الناطق باسم الخارجية الأمريكية يتحدث لـ"دنيا الوطن" عن التدخل الروسي في سوريا ،أزمة اليمن ،العلاقة مع السعودية وحرب داعش

الناطق باسم الخارجية الأمريكية يتحدث لـ"دنيا الوطن" عن التدخل الروسي في سوريا ،أزمة اليمن ،العلاقة مع السعودية وحرب داعش
خاص دنيا الوطن

تعيش منطقة الشرق الأوسط مؤخراً حالة من اللاستقرار والتوتر في ظل تزايد التنظيمات الإرهابية وارتفاع معدل القتل والدمار من سوريا إلى العراق وصولاً إلى فرنسا وغيرها من الدول، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وضع حد لهذه الجماعات كـ "داعش" وغيرها.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تواجد الولايات المتحدة كقوة كبرى في العالم دفع بدنيا الوطن للبحث عن المواقف السياسية والرسمية لصناع القرار الأمريكيين ومعرفة ما يدور في الكواليس أمام الواقع غير المستقر في الآونة الأخيرة..

دافعنا الرئيسي كان الحصول على اجابات على الوضع الفلسطيني بشكل عام وفي تفاصيل القضايا المطروحة على الساحة خاصة مع اشتعال الاراضي الفلسطينية بهبة شعبية سلمية منذ شهرين وزيارة وزير الخارجية الأمريكية مؤخرا .. رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية الحديث في الوضع الفلسطيني من كافة الجوانب مرجعاً ذلك انه دون اختصاصاته .

داعش وتفجيرات باريس 

 تحدث ناثانيل تك الناطق باسم الخارجية الامريكية فيما لو كان سيتطور الاهاب ليستهدف أماكن أخرى في أوروبا كما حدث مؤخرا من تفجيرات باريس قائلا:" كما قال الرئيس الأمريكي أوباما ، " لن يلين تحالفنا ولن نقبل فكرة الاعتداءات الإرهابية على المطاعم والمسارح والفنادق لنعتاد على أنه الوضع الطبيعي الجديد - ولن نقبل فكرة أننا عاجزين عن وقفها"،مؤكدا أن ذلك تمام ما يريده الارهابيين مثل داعش".  

وأضاف في حديثه لـ "دنيا الوطن" : " خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى البيت الأبيض ، ناقش الرئيس أوباما جهودنا المستمرة للعمل مع فرنسا و شركائنا الأوروبيين لمنع وقوع هجمات إرهابية في المستقبل، بما في ذلك من خلال تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية . سنقف بحزم مع فرنسا ، أقدم وأول حليف لنا ضد آفة الإرهاب". 

أما حول تغلغل تنظيم الدولة "داعش" في المجتمعات الأوربية كما العربية، وأن امكانية القضاء عليه يحتاج إلى سنوات كما تحدث الرئيس الأمريكي أوباما سابقا، أوضح تك أنه ليس من الممكن أن يتم تدمير داعش بين عشية وضحاها، مستطردا:"  لكننا قد انجزنا تقدماً ضد هذه الجماعة الإرهابية، لقد أسست الولايات المتحدة وقادت تحالف واسع النطاق ضد داعش من نحو 65 دولة لأكثر من عام، ما يقرب من اثنتي عشرة دولة - من بينها تركيا وشركائنا العرب - يساهمون بطريقة أو بأخرى في الحملة العسكرية، التي أجرت أكثر من 8000 ضربة ضد داعش حتى الآن".

تعاون مشترك

وتابع لدنيا الوطن : " نحن على استعداد لاستقبال أو التعاون مع البلدان الأخرى التي هي مصممة بالفعل على محاربة داعش، لقد نشرت خمسة عشر بلداً موظفيهم لتدريب ودعم القوات المحلية في العراق، وقد نظمت دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا تحالفاً يضم 25 شريك في المساعدة على تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة في العراق من داعش." ، لافتا إلى أن إيطاليا تعمل على تنسيق الجهود المتعددة الجوانب لتدريب الشرطة العراقية. 

أما على صعيد الجبهة السياسية، فتابع تك حديثه: " قد نجحت قيادة الولايات المتحدة بجمع البلدان الرئيسية معاً في فيينا لمناقشة تفاهم مشترك حول المبادئ لإنهاء الحرب الأهلية السورية، وعلى الصعيد الإنساني، ساعدت الولايات المتحدة في قيادة الجهود الرامية إلى حشد المزيد من المساعدات للشعب السوري، بمن فيهم اللاجئون"،منوها إلى أنهاعززت أكثر من 40 بلدا قوانينها لمنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وقامت 34 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالقاء القبض على مقاتلي الإرهابي الاجانب 

اتهامات مُبطنة!

ويما يتعلق بالإتهام الموجه من قبل سوريا وروسيا في ذات الوقت بأن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط هي من دفعت " داعش" للانتقام في اوروبا قال تك: " الحقيقة هي أن قمع نظام الأسد الوحشي ضد الشعب السوري هو الذي أدى الى ظهور داعش في المقام الأول، وتدخل روسيا لدعم نظام الأسد سوف يؤدي الى زيادة نيران التطرف في المنطقة، حيث ترى الولايات المتحدة رحيل الأسد كجزء أساسي من هزيمة داعش وتحقيق الاستقرار الحقيقي في سوريا"، موضحا أن أمريكا كانت تأمل دائما بأن تلعب روسيا  دوراً أكثر إيجابية في هزيمة داعش، متمما: "بدلاً من ذلك، يبدو روسيا مهتمةً فقط في دعم بشار الأسد، ونحن نتطلع إلى روسيا المساهمة بطريقة أكثر فعالية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا" . 

وأضاف: "تركيز روسيا على دعم الأسد بدلا من التركيز على داعش قد شكل تحدياً،وقد اجتمع الرئيس أوباما مع الرئيس بوتين في تركيا ، و قال له أن هناك إمكانية لتعاون بلدينا اذا غيرت روسيا استراتيجيتها نحو التركيز على محادثات فيينا وتركيز اهتمامها على داعش، حتى يحدث ذلك، فإننا لن ندعم أو نتعاون مع روسيا في محاولاتها اليائسة لدعم الأسد وتقويض المعارضة السورية المعتدلة"، معلقا أن تدخل روسيا المتهور في سوريا أدى إلى المزيد من القتلى المدنيين وتفاقم أزمة اللاجئين - "وهذا هو السبب في أننا ننظر الى الاجراءات الروسية ببالغ القلق" .

حل سياسي.. 

وعلق تك على تصريح  وزير خارجية أمريكا جون كيري ان الأسابيع القادمة ستتضمن حلا سياسيا في سوريا، وأن الحل الانتقالي يتحدث عن بقاء بشار الأسد : "كما قال الوزير كيري في باريس، قام كل حزب في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في فيينا باحتضان وقف إطلاق النار. لذلك ، نحن الآن في حاجة إلى بداية عملية سياسية لوقف إطلاق النار، لحين توافق البلدان على ضرورة قيام بذلك، يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وعملية سياسية موازية"، مستطردا: " لذلك، كلما أسرعت روسيا وإيران وغيرها على هذا العمل، كلما انخفض العنف بصوره متسارعة واستطعنا عزل داعش  وجبهة النصرة، لنبدأ في تطبيق ما تقوم عليه استراتيجيتنا. و نأمل أن تبدأ العملية قبل 1 يناير" . 

وأكد تك أن موقفهم من الأسد لم يتغير معللا بقوله: "لا يمكن للأسد أن يوحد السوريين أو يحكم سوريا، بشار الأسد هو الدكتاتور الوحشي الذي منذ فترة طويلة فقد كل الشرعية و يجب رحيله كجزء من حل سياسي متفاوض عليه".

اليمن.. ووضعها المُلتهب..

وبخصوص أوضاع اليمن "الملتهبة" وعملية عاصفة الحزم التي لم تنته بعد وإمكانية أن نشهد تدخلا أمريكيا هناك أكد تك أن حل أي أزمة في اليمن يجب أن يكون سياسياً وأن هناك حاجة ملحة لجميع الأطراف للعودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة وذلك الحديث منذ فترة طويلة . 

وأضاف في حديثه لـ "دنيا الوطن" : "نحن نشجع جميع الأطراف على الإنخراط في مناقشات الأمم المتحدة- بحسن نية ودون شروط مسبقة، ونفهم نحن أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لا يزال يتواصل بنشاط مع مجموعة واسعة من اليمنيين في محاولة لجمع كل الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، و أنه سافر إلى المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي للحث على العودة الى المحادثات"، مشيرا إلى أنه لا تزال الولايات المتحدة تشارك أيضاً على عديد من الأصعدة مع الأطراف اليمنية الرئيسية والشركاء الدوليين من أجل دعم العودة إلى عملية الانتقال السياسي في اليمن، "ونحن نعمل أيضاً بالتنسيق مع الشركاء الدوليين للتأكد من أن الشعب اليمني يتلقى الإغاثة الإنسانية" . 

شركاء ولكن! 

وفيما يتعلق بأن المملكة العربية السعودية من أهم شركاء الولايات المتحدة وأنها تعارض الاتفاق النووي مع ايران وكيفية تعامل أمريكا مع ذلك الامر قال : "الملك سلمان أعرب عن دعمه لخطة العمل الشاملة المشتركة ( JCPOA ) بين إيران ودول الخمسة زائد واحد والتي عند تنفيذها بالكامل ستمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وبالتالي تعزيز الأمن في المنطقة"، لافتا إلى أن ذلك التأييد جاء بعد اجتماعه مع الرئيس أوباما في 4 سبتمبر في البيت الأبيض.

وتابع: " خلال هذا الاجتماع ، أشار الزعيمان على التعاون العسكري بين البلدين في مواجهة داعش، وعلى العمل على حماية الممرات البحرية ومواجهة القرصنة، حيث ناقشوا توفير بعض المعدات العسكرية بشكل عاجل إلى المملكة، فضلاً عن التعاون المتزايد في مجال مكافحة الإرهاب والأمن البحري والأمن الإلكتروني والدفاع ضد الصواريخ الباليستية"، مؤكدا أن كل بلد عربي كان قد اتخذت موقفاً قام بتأييد صفقة إيران ، والذي هو دليل على مدى فعاليته في منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

التعليقات