هل ستنهار السلطة الفلسطينية ..؟

هل ستنهار السلطة الفلسطينية ..؟
خاص دنيا الوطن

في اجتماع مطول للمجلس الوزاري الاسرائيلي المُصغر "الكابينت" ناقش فيه ما يُقلق اسرائيل خاصة التعامل مع السلطة الفلسطينية و كيفية التضييق على المواطنين الفلسطينيين وخاصة في الخليل .

وفي اجتماعه الأخير تداول المجلس بشكل مكثف سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، وكيف يجب أن تتعامل وتستعد إسرائيل لهذه الفرضية .. فهل هناك امكانية لانهيار السلطة فعلا؟!

في هذا السياق أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الله عبد الله :أن السلطة الفلسطينية هي نتيجة نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه ، ولذلك لا يمكن أن تنهار وطالما أن الشعب مستمر بنضاله، فوجود السلطة أو عدمه يصبح عملية ثانوية ، حيث أن إسرائيل تحاول الضغط على السلطة لتلين وتغير موقفها من خلال الإمكانيات المادية التي تساعد على صمود شعبنا، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية لن تتماشى مع تلك الضغوط ولن تخضع للابتزاز .

وأضاف النائب في المجلس التشريعي ورئيس اللجنة السياسية في حديثه لـ "دنيا الوطن" : "  ابن الأربعة عشر عاما في الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يغير الواقع الذي وجد نفسه في ظله فهو قادر على الاستمرار على العمل سواء هناك وجود للسلطة أم لا، لأن السلطة والشعب وجهان لعملة واحدة"، مشيرا إلى أنه في ظل أوضاع الإقليم والعربية المشحونة بالتوترات والانشغال عن الموضوع القومي الفلسطيني المركزي يجعل بلا شك أن الساحة الدولية تبقى هي الملاذ الذي نستطيع أن نجد فيها واقعا أفضل والذي تستطيع من خلاله السلطة أن تقدم خطوات جديدة ممكن أن تقوم بها واستثمارها لزيادة الدعم للشعب الفلسطيني 

ولفت إلى أن السلطة لا يمكن لها أن تنهار فهي محصلة رعاية مصالح الشعب، حيث أنها خرجت من داخل الشعب الفلسطيني فلا فارق بينهما ، متمما: " فنحن جسم واحد وجميعنا تحت الاحتلال ونناضل من أجل التخلص منه، فالسلطة هي نتاج محصلة تنظيمية لمسيرة شعبنا النضالية الطويلة وتبقى متجددة مع نضال شعبنا، ولذلك انهيارها أمر غير وارد".

بدوره أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي هشام أبو هشام أن السلطة في الضفة الغربية تقع تحت مسمى اللاسلطة ، حيث أن إسرائيل تحاول منذ فترة عرقلة عمل السلطة بكثير من الأمور وذلك بفرض الحواجز على الأرض واعتقال الفلسطينيين في كافة مدن الضفة ، مستطردا: " لكن قبل يومان كان هناك تقارير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تفيد بتأيد إعطاء مجال للسلطة الفلسطينية للعمل على أرض الواقع من ناحية نشاطها الأمني ولاستخباري وتسهيل حركة المواطنين في البناء في مناطق ج،ب".

وأضاف في حديثه لـ"دنيا الوطن" :" إسرائيل في تلك الفترة تحاول عرقلة عمل السلطة بالإجراءات التي تمارسها على أرض الواقع، حيث أن عمليا لا سلطة والرئيس محمود عباس أعلنها في الأمم المتحدة أن فلسطين دولة تحت الاحتلال وأن ذلك من قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بأن لا عودة للتنسيق الأمني ومقاطعة إسرائيل بكافة المجالات ".

وبين أنه في حال قررت السلطة القيام بخطوات جديدة على الساحة الدولية فستبدأ بتفعيل ملفات محكمة الجنايات الدولية ومن ثم التوجه لمجلس الأمن مرة أخرى لإقرار أن دولة فلسطين تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي وعلى حدود عام الـ1967، مؤكدا أن الوضع الحالي لا نشاط فيه سوى النشاط الدولي وجلب الدول لصالح القضية الفلسطينية .

وأشار أبو هاشم إلى أن إسرائيل متخوفة من انهيار السلطة ومن حل السلطة لنفسها لأنه سيقع على عاتقها الكثير من تحمل الأعباء وأولها حماية السكان كما أن كافة متطلباتهم ستكون من اختصاص إسرائيل ، ماضيا بقوله: " بالتالي إسرائيل ليست معنية بتقديم الخدمات للسكان ولا تريد تحمل الأعباء".

وأوضح بقوله أن انهيار السلطة يخدم إسرائيل من ناحية اقتصادية فقط أما من ناحية أمنية فهو يشكل عبئا عليها ، مستطردا: " لكن في حال انهيارها فذلك يفتح المجال أمام انتشار المقاومة المسلحة في الضفة الغربية وممكن أن تنطلق من قطاع غزة ، حيث أن كافة الأماكن والمستوطنين سيكونون معرضون لأي ردا فعل من الجانب الفلسطيني وبأي وقت". 

وكان المجلس الوزاري السياسي الأمني، الإسرائيلي المصغر (الكابينت"،قد ناقش بشكل مكثف سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، كما ناقش كيف يجب أن تتعامل وتستعد إسرائيل لهذه الإمكانية.

ويذكر أن عددا من الوزراء في المجلس الوزاري المصغر قد ادعوا أن انهيار السلطة من شأنه أن يخدم مصالح إسرائيل، ولذلك ليس هناك حاجة بالضرورة لمنع حصول مثل هذا السيناريو.