فادي وشادي خصيب .. شهيدا الثأر والانتقام

فادي وشادي خصيب .. شهيدا الثأر والانتقام
رام الله - دنيا الوطن
لم يمض أسبوعان بعد على ارتقاء الشهيد شادي خصيب ابن قرية عارورة شمال مدينة رام الله، بعد أن أعدمه جنود الاحتلال عقب تنفيذه عملية دهس وطعن بطولية بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة، عن طريق سيارة الأجرة التي كانت مصدر كسب عيشه.

صباح اليوم الجمعة (27-11) جاء الثأر والانتقام وفي ذات المكان من قبل شقيق شادي، الشهيد فادي خصيب، حيث ارتقى شهيدا بعد أن نفذ عملية دهس أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين، ليلتحق بشقيقه شادي مسطرا قصة من قصص العز والكرامة الفلسطينية.

فادي ابن الخامسة والعشرين عاما، لم يقر له قرار ولم يهدأ له بال منذ اللحظة التي رآى فيها إجرام الاحتلال بحق شعبنا خلال انتفاضة القدس، فيما كانت المحطة الأكثر تأثيرا في نفسه حينما نفذه شقيقه الشهيد عملية الدهس، وكيف أعدمه جنود الاحتلال تاركا خلفه ثلاثة أطفال مع أمهم.

وتؤكد مصادر مقربة من عائلة الشهيدين أن فادي كان دائم التفكير بشقيقه الشهيد، ودائم النظر بنظرات حادة إلى أطفال شقيقه منذ لحظة استشهاد والدهم، وكأنه اضمر الانتقام وأقسم على نفسه أن يثأر له وفي ذات المكان الذي ارتقى فيه.

وتضيف المصادر "لم نستغرب ولم نتعجب ولم نفاجئ عند سماع الخبر، فنظرات فادي وسلوكه بعد ارتقاء شقيقه، وقبلاته الدائمة على رؤوس أطفاله الذين يتموا دون أدنى ذنب، كانت تحمل في طياتها انتقاما ليس ببعيد، ليجيء صباح هذا اليوم خبر استشهاد فادي بعد تنفيذ عمليته قرب شارع الخان، حيث مكان استشهاد شقيقه شادي.

وبارتقاء فادي تكون بلدة عارورة قد قدمت شهيدها الثالث في أقل من ثلاثة أسابيع، بعد استشهاد شادي، بالاضافة إلى الشهيد محمد منير الذي ارتقى في وقت سابق في عملية إطلاق نار قال الاحتلال إنه نفذها على مدخل قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله.

وهكذا تستمر مسيرة الشهداء العطرة شهيدا يثأر لشهيد وآخر يقسم أنه لن يجف دم شقيقه حتى يذيق الاحتلال من ذات الكأس.

ومع ارتقاء الشهداء واحدا تلو الآخر، يتركون خلفهم ثأرا وجرحا لا يندمل، فقد ارتقى فادي وترك خلفه طفلين، ومن قبله ارتقى شادي وترك خلفه ثلاثة أطفال، ليزرعوا بداخلهم روح الثأر والانتقام لدماء الشهداء، وتسطر بذلك قصة جديدة من قصص المعاناة والصمود في ذات الوقت، بانتظار اليوم الذي سيدوس فيه أطفال الشهداء جماجم قاتلي آبائهم.