المطران عطا الله حنا: يحق لشعبنا ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا كنسيا من المكسيك وقد رحب سيادة المطران بزيارة الوفد الذي وصل الى الاراضي الفلسطينية بمهمة انسانية وقد ابتدأت الزيارة بصلاة في كنيسة القيامة ومن ثم التقى الوفد مع سيادة المطران الذي القى امامهم محاضرة عن الاوضاع الراهنة في فلسطين .

استهل سيادته محاضرته بالحديث عن وثيقة الكايروس الفلسطينية وقد قدمها للوفد بنسختها الاسبانية واوضح لهم عن اهداف هذه الوثيقة ومضامينها والرسالة التي تحملها باعتبارها وثيقة تاريخية صاغها رجال دين مسيحيون فلسطينيون ويتحدثون فيها عن معاناة شعبهم ، وما يتعرض له هذا الشعب .

يؤلمنا ويحزننا ان نرى الشهداء يسقطون في كل يوم بهذه الطريقة الدموية العدوانية الهمجية حيث يتم استهدافهم بحجج امنية واهية .

ان شعبنا هو ضحية الاحتلال وضحية العنف والارهاب الممارس بحقه وكذلك هو ضحية التضليل الاعلامي الذي يحول القاتل الى ضحية والمقتول الى ارهابي وهمجي .

فلنعمل معا وسويا مع كل اصدقاء الشعب الفلسطيني لتوضيح صورة ما يحدث في بلادنا فلا يجوز ان يبقى هذا التضليل الاعلامي ولا يجوز ان نقبل بأن يؤثر هذا التضليل على الرأي العام العالمي تجاه قضية شعبنا ، فلنعمل معا وسويا من اجل إظهار الحقيقة والحقيقة واضحة وضوح الشمس ونحن كفلسطينيين لن نستسلم للاحتلال وعنصريته ، ولن نكون مكتوفي الايدي وصامتين ومتفرجين على ما يحدث بحق شعبنا من قمع وظلم وممارسات غير مقبولة.

ان الكنائس المسيحية العالمية مطالبة بأن يكون لها دور قيادي في الدفاع عن حقوق شعبنا، ففلسطين هي مهد المسيحية وهي ارض مقدسة وعندما تدافعون عن الشعب الفلسطيني انما تدافعون عن الحضور المسيحي في هذه البلاد وتدافعون عن قدسية هذه الارض التي اختارها الله لكي تكون مكانا لتجسد محبته نحو الانسان .

ان شعبنا الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه يدفعوا وبشكل يومي فاتورة غالية ليس لسبب سوى انه شعب يريد ان يعيش بحرية بعيدا عن الاحتلال والحواجز والاسوار والممارسات الظالمة التي يتعرض لها .

ان شعبنا الفلسطيني يعيش مأساته التاريخية منذ عام 48 وحتى الان والعنف الدائر في منطقتنا العربية وتغذية الصراعات الدينية والمذهبية ، انما هدفه الاساسي هو الهاء العرب بكافة مكوناتهم الدينية والمذهبية بصراعات دينية طائفية لكي لا يفكروا بفلسطين ولكي يتم الهائهم بقضايا تبعدهم عن قضيتهم الاولى التي هي قضية فلسطين .

نحن نرفض الارهاب والعنف الذي يعصف بمنطقتنا وقد عصف بأماكن اخرى في هذا العالم ونحن نرفض بشكل مطلق من يقتلون ويذبحون ويمتهنون الكرامة الانسانية بإسم الدين ، فالدين ليس سيفا مسلطا على رقاب الناس وليس ثقافة موت وقتل وذبح ، بل هو رسالة اخوة ومحبة وتعاضد وتآلف بين الناس .

ان الانسان لم يخلق لكي يكره اخيه الانسان بل لكي يحب ويضحي في سبيل من يحب ، ولذلك يا إخوتي اقول لكم بأننا في هذه الديار لن نتخلى عن مبادئنا وقيمنا واخلاقنا وسنبقى ننادي بإحترام كرامة الانسان وحريته ومنع العنف والكراهية والارهاب .

ان حلا عادلا للقضية الفلسطينية يضمن حقوق شعبنا وحريته وكرامته من شأن هذا ان يساهم بتخفيف حدة التوترات والتعصب والعنف القائم في منطقتنا .

تحدث سيادته عن كنائس القدس فقال بأنها كنائس منحازة للعدالة وللقيم الانسانية والروحية ونحن مع شعبنا الفلسطيني في حقه المشروع بأن يعيش بحرية وكرامة في وطنه ونحن نرفض ما تتعرض له مدينة القدس من ابتزار لمقدساتها ومؤسساتها وانسانها.

وقد اجاب سيادة المطران على عدد من الاسئلة التي طرحت من قبل الوفد ومن ثم قاموا بجولة بالبلدة القديمة من القدس حيث زاروا بعض الاحياء العربية وكذلك المسجد الاقصى المبارك.