المطران عطا الله حنا ...القدس هي المركز المسيحي الاول وهي أم الكنائس "

رام الله - دنيا الوطن

وصل الى مدينة القدس اكثر من 150 طالبا من كلية اللاهوت الكنسية في مدينة بطرسبورغ من روسيا .

وقد استقبلهم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم في جولة داخل كنيسة القيامة حيث اقيمت الصلاة امام القبر المقدس وقام الطلاب بأداء عدة ترانيم كنسية روسية ، وبعدئذ انتقلوا الى كاتدرائية مار يعقوب حيث استمعوا الى محاضرة دينية من سيادة المطران عطا الله حنا.

تحدث سيادته عن تاريخ كنيسة القدس كما تحدث بإسهاب عن الاماكن المقدسة المرتبطة بحياة السيد المسيح لا سيما كنيسة القيامة بالقدس وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة التجلي على جبل طابور وكنيسة العرس في قانا الجليل ، كما تحدث سيادته عن تاريخ الاديار الارثوذكسية في فلسطين لا سيما دير القديس سابا ودير القديس ثيودوسيوس .

تحدث سيادته عن الحضور المسيحي في فلسطين فقال: بأن كنيستنا ليست فقط كنيسة الاماكن المقدسة التي تدل على تاريخنا وجذورنا العميقة في هذه الديار وانما هنالك الشعب المؤمن فكنيستنا ليست كنيسة حجارة صماء بل هي كنيسة الحجارة الحية اي جماعة المؤمنين الذين يعيشون في هذه الديار ويحافظون على وديعة الايمان وهم امتداد روحي وتاريخي للكنيسة الاولى التي تأسست في القدس .

وقال سيادته : بأننا نحترم كافة المراكز الروحية المسيحية في العالم شرقا وغربا ولكن تبقى القدس المركز المسيحي الاول والاساسي والاهم لأنه منها انطلقت بشارة الخلاص الى كافة ارجاء العالم .

القديس يوحنا الدمشقي يصف كنيستنا بأنها ام الكنائس وهي كذلك لأنها اول كنيسة شيدت في العالم ولكن الام هي حاملة لرسالة السلام والمحبة والدفاع عن القيم الانسانية والروحية والحضارية الام هي تلك التي ترأف بأبنائها وتغدق عليهم بحنانها وبمحبتها بلا حدود .

ان كنيسة القدس تتحمل مسؤولية تاريخية وروحية لأنها الكنيسة الام ولانها حامية المقدسات وهذا التراث الروحي والانساني والحضاري ولأنها الارض المقدسة التي فيها تجسدت محبة الله للانسان .

على كنائس العالم ان ينظروا الى مدينة القدس على انها قبلتهم ومحجهم والمكان الذي يذكرهم بما قدمه السيد المسيح للانسانية .

هنالك حنين وشوق لدى كافة المسيحيين بأن يصلوا في رحاب مدينة القدس وأن يدخلوا الى عتابتها المقدسة وان يمشوا في أزقتها العتيقة حيث مشى يسوع وان يضيئوا شموعهم ويرفعوا بخورهم في اقدس بقعة في العالم تقدست وتباركت بحياة المسيح ورسله وقديسيه وهي حاضنة مقدساتنا وتراثنا الروحية الاصيل.

وقال سيادته بأن الكنيسة الارثوذكسية الروسية لها حضور فاعل في الاراضي المقدسة منذ اكثر من مئتي عام فالاديار والكنائس الروسية في بلادنا هي  خير دليل على محبة وعشق الروس لفلسطين ومقدساتها وتاريخها وهويتها .

اننا نرحب بكم وانتم قد اتيتم من مدينة بطرس الاكبر التاريخية ونحن سعداء بوجودكم في ديارنا وقد اتيتم وانتم تحملون محبة الشعب الروسي وتعلقه بالاماكن المقدسة التاريخية في بلادنا .

وقال سيادته بأن المسيحيين في بلادنا ومنهم الارثوذكس هم جزء من الشعب الفلسطيني والمسلمون الفلسطينيون هم شركائنا في هذا الوطن وفي الانتماء لهذا الشعب وفي الدفاع عن قضيته العادلة ، وقدم سيادته للطلاب وثيقة الكايروس الفلسطينية في ترجمتها الروسية مبرزا اهم النقاط في هذه الوثيقة ، واكد سيادته بأن الكنيسة الارثوذكسية في هذه الايام العصيبة التي تمر بعالمنا يجب ان يكون لها حضور ودور وصوت نبوي ينادي بالعدالة والمحبة والسلام والاخوة بين الناس .

علينا ان نكون جسور محبة بين الاخوة وان نسعى انطلاقا من تراثنا الروحي وايماننا ومبادئنا ان نسعى من اجل نبذ مظاهر التطرف والتخلف والارهاب في عالمنا .

صلوا من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل مشرقنا العربي الذي يعذب بفعل الارهاب في سوريا والعراق وفي غيرها من الاماكن .

ان كنيستنا الارثوذكسية هي كنيسة تبشر بقيم السلام والمحبة والعدالة وترفض الكراهية والتطرف ، ان كنيستنا هي حاملة لنور المسيح الذي اتى لكي يبدد ظلمات هذا العالم ويدعو الانسان الى الاستقامة والقيم .

هذا وقد تجول الطلاب في ازقة القدس كما زاروا المسجد الاقصى المبارك وانتقلوا بعدها الى بيت لحم لزيارة كنيسة المهد .