قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء "التوجيهي" من وجهة نظر المعلمين والطلبة .. اذا تم تطبيقه

قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء "التوجيهي" من وجهة نظر المعلمين والطلبة .. اذا تم تطبيقه
غزة - خاص دنيا الوطن - محمد جربوع

استفاق الشارع الغزي صباح أمس السبت، على تداول خبر إلغاء التوجيهي من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، هذا ما دفع الأخرى إلى نفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.

ويتابع الشارع الفلسطيني قرار الوزارة عن كثب، حيث بدا ذلك واضحاً بشكل كبير من خلال ردود رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار خبر إلغاء التوجيهي الذي لم يتخذ بعد.

دنيا الوطن حاولت معرفة رأي بعض طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) ومدرسيهم حول هذا القرار إذا تم تطبيقه.

رأي طلبة التوجيهي

الطالب محمد عاطف زعرب يدرس بمدرسة بئر السبع الثانوية التي تقع وسط محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، علق على تداول خبر قرار وزارة التربية والتعليم قائلا :"قرار خاطئ من جهة وصائب من جهة أخرى، فالوزارة أخطأت  في إصدار ما أعلنته عن دراسة هذا الموضوع لأن ذلك يؤثر بدرجة كبيرة على طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) لهذا العام، سيبقي تفكيره مشرد وتائه ما بين إلغاء القرار أو لا وفي حال تم إلغاؤه سيتم تطبيقه على طلبة هذا العام."

وأضاف لـ مراسل "دنيا الوطن" وهو يجلس على كرسيه أمام مكتبته الصغيرة يحاول مراجعة دروسه "كان من الأفضل عدم الاعلان في هذا الوقت عن القرار، كي يتمكن الطلبة الاجتهاد قدر الامكان، فمن الأفضل اختيار وقت آخر للإعلان عن دراسته مثل العطلة الصيفية من هذا العام أي قبل بدء المرحلة لكان الطالب مستعدا لكافة الاحتمالات."

أما الطالب عمر أبو محسن قال أن الناحية الإيجابية من هذا القرار هي تقلل من توتر الطالب الذي يعتبر مرحلة التوجيهي هي القرار الحاسم في مسيرته التعليمية فيؤثر ذلك سلبا عليه كذلك على أهله، لكن في حين طبق القرار يبدأ الطالب مرحلة جديدة من بداية العام يهيئ نفسه جيدا وتعُد راحة كبيرة له تخلو من التوتر والضغط على الطالب هذه المرحلة الفاصلة.

وطالب أو محسن كونه أحد طلبة التوجيهي هذا العام أدرس  وزارة التربية والتعليم عدم اتخاذ أي قرارات بإلغاء التوجيهي لهذا العام، وإن كان سيطبق هذا القرار فمن الممكن أن يقرر بعد سنتين من الأن.

ولم يتخلف رأي الطالب عبد الله حسام جربوع كثيرا عن رأي زملائه حول القرار، فهو الآخر يرى أن القرار بحاجة لدراسة بشكل أعمق مما يتخيله البعض، فلو تم تطبيقه ما هو البديل، لكننا نعلم أن الوزارة تعمل على تطوير الأداء المعرفي للطبلة.

وتابع :"يجب أن لا يتم اتخاذ هذا القرار لأنه يظلم بعض الطلبة المتميزين والمتفوقين الذين يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى أعلى المراتب لتحقيق أهدافهم، في حين لو تم العمل به يجب وضع معايير ضابطة يتم من خلالها القدرة على تمييز الطلبة عن بعضهم من الناحية العلمية.

رأي المعلمين

الأستاذ نادر أبو شرخ مدرس تاريخ الثانوية العامة ومسئول العلاقات العامة والإعلام في نقابة المعلمين قال لـ مراسل "دنيا الوطن" من وجهة نظري لو تم تطبيق هكذا قرار أعتقد ستكون كارثة على التعليم في فلسطين، حيث أننا نعلم أهمية اجتياز اختبار الثانوية العامة من ناحيتين الأولى أكاديمية والثانية اجتماعية.

وأوضح وهو يقف أمام تلاميذه في أحد الفصول أنه على المستوى الأكاديمي فليس من المعقول أن يلتحق بسلك التعليم العالي الجامعات والمعاهد والكليات كل من هب ودب دون تمييز أو مفاضلة أو نقطة فاصلة تميز المجيد عن المسيء والمتفوق عن المتأخر والمهني من الأكاديمي والعامل من الطالب والراسب من الناجح، وأن التعليم العالي لمن نوى وصمم وذاكر وقرر وليس هبة لكل مواطن بحق المواطنة."

وتابع أبو شرخ :"أما على المستوى الاجتماعي فإن سوق العمل يحتاج كما الجامعات تحتاج، فمن الناس من حباه الله قدرات أكاديمية محدودة فيجد نفسه قاصرا في مجال الدراسة بينما لديه المواهب والقدرات المهنية واليدوية الأخرى فلماذا أغلق الباب أمام هذه المهارات بهذا القرار وكأني أدع الناس للتعليم الأكاديمي، من خلال تسهيل الطريق وفتح الآفاق وازالة الحواجز، كما أن الجامعات وسوق التعليم العالي عامة سيشهد اكتظاظا مهولا وربما يقدم على التعليم كموضة للعصر وليس رغبة فيه آلاف الفلسطينيين الذين طلقوا التعليم وهجروه منذ زمن بعيد، ولذا أنا ضد تطبيق هكذا قرار أو مجرد الحديث عنه."

وبين مسئول العلاقات العامة والإعلام في نقابة المعلمين أنه يؤيد وبقوة تعديل نظام التوجيهي (الثانوية العامة) أو إبداله كليا، بنظام قادر على قياس تحصيل الطلبة وقدراتهم وتوجهاتهم، ليس هذا وحسب، بل وتحديث العملية التعليمية برمتها، في مركباتها الداخلية (المنهاج، المعلم، الفروع، البنية التحتية، الأساليب التعليمية)، وعلاقاتها بالسياق الخارجي كاحتياجات سوق العمل.

رد الوزارة حول القرار

بدورها، نفت وزارة التربية والتعليم العالي ما تم تردده من عزمها لإلغاء الثانوية العامة "التوجيهي"، وأنه ما زال طور النقاش.

قالت الوزارة في بيان "لا صحة لأية أخبار يتم تناقلها بخصوص إلغاء التوجيهي حالياً خارج نطاق الأطر المعروفة."

وأضافت أن اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم تتولى مسؤولية الاطلاع على مخرجات اللجنة المذكورة وإقرارها حسب الأصول، فإنه سيتم الاعلان في حينه عن أية خوات بهذا الشأن.

وأكدت الوزارة على أن إحدى أولوياتها تكمن في تطوير نظام الثانوية العامة، واتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير الأداء المعرفي المتكامل، داعية وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل المعلومات.