حق للجميع- "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" بقلم دونالد بلوم

حق للجميع- "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" بقلم دونالد بلوم
حق للجميع- "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"
بقلم دونالد بلوم

القنصل الامريكي العام في القدس

ان التعليم يغير الحياة. والتعليم يفتح الأبواب. هذه هي عبارات أسمعها مرارا وتكرارا من خريجي برامج التبادل التي ترعاها الحكومة الأميركية والذين قرروا السفر إلى الولايات المتحدة للدراسة في أرض بعيدة. فلماذا هذا التأثير الكبيرللتعليم؟ ربما تكون الاجابة في  المثل العربي القديم القائل ان " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".

في الأسبوع الماضي شاركت القنصلية الأمريكية العامة في القدس بعثات دبلوماسية أمريكية اخرى في جميع أنحاء العالم للاحتفال بأسبوع التعليم الدولي- والهدف منه هو التركيز على اهمية التعليم والتبادل الاكاديمي الدولي وتعزيز برامج إعداد الطلاب والمهنيين لعالم يتزايد فيه الترابط والاعتماد المتبادل.

  موضوع أسبوع التعليم الدولي لهذا العام هو "حق للجميع"، وهذا الشعار يعكس ما توليه الولايات المتحدة من اهمية قصوى للتعليم والتبادل الاكاديمي. يتفق الفلسطينيون والأمريكيون على أن للجميع الحق في التعليم، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الوضع الاقتصادي. وكجزء مهم  من هذا التعليم، فان الدراسة في الخارج توفر للطلاب فرصة التبحر في مجالات اوسع من غرف دراستهم من خلال التعرف على وجهات نظر جديدة وأفكار جديدة، بالاضافة الى بناء لفهم افضل عن مسؤولياتنا العالمية. ان الولايات المتحدةالامريكية  تفخر بما لديها من تقليد عريق  بخصوص التعليم وعندها كليات وجامعات تعتبر من الاكثر عراقة في العالم. والتنوع في جامعاتنا هو واحد من أسباب نجاحنا. وتحقيقا لهذه الغاية، ترحب جامعاتنا في الولايات المتحدة  بالطلبة الفلسطينيين. والحكومة الامريكية أيضا ترحب بالفلسطينيين للدراسة وإجراء البحوث جنبا إلى جنب مع طلاب وباحثين أميركيين، ونحن نريد التأكد من اطلاع الفلسطينيين على العديد من فرص التبادل التي نقدمها.

هناك شابة فلسطينية تدعى لونا حضرت أسبوع التعليم الدولي الذي اطلقته القنصلية الأمريكية. وقد عادت لونا  مؤخرا من برنامج تبادل فولبرايت في جامعة جولدن جيت في مدينة  سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا. وقالت ان الدراسة في الولايات المتحدة غيرت حياتها ووفرت لها اللقاء بأساتذة مميزين واكتساب رؤى جديدة والتعرف على ثقافات جديدة. ولكنها قالت أيضا ان تجربتها في الولايات المتحدة علمتها الكثيرعن بلدها. لقد علمتها تلك الرحلة الكثير عما تتمناه لبلدها ومستقبلها. ومما يثلج صدري أن أرى عددا من الطلاب الفلسطينيين والذين، كما فعلت لونا، عادوا من دراساتهم في الولايات المتحدة ليكون لهم دورا مؤثرا في مجتمعات واقتصاديات بلدهم.

ومن احاديث هؤلاء الخريجين ومن تجربتي الشخصية، دعوني اخبركم  عن الاهمية القصوى للدراسة في الخارج. عندما يترك الناس راحة مجتمعاتهم وروتينهم ويجدون أنفسهم في مكان جديد ولغة جديدة وبيئات اجتماعية جديدة، فإن ذلك يجعلهم اكثر دراية بعالم اوسع من الذي تعودوا عليه. فيتعلمون فهم وتقدير وجهات نظر مختلفة وربما إيجاد ما يماثل مواقفهم في اغرب المواقع، ويبدؤون برؤية إمكانيات جديدة تمكنهم من إحداث تغيير مؤثر في بلدهم. والدراسة في الخارج لا تمنح الفلسطينيين المهارات والمعرفة ليكونوا أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية الجديدة فحسب بل انها أيضا توفر لهم الخبرة والاعتماد على الذات والتعرف على وجهات النظر العالمية الضرورية لبناء اقتصاد حيوي وقوي وقائم على المعرفة والذي تستحقه الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 بالإضافة إلى كل ذلك، فان التعليم الدولي يسمح للطالب بإجراء اتصالات حقيقية مع اناس لم يكن ممكنا اللقاء بهم دون ذلك. يمكن للأمريكيين والفلسطينيين أن يعرفوا بعضهم البعض على المستوى الشخصي ويمكنهم ايضا التعرف سويا على التحديات والإحباطات اليومية  وكذلك الأفراح والاحتفالات وكلها تملأ أيامنا. ويمكنهم تبادل الاحاديث عن ثقافاتهم التي تتجاوز العناوين الاخبارية. واستطيع ان اؤكد ان مع هذا الفهم المتزايد سيكون هناك مستقبل أفضل للتعاون الأمريكي الفلسطيني. ويمكنني ايضا أن أؤكد لكم أن الطلبة الفلسطينيين في أمريكا، ومنهم ما يزيد عن 450 طالبا درسوا في المدارس الثانوية والجامعات الامريكية في العام الماضي، أؤكد ان بامكانهم ان يصبحوا سفراء مميزين ويبنون صداقات شخصية يؤثرون بها على وجهات نظر كل أميركي يجتمعون به. وشهد هذا العام زيادة بنسبة ستة بالمئة في عدد الفلسطينيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة مقارنة بالعام الدراسي الماضي. وأملي هو أن يستمر عدد الفلسطينيين الذين يدرسون في امريكا في الازدياد.

في  الشهر الماضي قمت انا وزملائي من القنصلية الأمريكية في القدس بلقاء مجموعة من المعلمين وقيادات تعليمية وطلبة فلسطينيين من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. ومن خلال هذه اللقاءات، سمعنا الرسالة بشكل واضح: الا وهي ان الولايات المتحدة يمكن أن تفعل المزيد لجلب التجربة التعليمية الأمريكية ليستفيد منها الفلسطينيون من خلال برامجنا الثنائية القائمة. ونحن نأمل أن نفعل ذلك من خلال البرنامج المميز فولبرايت للأكاديميين والطلاب وبرنامجنا المعروف بالزائر الدولي القيادي والذي يشارك فيه مئات المهنيين الفلسطينيين في السفرإلى الولايات المتحدة، وايضا البرنامج الناجح لمنح الدراسية الإنجليزية المعروف بآكسس والذي لا يزال أكبر برنامج تعليم اللغة الإنجليزية للحكومة الامريكية في العالم.

 نحن نعمل بجهد لجعل هذه البرامج التعليمية التبادلية الأمريكية أكثر توفرا للفلسطينيين من أي وقت مضى.  ونحن نسعى من خلال برنامج اديوكيشن يو اس ايه لتسهيل حصول المعلومات للطلبة الفلسطينيين الراغبين بالدراسة في امريكا، ونحن نقدم ايضا معلومات منتظمة عن فرص التبادل الأكاديمي الامريكي وبرامج الدراسة في الخارج في وسائل الاعلام الاجتماعي المختلفة. والتزامنا بتعزيز السفر والدراسة في الولايات المتحدة يعكسه عدد التأشيرات التي أصدرناها   للفلسطينيين في العام الماضي. ففي عام 2014، أصدرنا تأشيرات دخول للفلسطينيين يزيد عن أي سنة من السنوات العشر السابقة ونأمل أن يستمر هذا العدد في الازدياد. وتستثمر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أيضا في برامج التعليم الفلسطينية والتي تساعد على تحسين جودة التعليم والمناهج الدراسية. وساعدت برامج الوكالة حتى الآن أكثر من 94000 طالبا مما ساهم في الارتقاء بنتائج الاختبار الموحد في اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.

كما هو الحال مع لونا، يستحق الطلبة الفلسطينيين كل فرصةلللحصول على تعليم على مستوى العالمي. وجميع الشباب الفلسطيني يستحق الحصول على نظام تعليمي يساعدهم على أن يصبحوا مواطنين على مستوى عالمي من العلم والدراية والوعي بالقضايا الدولية. ونحن نختم أسبوع التعليم الدولي بالتأكيد على وعدنا بأن القنصلية الأمريكية العامة ستظل ملتزمة بزيادة الفرص التعليمية للفلسطينيين وتحسين نوعية التعليم للجميع. لماذا؟ لأن التعليم يغيرالحياة ويفتح الأبواب ويبني الذكريات الابدية المنحوتة في الحجر لصالح كل من مجتمعينا. اجعلونا نتساعد لجعل هذا ممكنا. ساهموا في نشر فوائد التعليم الدولي.