شاهد بالصور والفيديو.. ناشدت الرئيس بحل معاناتها:"المدهون" حطمت كل الأرقام و"العربات"

خانيونس- خاص دنيا الوطن- نور الدين الغلبان

تصوير- عبد الرؤوف شعت

قد تصف كل شيء يحدث أمامك, غير أنك لا تستطيع وصف المعاناة والألم الذي تشعر به الحاجة الضخمة "نعمة المدهون" أم وحيد نتيجة وزنها الكبير الذي جاوز الـ300 كيلو جرام بعد معاناتها مع السمنة المفرطة التي حطمت كل الأرقام و"العربات".

فمن بين أزقة وشوارع جورة العقاد بمحافظة خانيونس تخرج لنا قصة هذه الحاجة التي يعجز اللسان عن وصف حالتها, وتتطاير الكلمات في وصف صبرها ورضاها عن ما قدره الله عز وجل وكتبه لها.

الحاجة نعمة صاحبة الـ(53) عام لا تقوي علي الجلوس ولا الوقوف، ولا حتي الحركة.. في حين لا يتوقف لسانها عن شكر الله عز وجل والدعاء لكل من قدم ويقدم لها المساعدة.

الحاجة "نعمة" أرملة بلا اولاد و تسكن مع ابناء زوجها الفقراء الستة , ولديها اخت تسكن بجوارها تعتني باحتياجاتها اضافة الى زوجة ابن زوجها(كنتها ).

ما أن بدأت بالحديث مع مراسل " دنيا الوطن" حتي بدأت الدموع تتساقط كقطرات المطر الذي تمنت أن تراها وهو تجري بين أزقة وشوارع حارتها وتقول:" نفسي اطلع اشوف العالم, نفسي اشرب المية زي الخلق والناس لأني بأخاف اروح علي الحمام من الألم".

وما أن رفعت الغطاء الذي يستر قدميها وبطنها حتي عجز القلم عن الكتابة,  وتفاجأنا بكتلة من الشحم تضغط علي قدميها لتصل إلي أسفل ركبتيها, وعنها تتحدث بلغة البسطاء:" نفسي يرفعوا اللي هالقطعة اللي حاساها خانقاني ومش قادرة اتزحزح منها أو حتي اتحرك".

 وتروي الأرملة التي فقدت زوجها الشهيد أبو وحيد عام .2004, أنها تقضي يومها في منزلها طريحة الفراش وبين أربعة جدران, لا تقوي حتي علي الذهاب إلي الحمام لقضاء حاجتها ما يجعلها مضطرة لارتداء الحفاظات " البامبز".

وبوجه يشبه القمر في لمعانه ناشدت الرئيس "محمود عباس" بأن يقف معها ويمد لها يد العون والمساعدة من خلال تحويلة أو سفر للخارج لعلاجها من السمنة المفرطة, كما دعت كل صاحب قلب رحيم أن يقف معها في معاناتها.

 وقدر الله للحاجة أم وحيد أن تزور الديار الحجازية في رحلة حج علي نفقة خادم الحرمين الشريفين لعوائل الشهداء, وما أن وصلت إلي مكة حتي تم الاعتناء بها من قبل الأخوة السعوديين ووفروا لها كرسي كهربائي لتستطيع التنقل به بين المشاعر, بعد أن كسرت خمسة كراسي متحركة في تلك الرحلة نتيجة لوزنها الضخم. 

وقد عانت الحاجة المدهون مسبقا خلال الأربع سنوات السابقة من نزيف في السرة وهشاشة في العظام إضافة الى الكثير من المشاكل الصحية الجانبية الناتجة عن زيادة الوزن.

وتحتاج صاحبة العاطفة الجياشة والروح المرحة إلي أدوية متنوعة تستخدمها باستمرار منها ( مقويات – أدوية لهشاشة العظام – أدوية الاسهال – التسلخات الجلدية – إضافة الى أدوية أخرى للأمراض المزمنة – معقمات و مطهرات  مثل الديتول و الالبوكال ) .

وتقول المرأة الصابرة واصفة حال بيتها الذي تقطن به :" بيتي اللي بتشوفه ما بينفعني لا بحر صيف ولا برد الشتاء وأمطاره, وقبل أيام دخل علي المطر من السقف وما كان أحد عندي في البيت, وغرقت من المطر حتي أجاني ابن اختي وانا بأنادي ورفعوني لعندهم في بيتهم بعد أن بلل المطر جميع ملابسها وأصيبت بالرشح والزكام).

وتتمني طريحة الفراش أن يتم مساعدتها بأسرع وقت ممكن لأنها بدأت تتأزم من الواقع الذي تعيشه, وتتمني لو تفارق الحياة علي أن تري هذا الألم والوجع علي حد قولها.