الأورومتوسطي..نجمة داود الحمراء تمارس التمييز في التعامل مع الجرحى وندعوها لفتح تحقيق عاجل

الأورومتوسطي..نجمة داود الحمراء تمارس التمييز في التعامل مع الجرحى وندعوها لفتح تحقيق عاجل
رام الله - دنيا الوطن

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "نجمة داود الحمراء" (منظمة الإنقاذ في إسرائيل للخدمات الطبية الطارئة) للتحقيق الفوري في حالات بدا فيها أن طواقمها مارست تمييزاً في التعامل مع الجرحى بحيث أولت العناية لجرحى إسرائيليين وأهملت حياة جرحى فلسطينيين كان يمكن أن تُنقذ أرواحهم، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لدور المنظمة الطبية وانتهاكاً غير مبرر لأخلاقيات وقوانين الطب المعروفة.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه اطّلع مؤخراً على تسجيلات وتلقّى إفادات بتعمد "نجمة داود الحمراء" وطواقم الإسعاف الإسرائيلية عدم تقديم المساعدة الطبية اللازمة لجرحى فلسطينيين، على الرغم من قدرتها على تقديم المساعدة الطبية العاجلة لهم، وتركهم ينزفون لساعات طويلة، امتدت في بعض الحالات لما يقارب الساعتين، وأفضت أحياناً لموت الجريح، والذي كان يمكن إسعافه وإنقاذ حياته.

وأوضح الأورومتوسطي أن آخر الحالات التي قام فريقه بتوثيقها هي تعامل جنود الاحتلال الإسرائيلي المهين مع الفتى الجريح – قبل أن يفارق الحياة- محمد إسماعيل الشوبكي (20 عاماً)، ظهر يوم الأربعاء 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، حيث كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يحقّقون معه وهو مصاب وملقى على الأرض وهو ينزف من جراح بالغة أُصيب بها جراء إطلاق النار المباشر عليه؛ بسبب قيامه بطعن أحد الجنود الإسرائيليين على مدخل مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل.

وقال المرصد إن تسجيلاً مصوَّراً للحادثة أظهر تواجداً لسيارات الإسعاف الإسرائيلية في المكان، والتي كان طواقمها يقدّمون المساعدة الطبية العاجلة للجندي الإسرائيلي المصاب، فيما كان "الشوبكي" ينزف إلى جواره ويطلب المساعدة، ولم تُقدَّم له الإسعافات الأولية، حيث تُرك على حاله إلى أن تُوفّي.

وفي حادثة مشابهة، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على الفتى "محمود طلال نزال" (17 عاماً)، يوم السبت 31/10/2015، وذلك على حاجز الجلمة شمال مدينة "جنين" في الضفة الغربية، بادعاء أنه حاول طعن أحد الحرّاس الإسرائيليين، ثم تُرك ينزف لمدة ساعتين إلا ربعاً، دون تقديم المساعدة الطبية العاجلة له من قبل طواقم "نجمة داود الحمراء" التي كانت تتواجد في المكان قرب الحاجز، حيث كان نزال مصاباً في رأسه ورقبته وأماكن أخرى من جسده، فيما قام الجنود بسحل جثمانه إلى داخل الحاجز وتعريته بشكلِ كامل. قبل أن يتم تسليم جثته للهلال الأحمر الفلسطيني بعد التأكد من وفاته.

وفي 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفتاة دانيا ارشيد (17 عاماً) بجراح بالغة قرب الحرم الإبراهيمي، بعد أن خضعت للتفتيش مرتين، وتركتها تنزف لمدة ساعة إلا ربعاً حتى الموت وهي ملقاة على الأرض دون تقديم الإسعاف العاجل لها من قبل "نجمة داود الحمراء"، أو حتى السماح لسيارات الإسعاف الفلسطينية من تقديم المساعدة الطبية الفورية لها.

أما الطفل "أحمد صالح مناصرة" (13 عاماً)، فتعرض يوم 12/10/2015 لهجوم من قبل مواطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية بالهروات والمواسير، وقامت سيارة إسرائيلية بدهسه عمداً، ما أدى لإصابته بعدة كسور، ثم تُرك ينزف دون تقديم أي عون طبي له، على الرغم من تواجد سيارة إسعاف تابعة لنجمة داود الحمراء في المكان، وفق ما ظهر في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأكد المرصد من صحتها. وتم نقل الجريح "مناصرة" بعد حوالي ساعة إلى مستشفى "هداسا - عين كارم" الإسرائيلي". وتتهمه إسرائيل بمحاولة قتل فتى يهودي عمره (13 عاما).

وفي 22/9/2015، تُركت الفتاة "هديل الهشلمون" (18 عاماً) من مدينة "الخليل" جنوب الضفة الغربية، وهي تنزف، لمدة 40 دقيقة، بعد أن أطلق الجنود الإسرائليون النار على عدة أنحاء من جسدها بدعوى حيازتها سكّيناً بنية طعن أحدهم. وعلى الرغم من وجود طواقم الإسعاف الفلسطينية، إلا أنها مُنعت من تقديم العلاج إلى "الهشلمون" حتى جاءت طواقم الإسعاف الإسرائيلية، وهو ما أفضى إلى وفاة "الهشلمون" بعد ساعات.

وقال إحسان عادل، المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي: "إن هذه الأفعال تمثل تمييزاً فاضحاً وهي فعل مجرَّم بموجب "الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري" والتي نصت في مادتها الخامسة على حظر التمييز بكافة أشكاله وضمان حق كل إنسان في التمتع بخدمات الصحة العامة والرعاية الطبية".

ولفت المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي إلى أن المهمة الأساسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية تتمثل في تقديم الرعاية الضرورية والإسعافات الأولية لكل إنسان وإيلاء الاحترام الواجب لكرامة الأشخاص الجرحى وعدم ممارسة أي شكل من أشكال التمييز، مشيراً إلى المــادة (70) من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف، والتي نصت على أن أعمال الغوث يجب أن تجري بدون تمييز".

وقال "عادل" إن هذه الحوادث التي تظهر تمييزاً قبيحاً واستهتاراً بيّناً بأرواح الجرحى الفلسطينيين، تحتاج إلى تحقيق فوري من قبل "نجمة داود الحمراء"، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى امتناع طواقمها عن تقديم الإسعافات الأولية للجرحى، وتحديد ما إذا كانت المسؤولية تقع على أفرادها أم أن عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي كانوا يتعمدون منعهم من تقديم العلاج للجرحى الفلسطينيين، وتقديم المسؤولين عن ذلك، أياً كانوا، للمحاكمة.