الموسوي: نحن وحدنا والمقاومون الأشراف في الشعب الفلسطيني وغيره من يقاوم هذا العدو

رام الله - دنيا الوطن-محمد درويش 
القى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب في البرلمان اللبناني السيد نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد القائد الحاج علي حسين بلحص في حسينية صديقين في جنوب لبنان ، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، وقيادات حزبية وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وقد قال في كلمته:

إننا حين نواجه العدو التكفيري في سوريا، فإننا لا نخوض حرباً طائفية ولا دينية، بل نواصل حربنا مع العدو "الصهيوني"، فحربنا مع العدو التكفيري في سوريا هي حرب مع العدو "الصهيوني" الذي اتخذ من التكفيريين أداة لمواجهتنا ولطعننا في ظهورنا، والأدلة على الرعاية الإسرائيلية لجبهة النصرة واضحة وجلية، وعلى سبيل المثال، تلك التي كشف عنها أحد الأبطال من الجولان المحتل البطل "صدقي المقت"، حيث انكشفت هذه الرعاية عندما هاجم جرحى النصرة بلدة حضر في الجولان، ونقلوا بسيارات إسعاف الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات الإسرائيلية، فأنزلهم شباب مجدل شمس من السيارة الإسرائيلية وضربوهم حتى قتلوا واحداً منهم، وعندها لاحقت السلطات الإسرائيلية الشبان الذين أوقفوا سيارة الإسعاف الإسرائيلية وزجت بهم في السجون.

إننا لا نقاتل جبهة النصرة بوصفها تنظيم إرهابي بقدر ما أنها أداة إسرائيلية كغيرها من المجموعات التكفيرية في سوريا أياً كانت الأسماء التي تتخذها سواء داعش أو جيش الفتح أو غيرها من التسميات، فهذه المجموعات ليست إلاّ أدوات لغزو أميركي وإسرائيلي الذي هاجمنا في عام 2006 وواجهناه هنا في قرى الجنوب، يشن الحرب علينا عبر الإلتفاف وراء ظهورنا لضرب طريق إمدادنا وعمقنا الإستراتيجي في الدولة المقاومة التي إسمها سوريا، وذلك بعد عجزه عن مواجهتنا هنا في ساحة الجنوب، بينما نحن وفي حقيقة الأمر لا زلنا في طليعة من يواجه العدو "الصهيوني"، ولا زالت معركتنا هي مع العدو "الصهيوني" في سوريا أيضاً،

ومن هنا كان ينبغي أن نبقى جميعاً على أتمّ الاستعداد لمواجهة الاعتداءات "الصهيونية" التي في أهم أشكالها الاختراق الأمني، ولم تكفّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن العمل على اختراق البيئة اللبنانية لملاحقة المقاومة، وقد تمكّن اليوم جهاز الأمن العام اللبناني من القبض على شبكة عميلة للعدو "الصهيوني" من مهامها مراقبة كوادر المقاومة.

إننا نهنئ هذه المؤسسة العاملة بجد في مواجهة الاختراقات الأمنية "الصهيونية" وفي ملاحقة الاختراق التكفيري للمجتمع اللبناني، وإن الالتزام بمواجهة المجموعات التكفيرية لا يقتصر على المجندين في هذه المجموعات، بل ينبغي أن يلاحق من يقوم بتسفيرهم وبنقلهم إلى لبنان، بالإضافة إلى تجنيدهم وتمويلهم، وكذلك من يحرض على الإنتماء إلى النهج التكفيري،

ومن هنا نطالب المؤسسات القضائية اللبنانية والأمنية بأن تلاحق العمل الإرهابي التكفيري بجميع مستوياته من التحريض إلى التجنيد مروراً بالتمويل والنقل، ولا يقتصر احتواء هذه المجموعات على إلقاء القبض على من يثبت انتماؤه إلى مجموعة تكفيرية، بل يجب أن نسأل هل وضعت اليد على شبكة نقل الأموال من أمراء الخليج إلى أمراء الإرهاب التكفيري في لبنان، وهل قامت الجهات المعنية اللبنانية بمسؤولياتها بتجميد حسابات الأمراء الخليجيين الذين يموّلون الأرهابيين في لبنان وسوريا.

إننا إذ نهنئ الأمن العام اللبناني على انجازاته، فإننا نحثّ الأجهزة الأخرى على القيام بواجباتها أيضاً، لأن الأهمية هي هنا، وبهذا المجال نثني على الشجاعة التي تجلّت في القبض على مهربٍ

وفي هذا المجال نرى أنه يجب أن تنبهنا هذه الحملة على قناة الميادين إلى حقيقة المؤسسات الأخرى التي لو كانت جادة في تحمّل مسؤولياتها تجاه المقاومة لكانت أُقفلت كما أقفل عربسات قناة الميادين، وبالتالي فإن هذا يدلّنا على أن النظام الإعلامي العربي منسجم مع النظام السلطوي العربي في قمع نهج المقاومة لإحلال نهج الفرز الطائفي والمذهبي بديلاً عنه، وفي المقابل لماذا لا تقفل القنوات الطائفية ولا تلك التي تحرّض المسلمين على بعضهم البعض طوائف ومذاهب،

إننا في المواجهة لا ننسى رفقاءنا بالدرب، فاليوم كما الأيام التي مضت خرجت شابة حرّة من أحرار فلسطين، وشريفة من شريفاتها حاملة سكيناً لتطعن جندياً إسرائيلياً، وكذلك أطلق الجنود "الصهاينة" أمس 14 طلقة على امرأة عمرها 72 عاما، بتهمة أنها تريد طعن جندي إسرائيلي، فنحن وفي هذا الإطار فإننا إذ نثني على شجاعة الشعب الفلسطيني بشبابه وشاباته وشيبه، إلا أننا نسأل في الوقت نفسه عن أطنان السلاح التي تلقى إلى المجموعات المسلحة التي تعيث فساداً في سوريا،

، لا يجد بعض العرب وقتاً لتزويد الشعب الفلسطيني بالسلاح الذي يتيح له مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعدما لم يجد إلاّ السكين لمواجهة هذا الاحتلال، وفي المقابل فإنه سبق أن تحمّلنا مسؤولياتنا بتسليح الشعب الفلسطيني، وقد أسر لنا مقاومون في الأردن ومصر وغيره من الدول وداخل فلسطين، فالشهيد فوزي أيوب الذي استشهد في سوريا كان معتقلاً سابقاً في سجون الكيان "الصهيوني"، لأنه كان يتولى تدريب المقاومة الفلسطينية، ونحن سنبقى نتحمل مسؤولياتنا في مواجهة هذا العدو" الصهيوني" الذي هو أساس الشر، والذي تدور أحداث المنطقة بهدف حمايته، ففي عام 1982 قرأنا في الصفحة ما قبل الأخيرة في جريدة السفير مقالاً لكاتب إسرائيلي اسمه "أودب يانون" بعنوان: "خطة إسرائيل في الثمانينيات" حيث يتحدث فيها عن الأحداث وكأنها تتحقق اليوم، من تقسيم السودان، إلى الاضطراب في مصر، إلى ضرب الصمود السوري، إلى غير ذلك من أمور كتبت آنذاك وقيل عنها إنها أوهام وأحلام، ولذلك فإننا نؤكد أن العدو "الصهيوني" لا يزال هو محور المواجهة، ولا زلنا نحن وحدنا والمقاومون الأشراف في الشعب الفلسطيني وغيره من يقاوم هذا العدو، فقدمنا الشهداء وسنبقى في هذا الدرب، ولن نحيد عنه.

التعليقات