صور وفيديو:طفل مصاب بإعاقة يقوم بمبادرة لجمع النفايات عن شاطئ خان يونس

صور وفيديو:طفل مصاب بإعاقة يقوم بمبادرة لجمع النفايات عن شاطئ خان يونس
غزة-خاص دنيا الوطن-طارق أبو اسحق

بدأ وجهه مستبشرا فرحا وخجولا ،وهو يتحدث كيف قرر أن يشق طريقه نحو خدمة المجتمع بالرغم من اعاقته ،التي كانت حافزا له بأن يكون طفلا مخلصا وملتزما نحو مجتمعه وأسرته، على عكس بعض زملائه ممن يتمتعون بكامل صحتهم ووجدوا في البقاء على مقاعد الدراسة متسعا لهم للعب وإضاعة الوقت.

"أسامة بسام الشنا" 14 عاما سطر قصة نجاح جديدة مميزة احتلت مكانتها بين قصص من يعانون إعاقات مختلفة بعمره، استطاعوا أن يتحدوا كل المعوقات ليثبتوا وجودهم في المجتمع.

يعاني اسامة من اعاقة جسدية حيث لا يقوى على الحركة بشكل طبيعي نتيجة تشوهات أصابته نتيجة خطأ طبي عند ولادته، في عظام الحوض والرجلين، واليدين، وبطء في الحركة، وهذا انعكس سلباً على مجمل حياته ، قبل مشاركته في العمل المجتمعي والتطوعي.

التقي مراسل "دنيا الوطن" بالطفل أسامة خلال مشاركته في اكثر من فعالية ومبادرة لخدمة المجتمع كان اخرها مبادرة تطوعية لتنظيف شاطئ بحر خان يونس من النفايات الصلبة مع عدد من نشطاء مؤسسات العمل المجتمعي ،أردنا التعرف عن قرب عن حياته اسريا وتعليميا .

روح العطاء والعزيمة والإرادة التي يتمتع بها الطفل أسامة قل ان تجدها في غيره من الاصحاء في عمره الذي زرعتها اسرته التي استطاعت ان تشجعه وتحفزه في خدمة المجتمع وابداعاته وتلبي هواياته الذي يرد عليك بكل ثقة عن اسمه وعمره وعلى السؤال الاصعب ماذا حصل لك فيجيب مبتسما وفخورا هذا من الله ، وله الحمد والشكر .

وبصوته الطفولي البريء وكلماته المختصرة قال لنا :"أنا أحب انا اساعد الناس في كل شيء ،وأشوف بلدي حلوة ونظيفة ،وانا دايما كنت بحلم اشارك في هيك عمل ،وياريتني اطيب واشارك في المظاهرات علي الحدود ".

إهمال طبي

ويقول بسام والد الطفل أسامة، إن فترة حمل ابنه كانت طبيعية، وعند الولادة حدثت مشاكل غير متوقعة، تسببت بنزوله بشكل معاكس، ما أدى إلى إصابته بكسور في أكثر من منطقة في جسمه، وكما أن انقطاع الأوكسجين عنه لبعض الوقت خلال الولادة، تسبب في تفاقم وضعه الصحي، وإصابته بتشوهات.

وأوضح بأن ابنه محبوب الاسرة بما يتمتع به من مرح منذ طفولته ويحظى باهتمام خاص من حيث تلبية مطالبه والتي تتناسب مع عمره وهو الترتيب السادس في اخوانه ويحضى بمحبة جميع الناس في المنطقة التي اسكن فيها ،وكثيرا ما يطلب مني الذهاب الي نقاط التماس مع الاحتلال والمشاركة في المظاهرات الأسبوعية.

تعليم غير مناسب

واضاف :" زرعت التحدي والإصرار في نفس ابني؛ والحقته بإحدى المدارس التعليمية ، مما جعل لديه دافعا للنجاح بدلا من التقاعس والتراجع، مع تشجيع والدته التي وقفت بجانبه، حيث كانت تردد عليه دائماً بأنه سينجح وسيكون الأول على الصف إذا أراد ذلك".

وأكد بسام أن أكثر ما يحزنه بطء أبنه الشديد في الكتابة والتعلم، فهو ظلم حين وضع بين الأصحاء، وقد توجه إلى معلميه ومدير المدرسة، وطلب منهم في أكثر من مرة مراعاة ظروفه، ومعاملته بشكل خاص.

وتمنى الشنا أن يتمكن من إيجاد مكان خاص بمن هم على شاكلة ابنه، ويتم معاملتهم وفق ظروفهم، وتعليمهم بطريقة خاصة، فأسامة وفق والده ذكي ولماح، لكنه بحاجة إلى معاملة خاصة، مؤكداً أنه دائم التنقل بين مؤسسات المعاقين، والمؤسسات المهتمة بالأطفال، ولحتي الآن لم يحصل ابنه على حقه في التعلم والرعاية الخاصة.

عزيمة لايملكها الأصحاء

ويذهب والده إلى أن اندماجه في المجتمع كانت الخطوة الأولى والناجحة التي جعلت منه طفلا ًناجحاً، وما "يكرهه" في كثير من الأحيان هي "نظرة الشفقة من الآخرين"، ويقول والده "أن أسامه ليس معاقا ولكن المجتمع والبيئة هي المعيقة له".

وأوضح الشنا ان في كثير من الأوقات، يشارك أسامة في المبادرات التطوعية التي تسهم في خدمة المجتمع وتقديم العون لكل أفراده، و يحاول أن يغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها.

علاقته بزملائه والمدرسة

والطفل الشنا يقطن في منطقة المواصي الساحلية، جنوب قطاع غزة، ويضطر والده لإيصاله إلى المدرسة وإعادته منها يومياً، بواسطة دراجة نارية يمتلكها.

وما أن وصلنا الي باب مدرسة جرار القدوة بنين التي يدرس بها الطفل أسامة عندما رافقناه من بيته اليها ، علي الفور تجمع حوله محبيه وزملائه الذين تدافعوا لحمل حقيبته وتقبيله والترحيب به .

إدارة المدرسة هي الاخرى اوضحت لنا مدى اعجابها من إرادة و تميز أسامة في دراسته والمشاركة اثناء الحصص والنشاط المدرسي وتجمعه مع زملائه في الصف والعلاقة الحميمة بينهم .

وأشار والده إلى أن حلمه وحلم ابنه بسيط، أن يحصل على حقه في التعليم والعلاج، ويعيش حياة كريمة كباقي الأطفال، ويتمكن من تلبية احتياجاته ، وتبني طموحه ومواهبه البسيطة .