اللجنة المشتركة تسلّط الضوء على العنف الممنهج ضد امرأة المعتقل الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

رام الله - دنيا الوطن

يكثر الحديث في هذه الأيام عن العنف ضد المرأة بمناسبة يوم أطلقوا عليه اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يوافق 25 نونبر 2015 ، وبهذا الصدد نسلط الضوء على عنف
ممنهج يسلط ضدّ عينة من النساء يغيب الحديث عنهن في الكثير من المناسبات ، وهن نساء المعتقلين الإسلاميين اللواتي يتعرّضن لعنف ممنج ، والعنف هنا ليس الإيذاء الجسدي بالضبط وإن حصل في بعض الحالات بل المقصود به هنا التّعنيف النفسي الذي تتعرّض له امرأة المعتقل الإسلامي سواء كانت أما أو زوجة أو بنتا أو أختا ، هذا العنف الذي بدأ بالنسبة للعديد من النساء منذ 13 سنة و ذلك عندما اختطف منهن فلذة الكبد في جنح الليل وأصبحت الزوجة بين عشية و ضحاها دون معيل ولا كفيل تعاني آلامها وتلملم شتات نفسها ، و تكابد قساوة العيش مع
أبناء صغار يحتاجون لعطف الأب و حنانه ناهيك عن دعمه المادي فتخوض غمار حياة جديدة صعبة تسبّب فيها ظلم الظالمين وعدوانهم هذا ناهيك عن حرمانها من حقها الطبيعي في التواصل المباشر مع زوجها من خلال الزيارة العائلية التي تم تعطيلها
بدون أي سبب يذكر منذ سنوات ، و إلى جانبها تفتّت كبد الأم على فراق ابنها لدرجة أنّ من منهن من أصيبت بأزمة صحية جراء صدمة الاعتقال وصدمة الاختفاء القسري لشهور ، لتنضاف لكل هذا صدمة المحاكمة الجائرة مما أقعدها الفراش وأودى بحياتها في نهاية المطاف ، وهنا نتحدث عن حقائق لا عن
وهم وخيال و نسوق نموذجا على ذلك على سبيل المثال لا الحصر أم المعتقل الإسلامي إبراهيم فردوس المحكوم بالمؤبد . و الأكثرهن حظا من لا زالت على قيد الحياة لكن بجسد معلول بالأمراض المختلفة كأم المعتقل الإسلامي صالح زارلي المحكوم بالإعدام و أم عبد الهادي الذهبي المحكوم بالإعدام و أم المعتقلين الإسلاميين خالد وسعيد النقيري وغيرهن كثير . 

وكل هؤلاء النسوة يتكلّفن بمسؤولية القفّة الغذائية ثمنا و إعدادا و نقلا إلى المعتقل بين الفينة و الأخرى للتغطية على فضيحة التجويع التي يعيشها المعتقلون عموما داخل السجون المغربية. و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد استمر العنف في حق هذه المرأة التي لم يرحمها لا القاضي ولا المحقق ولم يحسب أيّ حساب لمعاناتها ، بل الأمر اشتدّت وطأته على هذه المرأة المكلومة داخل السجون التي حملت جراحها و جاءت لتزور قريبها فكانت عرضة على مرّ هذه السنوات للتفتيش المهين ونزع الثياب أثناء التفتيش واستفزازها والتضييق عليها ومحاولة الضغط عليها بل سبّها و ضربها أحيانا أخرى مما تسبب لها ولمثيلاتها في الإصابة بانهيارات عصبية و أمراض نفسية ، بل وصل الأمر إلى التسبّب في اعتقال إحدى النسوة أثناء الزيارة بتهم ملفّقة كما حدث مع أم الرايضي بسجن الزاكي في عهد الجلاد عبد العاطي بنغازي

وإضافة لكل هذا ففي الأونة الأخيرة عانت هذه المرأة من عنف آخر تجلّى في إبعاد معتقلها بمئات الكيلومترات عنها مما جعلها تتحمّل مشاقّ الطريق و بُعد السفر بل إنها تضطر للمبيت
في محطات المسافرين نظرا للإجراءات التعسفية التي تتعمدها السجون المبعد إليها معتقلها من أجل تأخيرها فتكون أول من يتوقف أمام باب السجن وتكون آخر الزائرات كما حدث ويحدث بسجن مول البركي بآسفي مع زوجة المعتقل الإسلامي عبد المالك بوزكارن المحكوم بالإعدام والمبعد تعسفيا عن عائلته المتواجدة بالدار البيضاء .

وبعد هذا السفر الشاق يلزم المرأة أياما لتستريح نفسيا و جسديا بل إنها أحيانا تصاب بالمرض و هذا غيض من فيض أردنا أن نوضّح من خلاله أن العنف ضد المرأة ليس هو فقط ما يروح له في وسائل الإعلام هذه الأيام فهناك عنف آخر تتعرض له
نساء المعتقلين الإسلاميين مسدل عليه الستار ، فليس العنف فقط هو ضرب المرأة وإصابة عينيها بكدمات زرقاء فقط - وإن كنا
نرفض مثل هذا النوع من العنف أيضا - وإنما من العنف أيضا ومن أشدّه التسبّب لامرأة المعتقل الإسلامي بإصابتها بأمراض تقعدها الفراش وتودي بحياتها ، و كذا التسبّب لها بأوجاع و أزمات نفسية و إرهاق بدني وهذا من أقسى أنواع الإيذاء .و ختاما فإننا في اللجنة المشتركة للدّفاع عن المعتقلين الإسلاميين نطالب بإيقاف كل أشكال العنف ضد المرأة ومعاملتها معاملة إنسانية كريمة تتوافق مع ما أمرنا به نبينا صلى عليه وسلم القائل في الحديث الشريف : ما كرّم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم

كما نطالب بإيقاف العنف الممنهج في حق امرأة المعتقل الإسلامي وذلك بتحمّل نفقاتها و صيانة كرامتها و تمتيعها بكافّة حقوقها المادية و المعنوية و كذا بتمتيعها بحقّها الطبيعي في التواصل مع زوجها بشكل مباشر عبر الزيارة العائلية و تقريب زوجها إلى أقرب سجن من مقر سكنها في انتظار إنهاء معاناتها و ذلك بإطلاق سراح معتقلها عاجلا غير آجل .