدمت أغان فلسطينية لاقت إعجاب الحاضرين وقوبلت بترحيب  كبير .