بوجهة نظر "منظمة التحرير وحماس" : سيناريو انهيار السلطة .. بين الحقيقة والابتزاز !

بوجهة نظر "منظمة التحرير وحماس" : سيناريو انهيار السلطة .. بين الحقيقة والابتزاز !
تسنيم الزيان ، عبير مراد

تداعى الكابينيت الاسرائيلي في اجتماعه الأخير الى البحث في سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية ، بينما اتفقت كل الفصائل بما فيهم المحلل السياسي عطاالله أن هذه التهديدات تدخل في باب الضغط على السلطة والتهديد الكلامي فقط .

دنيا الوطن سلطت الضوء على "سيناريوهات انهيار السلطة من وجهة نظر الفصائل والمحللين .

فقد وصف غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "أن مخططات اسرائيل كثيرة جدا وبالحديث عن الظروف التي تُحيط بالعلاقة مع اسرائيل في ظل الهبة الشعبية وفشل المفاوضات ورفض الجانب الفلسطيني العودة لها الا بمواصفات وشروط معينة كل هذا يضع اسرائيل في موقف تبحث فيه عن خيارات وبدائل أحدها الضغط على الفلسطينيين والاعدامات الميدانية والبحث في خيار انهيار السلطة .

وتابع الشكعة "اسرائيل أخذت كل الامكانيات التي كانت تملكها السلطة واسترجعتها وبالتالي في المقابل اذا ناقشت اسرائيل انهيار السلطة فان كل العبء التعليمي والسياسي سيقع على كاهل اسرائيل وكل هذا يدخل في باب التهديد الكلامي لان كل الأعباء التي ستتحملها اسرائيل ليست سهلة .

وأشار لدنيا الوطن "هذا التهديد بانهيار السلطة يتفق مع زيارة كيري للمنطقة فهو أراد أن يُعيد السلطة الى طاولة المفاوضات وأراد تهدئة الأوضاع مضيفا "انه في حال أقدمت اسرائيل على تنفيذ قرارها فإنها ستتحمل كل الاعباء التي كانت السلطة تقوم بها .

بدوره، قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف إن التسريبات الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثت عن بحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) انهيار السلطة، تهدف للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإضعاف هيبته.

وشدد يوسف على أن ما يجري تسريبه في الآونة الأخيرة من الحكومة الإسرائيلية تحمل رسائل تهديد مبطنة للرئيس عباس بأن أجله قد اقترب والضغط عليه بشكل كبير أمام الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الهبة الجماهيرية.

وأضاف لدنيا الوطن :" الاحتلال يسعى من خلال ذلك إلى إعادة الرئيس أبو مازن لطاولة المفاوضات وانتزاع مواقف وتنازلات منه، لكننا في حركة حماس لن نسمح بأن يسعى الاحتلال للعدوان على أي حالة سياسية فلسطينية وسيكون هناك موقف في حينه".

وبين أن التهديدات الأخيرة تريد إسرائيل منها تحويل السلطة الفلسطينية إلى سلطة خدمية دون أي مواقف سياسية تعبر عن الشعب الفلسطيني، مشدداً على أهمية التصدي وبقوة للمواقف الإسرائيلية ودعم الرئيس عباس.

ونوه إلى أن الاحتلال إذا استشعر بأن السلطة الفلسطينية بدأت تشكل ضرر على أمنه الداخلي من خلال الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية والاتفاقيات الدولية فإنها بدت تبحث عن بدائل في حال تم تغيب السلطة كلياً وهو ما يدور لدى صناع القرار الإسرائيليين.

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما لم يعد لديها ما تقدمه لدفع عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وهذا واضح من خلال التخلي الواضح عن الفلسطينيين بفعل الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة.

وعن الشكل الذي من الممكن أن تتعامل معه الحكومة الإسرائيلية حال انهيار السلطة، أشار إلى أنها ستبحث إنشاء روابط قرى أو إجراءات عسكرية وسياسية، لكن الشعب الفلسطيني سيقاتل بكل قوة بفعل غياب الاعتراف الإسرائيلي بحقوقه.

بينما اكد المحلل السياسي أكرم عطاالله "أن اضعاف السلطة الفلسطينية جزء من السياسة الاسرائيلية المتبعة ،فالأخيرة لا تريد ان تسقط السلطة لأنها لا تريد تحمل مسؤولية الأمن ولا تريد في المقابل ان تكون السلطة قوية خصوصا في القضايا الوطنية والسياسية وقضايا القدس فهي تريد اشغال السلطة بشكل دائم ،مبينا ان اسرائيل تضعها في حالة "أقل من سقوط واكثر من سقوط"

وأكد "في الآونة الاخيرة اسرائيل أصبحت تشعر ان السلطة لا تقوم بدورها فهي تريد ان تنقل مسؤولية الأمن الى السلطة لكنها تشعر ان السلطة تقف على الحياد منذ شهرين وبالتحديد منذ بدء الهبة الشعبية وبالتالي هي تناقش جدوى استمرار السلطة لكنها في المقابل ربما كل الحديث الذي يدور الان هو نوع من التهديدات للسلطة .

وأشار "ليس من الضروري أن تكون قرارات الكابنيت صادقة وصحيحة حتى لو اجتمعت ليومين لمناقشة الأمر فهي في اللحظة التي ترى أن السلطة تشكل خطر عليها ستتعمد الى انهيار هذه السلطة وهي لن تشارك وتشاور أحد في ذلك وكل هذا يدخل في باب التهديد المتواصل حتى تقوم السلطة بدورها الامني .

وتابع "نتفق أن اسرائيل بكل دائم تضعف السلطة ولكن هناك من يناقش تقوية السلطة وتسليمها مناطق جديدة وتزويدها بالسلاح وهو راي الجيش والأمن وهم بالمناسبة لا يتفقون مع السياسيين الاسرائيليين بهذا الجانب ،مؤكدا أن السلطة تقف موقف الحيادية في موضوع الهبة الجماهرية وهو ما لا تريده اسرائيل ،وزيارة كيري الاخيرة للمنطقة لا تحمل أي علاقة بهذا الجانب لكنها شجعت اسرائيل لتهدد السلطة وكانه اعطى لها الضوء الأخضر لتتصرف كما تريد .

وأضاف "خيار حل السلطة ليس مطروحا حاليا لكن هذا القرار مرتبط أيضا بالفلسطينيين وفي حال حصل وانهارت السلطة فان ذلك سيضعها امام تحمل كل المسؤوليات الأمنية والتعليم وكل شيء وهو خيار لا تريده اسرائيل لكنها تفكر بإجراء تغيير في السلطة منوها "ان السلطة مطمئنة انه ليس في مصلحة اسرائيل حلها وهي تدرك أن حلها سيكون في ساعات وهي مطمئنة ويجب على السلطة ان تهدد به  وليس الجانب الاسرائيلي .