قمع الصحافة فى تركيا يبلغ ذروته بعد فضح الروس لمصالح بين داعش و أنقرة

قمع الصحافة فى تركيا يبلغ ذروته بعد فضح الروس لمصالح بين داعش و أنقرة
رام الله - دنيا الوطن
تفاقم غضب السلطات التركية بعد ساعات من فضح مسئولين روس لمصالح اقتصادية تربط بين تنظيم داعش الإرهابى ومسئولين فى الحكومة التركية، عبر بيع النفط على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة روسية.

وشنت السلطات فى أنقرة حملات قمع واعتقالات فى صفوف الصحفيين الذين فضحوا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وكشفوا الأشهر الماضية عبر تقاريرهم عن شاحنات أسلحة يتم إرسالها من الأراضى التركية إلى تنظيم داعش فى سوريا.

اعتقال رئيس تحرير صحيفة فضح كذب أردوغان
وقد قررت محكمة تركية أمس اعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهوريت جان دوندار، المعروف محليا ودوليا، إلى جانب زميله ممثل الصحيفة فى أنقرة أردم جول، بعد أن نشر تسجيلا مصورا يكشف عن شحنات أسلحة كانت تحملها شاحنات تابعة للمخابرات الوطنية، وتتجه نحو سوريا، لتسليمها إلى مجموعات إرهابية، وعلى وجه التحديد تنظيم داعش، بحسب الخبر الذى نشرته صحيفة جمهوريت بتوقيع دوندار.

ووجهت المحكمة التركية تهم الكشف عن الوثائق السرية للدولة، وقررت الدائرة السابعة لمحكمة الصلح والجزاء فى إسطنبول اعتقال الصحفى جان دوندار مع زميله جول.

يشار إلى أن الرئيس أردوغان كان هدد الصحفى دوندار عقب نشره تسجيلاً مصوراً يتضمن لقطات تظهر وجود أسلحة فى الشاحنات التابعة للمخابرات الوطنية، فى طريقها إلى المجموعات المتشددة المقاتلة فى سوريا بقوله، "لن أتركه هكذا.. إنه سيدفع ثمن ما فعله".

وكان نائب المدعى العام المختص بشؤون الإرهاب عرفان فيدان بدأ بالتحقيق على إثر نشر جريدة جمهوريت خبرا مرفقا بالصور، حول شاحنات المخابرات المحملة بالأسلحة. وقد بدأ التحقيق مع اتهام الجريدة بالحصول على معلومات تخص أمن الدولة، والتجسس العسكرى أو السياسى، ونشر معلومات سرية.

الصحفى المعتقل:أردوغان يتعامل مع الأمر وكأنه قضية شخصية
وقال الصحفى دوندار أن أردوغان يتعامل مع هذا الأمر وكأنه قضية شخصية خاصة به، لأنه قال: "إننى سأتابع هذا الموضوع، ولن أترك ذلك الصحفى"، وهو نفسه الذى قدم الشكوى. ولا أدرى ما الذى يجعل الرئيس يشتكي بنفسه، فهل هذا سر من أسرار الدولة أو من أسراره هو الشخصية؟ ربما يكشف التحقيق عن ذلك، نحن متهمون بالتجسس، وقال الرئيس إن هذه خيانة للوطن، ونحن لسنا جواسيس ولا خونة، ولسنا أبطالا، نحن صحفيون، فكل ما قمنا به من البداية حتى النهاية هو ضمن الأنشطة الصحفية.

الروس فضحوا أردوغان
وقد اتهم رئيس الوزراء الروسى، ديمتري ميدفيديف، تركيا بالدفاع عن داعش، حيث قال إنه ” لا يستغرب بأن أنقرة تدافع عن داعش وأن روسيا تتوفر على بيانات تفيد بأن سياسيين أتراك لديهم مصالح مالية مع التنظيم الإرهابى، ترتبط بالأساس باستفادتهم من إمدادات النفط من قبل الإرهابيين".

في ذات السياق، أضاف المسؤول الثانى فى روسيا أن أنقرة تدل من خلال أفعالها، على الدفاع عن الدولة الإسلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار البيانات التى لدينا عن المصالح المباشرة لبعض المسؤولين الأتراك، والتى تتعلق بتوريد المنتجات النفطية من قبل الشركات التى تسيطر عليها داعش، على حد تعبير ميدفيديف، مضيفا أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية يعتبر تصعيدا خطيرا فى العلاقات بين روسيا وتركيا، وأن لا شيء يمكن أن يبرر ما حدث بما فى ذلك حماية الحدود الوطنية”.

انتقادات بقمع الإعلام والصحافة فى تركيا
يشار إلى أن الرئيس التركى أردوغان لديه تاريخ طويل فى ترهيب وقمع وسائل الإعلام، وشنت الشرطة التركية فى الآونة الأخيرة حملات ملاحقة لكل من يعارض حكومة العدالة والتنمية، واعتقلت مواطنين أتراك بذريعة إهانته عبر موقع تويتر الإلكترونى، ووفقا لمراقبين فإن هذه الملاحقات والاعتقالات تأتى في سياق الحملة التى يقوم بها نظام أردوغان لقمع معارضيه وانتهاك حرية التعبير فى تركيا، حيث سبق له أن اعتقل مئات الصحفيين والإعلاميين وأغلقت أجهزته الأمنية مؤسسات إعلامية عدة بسبب مواقفها الرافضة لسياساته القمعية والتعسفية.

وتفرض حكومة أردوغان قيودًا على وسائل الإعلام من خلال فرض الغرامات التأديبية التى يتم تطبيقها بشكل انتقائى تجاه كل من يناهض الحكومة، كما تشن الحكومة حملات تشهير ضد الصحفيين وتقوم بعمليات احتجاز دون محاكمة لبعض الصحفيين بتهم الإرهاب. وصنفت لجنة حماية الصحفيين الدولية تركيا العام الماضى بأنها البلد الأول عالميا في قمع الحريات الصحفية وسجن الصحفيين.

التعليقات