انتقادات واسعة لشركة فلسطينية معروفة خصمت راتب شهيد بسبب تأخيره عن العمل يوم استشهاده!

انتقادات واسعة لشركة فلسطينية معروفة خصمت راتب شهيد بسبب تأخيره عن العمل يوم استشهاده!
الموظف محمد صلاح
رام الله - خاص دنيا الوطن

تداولت العديد من وسائل الإعلام مؤخرا "حادثة" تعبر عن التقصير الملحوظ بحق شهدائنا وأبنائنا فبدلا أن نقوم بإكرامهم ونمد يد المساعدة لذويهم بعد استشهادهم نزيد المأساة عليهم حتى في قبورهم ..

وتلك الحادثة التي شغلت ألسنة أهالي الخليل تتمثل بقيام ادارة شركة تعد من اكبر شركات مدينة الخليل والمعروفة على مستوى الوطن بخصم مبلغ مالي من راتب شهيد كان يعمل لديهم، وفي سابقة أخرى، قامت بخصم تكاليف نقل المتوفى بسيارة إسعاف من مكان الحادث وتكفينه.

وفي التفاصيل التي تداولتها وسائل الاعلام فإن عائلة الموظف لدى هذه الشركة، بعد وفاة نجلها والابن الاكبر لها في حادث سير مؤسف تعرض له أثناء العمل، لم تقدم لهم الشركة التي كان يعمل بها اي دعم او تأمين او حتى تعويض مالي بسبب وفاته في انقلاب شاحنة تابعة للشركة كان يقودها على طريق القدس ،كإجراء بسيط تقوم به الكثير من الشركات والمصانع ، بل قامت بخصم مبلغ مالي من راتبه يتضمن رسوم كفنه ونقله بالإسعاف من مكان الحادث، وساعات جُمعت طيلة الايام التي دوام بها قبل وفاته تحت مسمى التغيب عن العمل.

وطلبت الادارة من والد المتوفي الحضور للشركة لاستلام راتب نجله بعد تسوية حسابه وخصم المبالغ المذكورة السابقة، وماكان من والد الموظف  محمد غسان صلاح الا أن ذهب وعلامات الذهول قد ارتسمت على ملامح وجهه ليتسلم ماتبقى لابنه من "بقايا راتب".

وفي ذات السياق، لم تكن تلك الحادثة الأولى التي تسببت في توجيه الانتقادات للشركة ،حيث تداولت وسائل الإعلام قيام نفس الشركة بتكرار نفس التصرف مع الشهيد شادي نبيل القدسي دويك من حي تل ارميدة بالخليل استشهد برصاصات الاحتلال، فتم الخصم من راتبه بسبب تأخيره يوم استشهاده، والأيام الأربعة المتبقية من الشهر، وتسلم والده 878 شيكل بالضبط، مرفقة معها ما قامت بخصمه على الشهيد.

وعلّق والدا الشهيد والموظف الذي توفي وهو على رأس عمله، ان المال لن يأتي شيئا مع من فقدنا، فنحن فقدنا ابناءنا الأغلى من كل أموال الدنيا، الا ان ما فعلوه غير مقبول على اي صعيد، فلو تبرعت الشركة بتلك الأموال التي لم تتعدى الألف شيقل كان افضل لها من أن تسلمنا ورقة عليها خصومات وبعض الشواقل بمغلف.

 "دنيا الوطن" اتصلت بشركة "الجنيدي" للرد على ما أُثير ضدها من انتقادات ودعوات للمقاطعة ، لكن الشركة رفضت التعليق ، معللة ذلك بعدم رغبتها بالدخول في مهاترات الإعلام ،معتبرة أن كل مايثار هو "حملة بأيادي خفية ضد الصناعات الوطنية الفلسطينية مبتغاها واضح تماما".