سأرفع علم فرنسا على شرفة منزلي فيما لو ..؟ : فزعة الشاورما في غزة

سأرفع علم فرنسا على شرفة منزلي فيما لو ..؟ : فزعة الشاورما في غزة
كتب غازي مرتجى

*
حُلم الهجرة لا يندثر عند الشباب العرب و فئةٌ كبيرة منهم يبنون آمالهم وأحلامهم على بلاد الواق واق .

على فيسبوك بدأ النشطاء بحملة تغيير "صورة البروفايل" الخاص بهم مموجّة بالعلم الفرنسي كنوع من التضامن مع ضحايا الارهاب الذي ضربها وأدّى لمقتل مائة وخمسين شخصاً .

أما وإن كان هذا التضامن من الشباب العربي والفلسطيني بشكل خاص سيجلب دعماً للقضايا العربية وقضية فلسطين وسيُنهي الاحتلال الاسرائيلي الأوحد في العالم , أو حتى كشف حقيقة استشهاد ياسر عرفات , فلن أكتفي بتمويج صورتي الشخصية على فيسبوك وتويتر , بل سأبادر برفع العلم الفرنسي على شرفة منزلي .

التضامن مع فرنسا نابع من تضامننا مع الضحايا الابرياء وهم مثلهم مثل الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصريين ممن تضربهم أذرع الإرهاب مختلفة الأيدلوجيات .. وتضامننا مع الأبرياء في فرنسا من جانب إنساني بحت يتعامل مع الظلم بميزان واحد ..

إن العرب وللأسف الشديد يعشقون التقليد الأعمى حتى دون "تعديلات" , فقبل فترة أطلق الشواذ حول العالم مبادرة لتغيير صورة "البروفايل" على الفيسبوك بألوان رينبو مموجّة فوجدنا عدد كبير من المقلدّين فقط من جانب "أنا مع الحرية ومع التنوير" .. وهو لا يدري أن غالبية العالم المُتزّن يعتبر هذه الفئة من الشواذ غريبة عن الطور الإنساني والخلق الرباني الذي كرّم الإنسان .

آسف شديد الأسف  على عجز الإعلام العربي بمثقفيه وإعلامييه ومُغردّيه على إطلاق حملة تضامن مع سوريا مثلاً .. أو مع فلسطين المُشتعلة منذ شهر ونيّف , حتى في حرب غزة التي حصدت 17 ضعف عدد الضحايا في فرنسا لم نجد حملة مُنظمة ومستمرة تصل بصوت المظلومين للعالم .. بل ربما ساد صوت الظالم بإعلامه وقدراته الإبداعية .

التقليد صفة سيئة وللأسف يُتقنها العرب ولم نجد مجالاً للتفكير والإبداع لاستنهاض الفكر والثقافة التي باتت أمام طريقين إما تقليد أعمى للغرب بحسناته وسيئاته .. أو التحوّل نحو التشدد والتطرف .

**

فزعة وزارة الاقتصاد بغزة ضد بعض المطاعم في القطاع التي تنتهج عمليات البيع المغشوش "كما صدر على لسان وكيل الاقتصاد المساعد الباز" وتراجع الوزارة على طريقة "فنجان قهوة" يؤكد أنّ "الطاسة ضايعة" ..

الوزارة مُطالبة بالتوضيح للمواطنين عن ماهية التصريحات التي أُطلقت واتهمت بها محال شهيرة بغزة بـ"الغش" وتراجُع الوزارة فيما بعد بل وفرض أصحاب تلك المحال ضرورة رد اعتبارهم من قبل الوزارة .

أعتقد أنّ سلامة المواطن وصحته لا تُدار بـ"الصحوبية" و "العطوات" , فحجم التضامن والتأييد لما أعلنته وزارة الاقتصاد كان كبيراً وانطلق المغردون بمطالبات للوزارة بالكشف الدوري على المتلاعبين بأرواح الناس .. لن يتكرر مستقبلاً ..

أما وقد انتهت هذه "الفزعة" بهذا الشكل الذي أقل ما يوصف به بأنه "مهين" فأي تصريحات قادمة لن تكون على قدر من الاحترام والتصديق عند المواطنين وسيتعامل معها المواطنون على أنها "فزعة" جديدة لا تُسمن ولا تغني من جوع وستنتهي على فنجان قهوة .. أو غيرها !

التعليقات