الدكتورة أنسام صوالحة...المرأة الأولى التي تحصل على رتبة أستاذ في علم الأدوية والسموم على مستوى الشرق الأوسط

الدكتورة أنسام صوالحة...المرأة الأولى التي تحصل على رتبة أستاذ في علم الأدوية والسموم على مستوى الشرق الأوسط
رام الله - دنيا الوطن
لعلّ التقدم الكبير الذي أحرزته النساء في مختلف المجالات يمثّل الإرث الحقيقي لجيل صاعد من السيدات الناجحات، ومع تخطي النساء حدود ما يمكن تحقيقه، اصبحت المرأة شريكاً حقيقياً في المجتمع، كيف لا وهي الأم والمربية والمعلمة والزوجة.

امٌ لثلاثة أبناء ومدرسة لأجيال، تميزت بمسيرتها الناجحة على المستويين الشخصي والمهني، هي الدكتورة أنسام صوالحة، عضو هيئة التدريس في قسم الفسيولوجيا والأدوية والسموم في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية، التي توجت مسيرتها الحافلة بحصولها مؤخراً على رتبة أستاذ (بروفيسور) في علم الأدوية والسموم لتكون بذلك المرأة الأولى على مستوى الشرق الأوسط التي تحقق إنجازاً من هذا النوع.

وعند تتبع السيرة الذاتية للبروفيسورة أنسام والتي حفلت بالعديد من الإنجازات على كافة المستويات والأصعدة، سيغدو من الجلي للقارئ مدى التميز التي وصلت إليه لتصبح نموذجاً حقيقياً للمرأة الفلسطينية الناجحة والمثابرة.

المؤهلات العلمية.....

حصلت البروفيسورة أنسام على شهادة الدراسات العليا من جامعة تكساس في اوستن في الولايات المتحدة الأمريكية في تخصص علم السموم (ولاية تكساس/ الولايات المتحدة الامريكية)، علماً أنها كانت من ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى أمريكا في علوم الصيدلة في ذلك الوقت، في حين حصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم التكنولوجية الأردنية في اربد، وبالرجوع لمراحلها الدراسية فقد درست في مدارس عصيرة الشمالية.

الإنجازات والمناصب الجامعية....

لعل ما تبوءته البروفيسورة أنسام من مناصب في جامعة النجاح يجعلها جزء لا يتجزء من الجامعة وعَلم من أعلامها التعليمية التي يشار اليها بالبنان، ومن أهم هذه المناصب أنها أسست أول مركز للسموم والمعلومات الدوائية في جامعة النجاح ليوفر معلومات لمن يحتاج حول الأدوية والسموم، وتولت منصب مديرة المركز لعدة سنوات، كما أنها كانت عميدة سابقة لكلية الصيدلة في جامعة النجاح (كما كانت تسمى في ذلك الوقت)، وعميدة سابقة لكلية التمريض في جامعة النجاح (كما كانت تسمى في ذلك الوقت)، و منسقة سابقة للدوائر الطبية الأساسية في الجامعة، ورئيسة سابقة لقسم علم الأدوية والسموم في الجامعة، إضافة الى كونها منسقة لبرنامج الماجستير (الصيدلة السريرية).

الأبحاث...

قدّمت البروفيسورة أنسام خلال مسيرتها الأكاديمية أكثر من 80 بحثاً رفدت من خلالهم جل ما تمتلكه من معرفة وعلم في تخصصها، رافعةً بذلك من إسمها وإسم جامعة النجاح الوطنية وفلسطين في مختلف الجامعات والمجلات العالمية، ومن أهم هذه الأبحاث: حالات التسمم الواردة لمركز السموم، والرصاص في دم الأطفال في فلسطين وسميته، والتسمم العمد (الإنتحار بالسموم) في فلسطين، وتأثير مستخلصات الأعشاب على كريات الدم الحمراء، والتسمم في الأطفال تحت سن 6سنوات، والتسمم بالمبيدات، وتناول الأدوية خلال الحمل ومخاطرها، وغيرها الكثير من أبحاث السموم ولكن لا يتسع المجال لذكرها كلها.

أول امرأة فلسطينية يتم تكريمها في البيت الأبيض.......

إنجازاتها اللامحدودة في علم الأدوية والسموم فتحت لها ابواب التكريم والجوائز، لتكون أول امرأة فلسطينية تدخل قاعة المشاهير المسماة "نساء عالمات" في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم تكريمها في البيت الأبيض، كم أنها حصدت العديد من الجوائز الأخرى في مسيرتها والتي كان من أهمها: بعثة للبحث العلمي في ألمانيا ممولة من مؤسسة DAAD، و المرتبة الأولى في مسابقة "فكرة ومشروع رائد" من منتدى سيدات الأعمال، حيث كانت الفكرة حول تدوير الورق، وبعثة Fulbright للدراسات العليا من الحكومة الأمريكية، ومنحة من جامعة تكساس في أوستن، وخمس رسائل شرف من إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا للتميز العلمي.

المشاركة في المؤتمرات والفعاليات الإعلامية...

كما أن مسيرة البروفيسورة حافلة بالمشاركة في المعارض والفعاليات الإعلامية والتي من أهمها: المشاركة في مؤتمر شمال أمريكا لعلماء السموم السريرين لعدة سنوات، والمشاركة في مؤتمر الإتحاد الاوروبي لعلماء السموم السريرين ومراكز السموم لعدة سنوات، ومؤتمر الزيتونة للصيدلة لعدة سنوات، والعديد من المؤتمرات الأخرى في جامعة النجاح وغيرها.

كما قامت البروفيسورة أنسام بإجراء أكثر من 200 مقابة إذاعية، وأكثر من 20 مقابة تلفزيونية محلية وعربية وأجنبية، وأكثر من 15 حوار لصحيفة محلية وأجنبية، عدا عن كونها ناشطة في مجال الترجمة وذلك في مجال السموم وكذلك فيما يتعلق بالبحث العلمي واصلاح التعليم مع البروفيسور المشهور فاروق الباز.

المشاريع....

وعند الحديث عن المشاريع التي كان للبروفيسورة أنسام دور بها فلا بد أن نذكر أنها مبتكرة ومديرة مشروع Go Girls الممول من القنصلية الأمريكية لتشجيع طالبات المدارس على التوجه نحو البحث والعلوم، حيث تم تنظيم فعاليات المشروع لمدة أربع سنوات، ومبتكرة ومديرة مشروع تطوير المرأة في الحقل العلمي ومعرفة الصعوبات التي تواجهها والممول من القنصلية الامريكية، و مديرة مشروع ترشيد إستهلاك الأدوية والممول من الوكالة الفرنسية للتنمية.

العضويات في مؤسسات محلية وعالمية...

تعتبر البوفيسورة أنسام العضو الأول والوحيد من فلسطين في الأكاديمية الأمريكية لعلماء السموم، وعضو في نقابة العاملين في جامعة النجاح الوطنية، وعضو في نقابة الصيادلة الفلسطينيين، وعضو في نقابة الصيادلة الأردنيين، وعضو سابق في جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات، كما أنها ضمن قائمة أكثر خمسة أشخاص ناشطين في البحث والنشر في جامعة النجاح.

وراء كل امرأة عظيمة...إمرأة

ترى البروفيسورة أنسام أن سر نجاحها في حياتها المهنية هو والدتها التي لم تكف أبداً عن تشجيعها والايمان بقدرتها في الوصول الى القمة، ولطالما شجعتها وساعدتها لتحقيق النجاح، فحتى في المواقف التي لم تتمكن فيها البروفيسورة من الوصول لما تريد، كانت تجد أن والدتها تشجعها وتقول لها بأن تنسى ما حصل وتركز على الهدف القادم.

 لقد حظيت البروفيسورة بدعم منقطع النظير من والدتها ومن آخرين في اسرتها كانوا بمثابة قدوة لها، فهي تذكر جدها الذي تعلمت منه الكثير ، وتقول البروفيسورة أنسام في هذا السياق " وأنا صغيرة كنت أسال جدي عن بعض أبيات الشعر أو الوظائف المدرسية البيتية، فكان يأخذ أحد كتبه القديمة ونبحث سوياً عن الاجابةً، كانت تعجبني الطريقة التي يمسك فيها الكتاب وكأنه شيء مقدس ومنه تعلمت حب القراءة"، كما أنها تأتي من عائلة حريصة على العلم حيث كان والدها مدرساً في جامعة النجاح وجدها مديراً للتربية والتعليم في محافظة نابلس، مما جعلها تتفوق في دراستها منذ الصغر حيث كانت تحصل على درجة 100% وخصوصاً في المباحث العلمية.

 

البروفيسورة أنسام....الأم والمربية

نجاح البروفيسورة أنسام لا يقتصر على حياتها المهنية بل يصل لحياتها الشخصية، فهي أم لثلاثة أبناء، حرصت على أن تنقل لهم حبها وشغفها في التعليم ليكملوا مسيرةَ نجاحٍ ميزت العائلة، ولكنها ترى في الوقت ذاته أن دعم أبنائها ومحبتهم لها كان له دورٌ كبير فيما وصلت إليه من تميز.

اخيراً ترى البروفيسورة أنسام أن لا شيء مستحيل في الحياة وأن الانسان عندما يصمم على هدف ويسلك الطريق الصحيح نحوه.... فإنه سيحققه.