فيلم "وجدة" السعودي يثير إعجاب جمهور "الأربعا سينما" في اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد النساء

فيلم "وجدة" السعودي يثير إعجاب جمهور "الأربعا سينما" في اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد النساء
رام الله - دنيا الوطن
 استضاف متحف محمود درويش، مساء أمس، وفي إطار عروض مشروع "الأربعا سينما"، الذي ينفذه المتحف بالتعاون مع "شايب جروب"، عرضاً خاصاً لفيلم وجدة السعودي للمخرجة هيفاء المنصور، بالتزامن مع اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد النساء، وبالتعاون مع مجموعة عمل الاتحاد الأوروبي في قطاع الجندر في فلسطين.

وتضمنت الأمسية عرض الفيلم لكلمات تمثل المؤسسات الشريكة، حيث تحدث كل من شادي عثمان مدير الإعلام والاتصال في الاتحاد الأوروبي، وسامح خضر مدير متحف محمود درويش، مشددين على أهمية التعاون ما بين الجهات القائمة على المشروع والاتحاد الأوروبي، وعلى أهمية تعميم ثقافة السينما في خلق نقاشات حيوية حول قضايا مجتمعية هامة، كالعنف ضد النساء، فيما تم نقاش الفيلم خاصة، وانتشار ظاهرة العنف ضد المرأة في كل من فلسطين والعالم العربي، بإشراف الكاتبة ريما كتانة نزال، عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وسط تفاعل كبير مع الفيلم والنقاش من الجمهور الذي غصت فيه الجليل في المتحف.

ويعتبر فيلم وجدة، أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية، حيث يروي قصة إنسانية، ويحتفي بقيم مثل حب الحياة والإصرار والعمل الدؤوب ويشمل إسقاطات على وضع المرأة السعودية، هو من بطولة الطفلة وعد محمد والممثلة ريم عبدالله التي لعبت دور الأم.

وبعد فوز هيفاء المنصور بجائزة الشاشة على نص فيلم "وجدة" في مهرجان أبوظبي السينمائي العام 2009، عملت هيفاء المنصور لمدة خمس سنوات على كتابة السيناريو، والعمل مع رومان بول وجيرهارد ميكسنر كي يرى الفيلم النور، وبدعم كامل من فهد السكيت الرئيس التنفيذي لشركات روتانا.

وكانت شركة ريزر فيلم الألمانية هي المنتجة، بمشاركة وروتانا ستوديوز وشركة هاي لوك، والمبيعات العالمية كانت مع شركتي يونايتد تلنت إيجنسي الأميركية، وماتش فاكتري من ألمانيا، ويعتبر بذلك الفيلم التعاون المشترك الأوروبي الأول في دول الخليج العربي.

وكانت بداية التصوير في شباط من العام 2012، حيث وصل بعد ذلك كامل الطاقم الألماني وعددهم ثلاثين، وتم تكوين فريق عمل من الرياض عدده تقريباً أربعين، ووضع جدولاً للتصوير كان عبارة عن 30 يوماً، حيث تمكن الفريقان من الانتهاء من التصوير خلال هذه المدة، بواقع عشر ساعات تصوير يومياً.

ويعتبر "وجدة" أول فيلم روائي يصوّر بالكامل داخل المملكة وصوّر بتصريح رسمي تماما مثل أي مسلسل تلفزيوني يتم تصويره في المملكة العربية السعودية، ممثلا خطوة كبيرة في مسيرة السينما السعودية. 

وتابعت مخرجة العمل هيفاء المنصور مشاهد التصوير الخارجي من داخل سيارة كبيرة تم تحويلها لغرفة كنترول تحوي جميع شاشات التصوير، ومن خلالها تواصلت المنصور مع الفريق عبر أجهزة اتصال لاسلكية، حيث تعتبر تجربة التنفيذ هذه لمخرجة العمل في الشارع إنجازاً مهماً للمرأة السعودية، ويحكي قصة كفاح مسيرة صناعة السينما السعودية، مع حرص فريق العمل على مراعاة واحترام القوانين المعمول بها والمجتمع وتقاليده وظروفه حتى يضمنوا التصوير بسلاسة.

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة اسمها وجدة تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة، والدها موظف في شركة بترول وهو غائب طيلة الوقت، ووالدتها موظفة تعاني يومياً من سائقها الباكستاني، وتحمل مخاوف ذهاب زوجها إلى امرأة أخرى.

تحلم وجدة دائما بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها الطفل في شوارع "الحارة"، إلا أنها تخطط لتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة، وذلك عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها، لكن خطتها تنكشف، وتجد نفسها أمام سبيل وحيد وهو المشاركة في مسابقة لتحفيظ القرآن والفوز بها من أجل تحقيق حلمها بامتلاك الدراجة.

التعليقات