حين ينقلب السحر على الساحر.. هل تكون دول الخليج سبب لـ "ثراء" داعش؟!

حين ينقلب السحر على الساحر.. هل تكون دول الخليج سبب لـ "ثراء" داعش؟!
رام الله -خاص دنيا الوطن-من تسنيم الزيان

لم يعد الحديث عن الجهة التي قامت بتشكيل تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ" داعش " هو السؤال الأبرز في المرحلة الحالية، في ظل وجود العديد من التساؤلات حول طبيعة تمويل التنظيم والثراء الكبير الذي يحظى به رغم الحظر الدولي المتوالي عليه والغارات المستمرة للتحالف الدولي في سوريا والعراق ضد قادته وعناصره.

ولكن هل أصبحت دول الخليج أحد أسباب ثراء تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وهل حقا هي الركيزة الأساسية في تمويلها!

 الجنرال السعودي "أنور عشقي" رأى إن تمويل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مصادر متعددة أولها من بيع البترول في السوق السوداء ،والحصول على دعم من بعض الجهات، حيث أصبحت داعش كالرعية تقوم بعض الدول أو شخصيات لها مكانة بإعطائهم مبالغ مالية لكي لا يقوموا بضربهم، وبعض الدول تمدهم بأموال ليقوموا بعمليات ارهابية في دولة معينة ، بذلك الأسلوب والطريقة تعتمد داعش تمويلها "، لافتا إلى أن هناك أتباع ومؤيدين ومتعاطفين، مستطردا:" لكن المتعاطفين نسبتهم كبيرة في العالم الإسلامي وهم مستعدون لتمويلهم بالمبالغ ، كذلك المؤيدين على استعداد لمدهم بالسلاح ومن هنا تستمد داعش أموالها.

وبحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي السوري، يعتمد تنظيم "داعش" بصورة رئيسية على تجارة النفط من أجل تمويل نشاطاته العسكرية والمدنية. وفي حين تشير بيانات صادرة عن الحكومة السورية المؤقتة إلى أن التنظيم يسيطر على نحو 80 % من حقول النفط والغاز في سورية.

وفيما يخص تمويل دول الخليج لتنظيم داعش ومدى صحة ذلك أضاف عشقي لـ"دنيا الوطن" :" دول مجلس التعاون لا أعتقد أنها تدعم داعش بالأموال أو السلاح لأن الدول الأخرى إذا اكتشفت ذلك سيكون لها موقف مغاير من دول الخليج وموقف سيء لكن الأموال تتحصل عليها داعش من الدول التي لا تستهدفها، فهناك بعض الدول تشجعها على ذلك". 

وشدد الجنرال عشقي على أن الداعم المالي والعسكري للتنظيم هو الموجه الرئيسي له في طبيعة الهجمات والدول التي يستهدفها التنظيم من خلال عملياته الإرهابية. 

أما فيما يتعلق بتصريحات الأمير الحسن بن طلال المتهمة بأن دول الخليج هي الممول لتنظيم "داعش" قال عشقي مستنكرا حديث "الحسن": "استغرب من اتهامات الأمير الحسن بن طلال بدعم دول الخليج لتنظيم الدولة وأنها من تقف وراء تمويله، متابعاً:" هذه التصريحات غير موثقة ولا تعبر عن بعد منسق والاتهامات التي خرجت لا أساس لها من الصحة فأحيانا تندو منه بعض الكلمات التي لا تعبر عن بعد موثق مما يطرحه من اتهامات وأقوال". 

يذكر أن الامير الحسن بن طلال شكك برواية المحلل الامريكي روبرت فيسك عن تمويل تنظيم "داعش"، وانه يأتي من الجباية والسيطرة على بعض ابار النفط، متهما دول الخليج بكونها تمول التنظيم.

ولم يحدد الامير الحسن، دول الخليج التي تحدث عنها الا انه تساءل: "ان لم تكن دول الخليج فمن يفعل؟"، تاركا السؤال برسم الاجابة.

ونفي عشقي أن تكون المملكة العربية السعودية تمول جيش الإسلام السوري المعارض للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، مستدركاً بأن السعودية تدعم المعارضة السورية المعتدلة الرسمية والمعترف بها من قبل دول العالم الكبرى، متمما: " أما السعودية لا تمول أي جماعة ارهابية". 

وعن اتهامات بعض رجال الأعمال بأنهم من دعموا التنظيم في بدايته، شدد على أن الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل رحيله فرض إجراءات مشددة وحذر أصحاب الأموال من الإقدام على مثل هذه الخطوات ووضع عقوبات كبرى للتصدي لهذا الأمر. 

وأضاف:" المؤكد أن دول الخليج لا تمول تلك الجماعات ولكن الأن طلبت جماعة التحالف من جبهة النصرة وغيرهم أن يحددوا موقفهم إذا أرادوا أن ينتموا الى داعش فسوف تحاربهم أما إذا تخلو عنهم فسوف تكون معهم، لان الذين يحاربون في جيش النصرة وفتح الاسلام معظمهم سوريون"، معلقا الخلاصة أن دول الخليج لا يمكن لها أن تغامر وتمول "داعش" لأنها بذلك ستخسر سمعتها العالمية.

من جهته يقول عضو الائتلاف السوري المعارض بسام المليك إن من الأشياء التي شكلت مصدر دخل لتنظيم داعش الأراضي ثم تحولت إلى منابع النفط وبيعه وكل الدلائل على الأرض توحي بأن التنظيم هو صنيعة أمريكية بحتة وذلك واضح من خلال الدورين الذين لعبهما رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وبشار الأسد الرئيس السوري. 

ويوضح المليك لـ"دنيا الوطن" بأن التمويل في البداية كان بدائي ثم تحول فيما بعد إلى تمويل ذاتي من التنظيم واعتماده على مصادر دخل متعددة، مضيفا:" بعض الدول المرتبطة بمصالح مع التنظيم قد تكون مصدر تمويل لها ودليل بعض الشخصيات المتطرفة ذات الطابع الإسلامي التي جرى القبض عليها في الكويت". 

ويشير إلى أن الإنحراف الفكري الذي جرى لتنظيم داعش عن المسار السني السليم وعدم تطبيقه وتشويه لدين الإسلام ولأفكار الشباب الذين غرر بهم، لافتاً إلى أن مجموعات كبيرة من الشباب انسحبوا من التنظيم بسبب كشف حقيقة التمويل. 

وعن إمكانية وجود يد لدول الخليج في دعم التنظيم، يؤكد أن بعض الشخصيات الإسلامية التي تمتلك المال دعمت التنظيم في البداية من أجل الدفاع عن الشعب السوري إلا أنه انحرف عن المسار الصحيح فحادت عن تمويلهم. 

ويضيف:" هناك شخصيات سعودية واماراتيين وكويتيين دعموا التنظيم بأموال في بداية الأمر كونه حمل فكراً إسلامياً قبل أن يتوقفوا عن ذلك بعد أن انكشفت صورة التنظيم وأفكاره المشوهة التي يحملها". 

وعن اتهامات الأمير الحسن بن طلال بأن دول الخليج تقف وراء تمويل التنظيم، اعتبر المليك أن هذا الأمر عاري عن الصحة تماماً، قائلاً:" اتهام الدول غير اتهام الشخصيات لكن اتهام الأفراد هو السليم". 

وشدد على أن المجتمع الدولي معني بتدمير سوريا بشكل كامل وإراحة الاحتلال الإسرائيلي لعقود سنوات طويلة دون تكلفة كل من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أي ثمن باهض، لافتاً إلى أن الأزمة السورية قد تستمر لخمس سنوات مقبلة مع الإبقاء على تنظيم داعش. 

وتابع:" بعد عدة أشهر على التحالف الدولي ضد التنظيم، ثبت صحة النظرية التي تحدث بها الكثير من المراقبين بشأن صعوبة القضاء على داعش من الجو والحاجة إلى وجود قوى أرضية على الأراضي السورية للمحاربة". 

ويوضح المليك بأن جيش الإسلام الموجود في سوريا غالبيتهم سوريين يدافعوا عن الشعب السوري وهم التنظيم الوحيد الذي يحصل على تمويل من المملكة العربية السعودية من أجل الاستمرار في الدفاع عن سوريا والشعب السوري. 

وبين أن كل دولة لها مصلحة في سوريا تقوم بدعم إما داعش أو جبهة النصرة أو جيش الإسلام، مشيراً إلى أهمية مغادرة الشباب السوري لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.