بعنوان"التحديات البيئية الأخطر في فلسطين: الواقع وآليات الحل"بيت لحم: انطلاق المؤتمر الفلسطيني السادس للتوعية والتعليم

رام الله - دنيا الوطن

انطلقت فعاليات المؤتمر الفلسطيني السادس للتوعيةوالتعليم البيئي في بيت لحم، بتنظيم من مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيليةاللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، تحت رعاية المطران د. منيب يونان رئيسالكنيسة الإنجيلية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، بعنوان "التحديات البيئيةالأخطر في فلسطين: الواقع وآليات الحل".

وسلط المؤتمر الضوء بشكل مستقل على الواقع البيئي فيمحافظات الوطن، واستعرض أبرز التحديات التي تمس البيئة وتدمر عناصرها في كلمحافظة، واقترح آليات لمعالجة هذا الواقع، بالشراكة مع ديوان الرئاسة والمحافظاتباعتبارهما أعلى سلطة في كل محافظة، وبوسعها اتخاذ إجراءات وقرارات إدارية سريعةبالإضافة إلى الوزارات المختلفة والمجتمع المدني.

وافتتح المؤتمر –الذيتولى عرافته عبد الباسط خلف وجوان عياد- بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقةصمت حداداً على ارواح الشهداء، بمشاركة المطران يونان، وزير الزراعة سفيان سلطانممثلا عن رئيس الوزراء، ومحافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، وجميل المطور نائب رئيسهيئة سلطة جودة البيئة، والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، إضافة لرؤساء عدة بلدياتوممثلي مؤسسات حكومية وأمنية وأهلية ودولية ورجال دين، وخبراء ومهتمين بشؤونالبيئة.

شراكة

وتحدث المطران يونان عن فخره بالشراكة بين مركزالتعليم البيئي وسلطة جودة البيئة التي نتج عنها المبادرة التي تبناها مجلس الوزراءالمتمثلة في إعلان الخامس من آذار يومًا وطنيًا للبيئة، واعتبار عصفور الشمس الفلسطينيالطائر الوطني، والموافقة على الجائزة الخضراء التي تحمل أسمه لتشجيع المبادرينالبيئيين.

وأشار إلى تنفيذ مشترك لنحو 67 نشاطا بيئيا في ارجاءفلسطين ومنها اسابيع مراقبة وتحجيل الطيور، مؤكداً السعي لشراكة حقيقة مع وزارةالرزاعة من خلال انشاء مشتل زراعي للنبات الحرجية الأصلية لحماية التنوع الحيوي لمواجهةالتغيير المناخي، كما أعلن عن مبادرة للنظافة خلال عامي 2016-2017.

وخصص المطران جزءاً من حديثه على مؤتمر COUP21 الذي يعقد في باريس الفترة المقبلة، إذ سيناقش ملفاتحساسة كالمناخ والاحتباس الحراري وتخفيض الانبعاثات، مشدداً على ضرورة تحقيقالعدالة البيئية الكونية كمقدمة للعدالة السياسية في العالم أجمع، حاثا على ضرورةالأخذ بمخرجاته وتطبيقها. 

وزير الزراعة

وأكد الوزير سلطان على المساهمة المباشرة للقطاعالزراعي في الحفاظ على البيئة الفلسطينية، وحماية الأراضي من المصادرة والاستيطان،مشدداً على أنه لا يمكن الفصل بين القطاعين الزراعي والبيئي لدورهما في الحفاظ علىالبيئة السليمة وتحقيق التوازن.

وتطرق للتحديات البيئية التي تواجه العالم العربيعامة وفلسطين خاصة، جراء ممارسات الاحتلال التي تزيد من التصحر والاستحواذ علىالمصادر المائية وتلويث التربة والهواء، والآثار المدمرة لجدار الفصل العنصريوالمستوطنات.

مشاكل جمة

لكن حديث اللواء البكري كان مختلفا، إذ صارح الحضوربجملة من الأزمات التي تمر بها محافظة بيت لحم، وبالتقصير الحكومي والأهليوالمجتمعي تجاهها. وتحدث عن مشكلة الصرف الصحي، حيث مسارات المياه العادمة مكشوفةولا توجد خطة لإنهائها، كما أن شبكات المياه العادمة مشتركة مع شبكات الأمطار.

وقال إن هناك مشروع لإنشاء محطة معالجة وتنقية للمياه مع الجانب الإسرائيلي، لكن لا تزالتواجهه عوائق كثيرة، لذا تم اللجوء لمتطوعين فرنسيين لوضع حلول جزئية.

وتطرق للنظافة، حيث تنتشر مكبات النفايات العشوائيةفي أرجاء المحافظة وهي غير ملائمة ولا تراعي الشروط الواجب توفرها صحيا وبيئيا. كماترفض بعض المجالس المحلية دفع ما عليها من رسوم تجاه مكبات النفايات.

مسؤولية جماعية

المطور، أكد أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة، وعلىضرورة استنهاض كافة الطاقات المؤسسية في ظل ما يشهده الواقع البيئي الفلسطيني مناستنزاف.

وشدد على ضرورة تراكم الجهود الوطنية في تحديثالاستراتيجات الفلسطينية وصولا إلى إدارة متكاملة في التخلص من النفايات الصلبةوالمياه العادمة والحد من التلوث بكافة أشكاله، مشيدا بالشراكة المتينة مع مركزالتعليم البيئي ودوره في تعزيز الوعي، معربا عن تطلعاته لتكثيف المركز لبرامجهوحملاته في مجال التوعية البيئية عن طريق تغيير المسلكيات الخاطئة.

التحديات البيئية

وأشار عوض إلى أن المؤتمر يناقش حال البيئةالفلسطينية الواقعة تحت وطأة انتهاكات احتلال متعدد الأوجه والتأثيرات، وتعدياتمجتمعية عديدة بفعل تدني الوعي، وتراجع التربية البيئية، وعدم الالتزام بالقوانينوالتشريعات الخاصة بالمصلحة العامة، وتراجع تحمل المسؤولية البيئية، وتأجيلقضاياها واعتبارها ليست أولوية.

وأوضح عوض أن أهمية اللقاء نبعت من كون التحدياتالبيئية في محافظات الوطن تزداد اتساعًا، وشكلت عائقًا في وجه كافة أشكال التنمية،والأخطر أنها تتضاعف يومًا بعد يوم، ويساعد في هذا الحال المُعقد عدم تفعيلالقوانين، وتراجع اعتبار البيئة أولوية لدى صناع القرار، وغياب الوعي البيئي،وغيرها من أسباب.

وقال إن المؤتمر لا يركز على المحاور النظرية، بليساهم في وضع حلول قابلة للتطبيق، ومتابعة تنفيذها مع جهات الاختصاص، بعيدًا عنإعادة تدوير التحديات وتقديم توصيف إضافي لها، لا يحدث تغييرا في طبيعتها الحادةوتأثيراتها القاسية.

واقترح إحياء مبادرة شجرة لكل طالب بالشراكة معوزارتي الزراعة والتربية والتعليم.

حوار ومكاشفة

تلا ذلك جلسة مكاشفة، شارك بها إضافة للوزير سلطانوالمطور، جين هلال رئيس شبكة المنظمات البيئية الأهلية الفلسطينية، وسليمان مفرحنائب مدير عام المجالس المشترك في وزارة الحكم المحلي ومحمد الجعفري ممثلا عنمحافظة بيت لحم.

وأجاب المشاركون على أسئلة الحضور التي ناقشت الأزماتالبيئية وسبل مواجهتها، إضافة للتأكيد على ضرورة التحرك المشترك والعاجل لوضع حلولجذرية للمكبات العشوائية والنفايات الصلبة، وسط تأكيد على ضرورة مشاركة القطاعالخاص وتوجيه استثمارته نحو هذه القضية الحساسة.

وشدد مطور على أن هذا الملف يعد تحديا رئيسيا، معتأكيده على ضرورة إلغاء كافة المكبات العشوائية بعد إنشاء مكبات مركزية هي زهرةالفنجان لشمال الضفة الغربية، والمنية للجنوب، والعمل جار لإنشاء مكب لرام اللهوالبيرة وما حولها، مطالباً المجالس المحلية بضرورة تسديد ما عليها من التزاماتودعم هذه المشاريع.

وقال مفرح إن الحكم المحلي تدرس بعناية فائقةالمواقع التي يقع عليها الاختيار للتحول لمكب نفايات، في حين تسعى لإعادة تأهيلالمواقع التي يتم إخلائها وتحويلها لمتنزهات عامة. مشدداً على أن الملف البيئي يعدمن أهم الملفات التي تتطلب جهدا مكثفا وعملا مشتركا.

في حين، أوضحت هلال أن شبكة المنظمات تعمل جنبا إلىجانب مع السلطة الوطنية لحماية البيئة الفلسطينية وحل القضايا المتعلقة بها.

مياه وزراعة وبيئة

وقدمت في الجلسة الأولى التي أدارها مدير في وزارة الثقافةفي محافظة الخليل سالم أبو هواش، أربع أوراق علمية وبحثية. إذ تحدث أيمن أبو ظاهر منسلطة جودة البيئة عن "تطوير استراتيجيات إدارة المصادر المائية في أريحا والأغوارمن أجل زراعه مستدامة"، التي تستشرف مستقبل الأغوار في الخطط الإسرائيلية،ومستقبل التنمية والاستدامة، لا سيما الموارد البيئية في ظل التراجع المتُسارع في نسبةالأراضي المستغلة وخصوصًا المروية منها، إضافة إلى التدهور في المصادر المائية كمًاونوعًا رغم وفرتها.

فيما تناول محمد مطاوع من اتحاد لجان العمل الزراعي"إعادة استخدام المياه العادمة في محافظة نابلس"، كأحد الحلول لتحسينتوفير المياه أو التقليل من أزمة المياه في فلسطين. وتؤكد الورقة أن المياهالعادمة المعالجة تتلقى القليل من الاهتمام في الضفة الغربية؛ نظرا للأسبابالاجتماعية والصحية.

كما قدم أحمد العيلة وجمال تمراز من جامعة فلسطين فيغزة ورقة بعنوان "مشروع برنامج تصميم محطات معالجة المياه العادمة"، وهيالبرامج التي لها القدرة على محاكاة عمل محطة المعالجة مع الزمن والتنبؤ بكفاءة عمليًا،ومن هذه البرمجيات برنامج Quick Designer، وهو بيئة عمل تهدفإلى نمذجة محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحاكاتها.

وقدمت آلاء أبو عيًاش ومهند قريع من جامعة القدس ورقةحول "البحث عن وجود طرق فعّالة في معالجة عصارة مكب نفايات المنية بمحافظة بيتلحم".

تحديات وعدوان ومخاطر

فيما نوقشت خمس أوراق بحثية في الجلسة الثانية التي أدارهالؤي زعول مدير العلاقات العامة في محافظة بيت لحم. وقدم عزمي بلاونة من وزارة التربيةوالتعليم العالي ورقة حول "مكب النفايات الصلبة شمال شرق نابلس: الآثار المدمرةعلى البيئة الطبيعية لوادي الباذان والحلول المقترحة". التي تسعى إلى التعرف علىالآثار السلبية للنفايات الصلبة في مكب النفايات العشوائي من حيث تأثيرها علىالبيئة، وطرق معالجتها، والحد من التأثير على البيئة، وما هي الطرق الأنجع لتتخلصمنها أو الاستفادة منها.

فيما تمحورت ورقة شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية/أصدقاء الأرض (فلسطين) حول "دراسة تشاركية لتقييم الأثر البيئي للعدوان الأخيرعلى غزة". التي تناولت أثّر العدوان على جميع جوانب الحياة في القطاع وفاقمالأوضاع المؤلمة بالفعل على سكان قطاع غزة، إلا أنه تسببت أيضًا بأضرار شديدةالخطورة على البيئة.

وتناول لؤي القيسي مدير دائرة التنمية المستدامة من محافظةالخليل "الأخطار البيئية في محافظة الخليل"، التي تتبعت ثلاثة تحديات رئيسةهي: مقالع الحجر في المحافظة، وحرق النفايات الصلبة في منطقة الجنوب الغربي لها، وسيلمجاري وادي الخليل (وادي السمن).

وعن "الحالة البيئية في محافظة طوباس"، استعرضنعمان مزيد من جامعة النجاح بنابلس ورقته العلمية الضرورة الماسة لإنشاء شبكاتلجمع المياه العادمة في التجمعات السكنية في المحافظة، ونقل المياه لمواقع التنقيةوإنشاء محطات لتنقية، ومن ثم إعادة استخدام مياه المجاري المعالجة في الزراعة.

أما الختام فكان مع ماهر حمدان من بلدية العبيدية ببيتلحم، التي جاءت ورقته بعنوان "بلدة بين فكّي كماشة المياه العادمة: حوض وادي النار"،التي تقترح عدة حلول للتحدي منها: تجفيف منابع المياه العادمة من أصولها، وسقفوادي النار واستحداث محطة تنقية للاستفادة من المياه العادمة للنشاط الزراعي،وتنفيذ شبكة صرف صحي ومحطة معالجة لبلدة العبيدية والبلدات المجاورة؛ لتخفيف الأذىالداخلي في المرحلة الراهنة، ومواصلة العمل لحل مشكلة وادي النار.