بالفيديو :"رضا أبوهربيد".. إصابتها حرمتها من أطفالها الأربعة.. فتحدتها بنجاح

بالفيديو :"رضا أبوهربيد".. إصابتها حرمتها من أطفالها الأربعة.. فتحدتها بنجاح
رام الله - خاص دنيا الوطن

تقرير:ياسمين أصرف

تصوير : عبد الرؤوف شعت

في حياتنا يوجد كل شيء ونقيضه تماما , فلا تعلم المرأة عند زواجها سوى أن القدر سيمنحها من الطيب نصيب , ومن النصيب قدرا تنجب منه آمالا صغيرة , تكبر بها أمام هموم الحياة اليومية , وتشعرها أكثر بذاك الطيب الأول , لكن بعضهن القليل لا يعلمن أن هناك من يقتلع الورد ولا يقتلع شوكه , هذا ما كانت لم تحسبه العفيفة رضا , التي تمنت الكثير ووجدت واعطت من كد يداها كل ما تقدمه النساء التقيات في أزواجهن وأبنائهن وحياتهن أيضا .


بداية مؤلمة

"لعل الحياة تنجب لنا فرحا آخر , ولعلها تجمعنا بأحبتنا "هذا ما تتمناه العشرينية "رضا أبو هربيد" من سكان بيت حانون بمدينة غزة , والتي أصيبت عام 2006م , اثر اجتياح لبيت حانون حينما حاصرت قوات الإحتلال مسجدا كان يقطن فيه زوجها , فقبل أن تطوقه ذهبت مهرولة لتعطي له إشارة بذلك الخطر ولتطمئن عليه , وإذا برصاصة متفجرة تخترق قدمها اليمنى وتقطع الشريان والعصب وهي تمشي بإخلاص كأى زوجة كانت تخاف على زوجها حينها في تلك الأحداث .

" رضا " أصيبت برصاصتين واحدة في قدميها , والأخرى في مطلع ثقتها , كانت رصاصتها الأخيرة هي إنفصالها وحرمانها من أطفالها الأربعة بسبب الرصاصة الأولى التي جعلتها من ذوى الإحتياجات الخاصة وما ترتب عليها من النظرة السلبية السائدة في المجتمع لهم والتي جعلت من إنفصالها سببا رئيسيا , لكنها بعد سبع عمليات في قدميها "رضا" تخطت إصابتيها , وتحدت كل الظروف وأولها إعاقتها , وصنعت من إرادتها مواهب ونجاحا باهرا .


نجاح وتحدي

قال عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ المصاب بالتصلب الجانبي الضموري في رسالته التي وجهها للرياضيين ضمن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الموازية في برشلونة:

"يوجد داخل كل فرد منا شرارة من النار والطاقة الإبداعية الخلاقة، لقد فقد العديد منا إمكانية استخدام أجزاء من أجسامهم بسبب حادث أو مرض، ولكن هذا في الواقع لايشكل أهمية كبيرة لأنه فقط مشكلة ميكانيكية، أما الشيء المهم فهو أننا نمتلك الروح الإنسانية والقدرة على الإبداع، ويمكن لهذا الإبداع أن يأخذ العديد من الأشكال، ابتداء من الفيزياء النظرية، وحتى الإنجازات الفيزيائية البدنية،وعليه فإن الشيء المهم هو أنه يتوجب على الفرد أن يتطور وينمي مهاراته، حتى يصبح ظاهراً وواضحاً ومشهوراً في أحد الحقول" .

"رضا" لربما لم تعرف تلك المقولة , ولكنها عملت بحذافيرها , تحدت كل الظروف والإعاقة وعملت من نفسها شيئا يبهر منه النجاح نفسه.

بخطى ثابتة وواثقة ذهبت "رضا" لبرنامج إرادة تعلمت على الرسم بالحرق وحفر الخشب وأعمال في النجارة عملت صواني من الخشب وبراويز وشغل أركد وبكيتات كلنكس وصناديق ومتكات خشب , لم تكن موهبة حتى أتقنتها , فأصبحت تعمل هنا فيما تحب , وتدرس ما تحب أيضا فهي فخورة جدا بنفسها لأنها أكملت مرحلة تعليمها وهي الآن تدرس تخصص "التاريخ والآثار" فى الجامعة الإسلامية وحاصلة على معدل بإمتياز حتى الآن , والأولى على دفعتها أيضا , كل ذلك من أجل أن تقف وسط حلمها وتقول له "ها أنت بدأت تتحقق وتعوضني عما فقدت " .

رسالة لنساء العالم

عن عزيمتها تقول "رضا" لمراسة "دنيا الوطن" :"بالإرادة والعزيمة والمثابرة تخطيت الأمر ووقفت على قدمي مرة أخرى , وأحب أن أقدم رسالة صغيرة لجميع النساء وهي عدم الاستسلام والخضوع للواقع بل تحدي المستحيل واصنعي المنحة من المحنة والإنجاز وعدم الركون والاعتماد على الغير وإثبات الذات وعدم الاستماع للمثبطين" .

هذا ما ختمت به "رضا أبو هربيد" لكل نساء العالم , تحدث بكل إخلاص معهم عبرنا , وبكل تحدي عن نجاحها .