رسالة الى رئيس الوزراء الفلسطيني

رسالة الى رئيس الوزراء الفلسطيني
د.سفيان ابو زايدة 

الموضوع: ايجاد حلول عاجلة للطلاب و اصحاب الاقامات و المرضى العالقين في غزة

عزيزي الدكتور رامي اتوجه لدولتكم دون مقدمات بصفتكم الرسمية اولا ، و ثانيا بصفتكم الشخصية كأكاديمي يتفهم اكثر من غيره احتياجات الطلاب و قوانين الجامعات ومواعيد بدء الفصول الدراسية، و لكن الاهم هو صفتكم الرسمية كرئيس وزراء مسؤول عن متابعة مشاكل الناس وهموهم في كافة مناطق السلطة الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة .

لا اريد ان اتحدث عن القصور تجاه هذا الجزء المهم و العزيز من الوطن ، و بالتأكيد ليس من العدل ان نحملكم هذه المسؤولية  ( الخطيئة) لهذا القصور الذي يتعامل معه الكثير من اصحاب القرار على ان غزة حمولة زائدة في انتظار الفرصة الملائمة للتخلص منها. على الاقل هذا شعور غالبية الناس هناك، وان كان من غير العدل ايضا وضع الجميع في كفة واحدة.

فقط في مخاطبتي لدولتكم اريد ان اركز على احدى المشكلات التي تحتاج الى اهتمام خاص و معالجة سريعه، و الناتجة عن الاغلاق المتواصل لمعبر رفح منذ اشهر و ما يسببه هذا الاغلاق من كوارث على بعض الفئات ، خاصة المرضى و الطلاب و اصحاب الاقامات، على الرغم من التصريحات المتكررة  لبعض المسؤولين عن اقتراب التوصل الى اتفاقات و  التفاهم على آليات لتشغيلة بشكل مؤقت الى ان تتغير الظروف التي ادت الى اغلاقة. ليتضح للناس ان هذه التصريحات، على الاقل حتى الان، ليست اكثر من فقاعات وكلام بدون رصيد. حيث لم يعد هناك ادنى ثقة لدى الناس في مطلقي هذه التصريحات.

الشعور عزيزي رئيس الوزراء هو ان الناس  لا تشعر ان هناك جهة مسؤولة تتبنى قضاياهم و تحاول ان تجد الحلول لها، حيث ان كل جهة تلقي هذه الكرة الملتهبة على الجهة الاخرى ، و المطلوب من الناس ان تنتظر معجزات من السماء لكي يتم حل مشكلتهم البسيطة في السفر لقضاء حاجاتهم الضرورية، سيما انهم منذ زمن تنازلوا عن احلامهم بحرية الحركة و قضاء اجازة ممتعه في احدى الاماكن السياحية ، او حتى زيارة اقرباءهم و ان كانوا من الدرجة الاولى.

احلام الناس هناك اقل تواضعا بكثير، فقط طالب يحلم بأن يسافر لكي يلتحق بجامعته، و مريض يريد ان يجري عملية جراحية لانقاض حياته او رب اسرة يحمل اقامة يريد ان يلتحق بمكان عملة، او زوجة ترير ان تسافر الى زوجها او العكس.

لسنا هنا بصدد بحث اسباب اغلاق معبر رفح ، سواء كانت اسباب داخلية فلسطينية او اقليمية او كليهما، ليس ذنب المواطن ان هناك انقسام فلسطيني و لا توجد ارادة فلسطينية لوضع حد له. و لا يريد ان يفهم السبب او الاسباب التي تجعل الاخوة المصريين يغلقون المعبر بهذا الشكل الخانق، و لا يريد ان يفهم لماذا الاخوة الاردنيين توقفوا تقريبا عن منح شهادات عدم الممانعه لكي يستطيع المسافر المرور عبر الاراضي اردنية.

ما هو مؤلم جدا، هو الشعور القاتل لدى المئات من الطلاب و المرضى و اصحاب الاقامات الذين هم بحاجة ملحة جدا  للسفر بأنه لا يوجد مسؤول فلسطيني متنفذ بحكم موقعه الرسمي يتبنى قضيتهم  و يوصل الليل مع النهار لكي يذلل العقبات و ايجاد الحلول مع كل الجهات المعنية ، بما في ذلك الاسرائيلية اذا لزم الامر . الشعور لدى هؤلاء ( المعتقلين) هو ان قضيتهم تداس بين الاقدام ، كما تداس كرامتهم و انسانيتهم في الكثير من الاحيان ، و من يتذكرهم و يتذكر معاناتهم فقط للاستهلاك المحلي او الاقليمي .

لكي لا ننتقص من حقوق من يبذلون جهدا لمحاولة ايجاد حلول ، فأن من المهم التذكير ان الشؤون المدنية ، خاصة في غزة ، الذين يعملون تحت الضغط اليومي ، وهم الذين في الواجهة، بذلوا  ومازالوا جهودا مضنية مع الاسرائيليين لحل او على الاقل التخفيف من هذه الشمكلة. هذه الجهود اسفرت عن خروج العشرات عبر حاجز ايرز بعد اجراء ترتيبات خاصة لهم. لكن موظفي الشؤون المدنية لا يستطيعون و ليس من صلاحياتهم او بقدورهم  التواصل مع الجهات المختصة الاخرى سيما ان هناك شرط اسرائيلي مسبق للحصول على تصريح وهو يجب ان يكون صاحب الطلب حاصل على شهادة عدم ممانعه اردنية.

على اية حال عزيزي دكتور رامي، اسمح لي ان ادعوكم لتشكيل لجنة عليا مختصة لمعالجة هذه القضية تقف انت شخصيا على رأسها و تتابع عملها مكونة اضافة لسيادتكم من وزير الشؤون المدنية و مدير عام المعابر و وكيل وزارة الداخلية و رئيس جهاز المخابرات العامة ، اولا لتتواصل مع الاخوة المصريين بما في ذلك طلب لقاء بينكم و بين رئيس الوزراء المصري و اصحاب الشأن هناك لمحاولة فتح المعبر و سفر العالقين من هناك وهو اسهل الطرق و اقصرها وكذلك التواصل مع الاخوة الاردنيين بما في ذلك طلب لقاء مع رئيس الوزراء الاردني و اصحاب العلاقة هناك يهدف الى مناقشة مشكلة عدم الممانعه لاهل غزة بشكل عام و كذلك ايجاد حل مؤقت ليتمكن هؤلاء المسافرين من العبور عبر الاراضي الاردنية طالما تعذر سفرهم عن طريق معبر رفح. الاعباء ثقيلة و المسؤوليات جسام، لكن على الاقل يجب ان نبذل كل ما في وسعنا من اجل التخفيف عن معاناة ابناء شعبنا ، وليس لدي شك انكم على الاقل تحاولون قدر الستطاع.

تقبل  مني فائق الاحترام و التقدير .