"ريهام عودة" أول فلسطينية تزاحم الرجل في منطقة التحليل السياسي!

"ريهام عودة" أول فلسطينية تزاحم الرجل في منطقة التحليل السياسي!
رام الله - دنيا الوطن - من منى حلس

هذه المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية، تُعد من  أخطر المراحل السياسية و الأمنية  في حياة الشعب الفلسطيني، بما يلفها من غموض سياسي، يصعب من خلالها  استشراف المستقبل الفلسطيني في ظل انعدام الأفق السياسي لإيجاد حل نهائي  لمسألة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ، وذلك بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي و انخفاض مستوى  الدعم العربي و الدولي للقضية الفلسطينية، مع انشغال دول العالم الكبرى في محاربة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي المتطرف الذي يقوده تنظيم داعش  في سوريا و العراق، و اشتعال أتون الصراع الإسلامي الداخلي بين معسكري السنة و الشيعة في منطقة  الشرق الأوسط ، فباتت القضية الفلسطينية عند العرب و أعضاء المجتمع الدولي قضية ثانوية مؤجلة لأجل غير مسمى، لذا على الفلسطينيين أن يعوا جيدا قواعد اللعبة السياسية و الأمنية الجديدة في المنطقة، وأن لا ينشغلوا في صراعات داخلية، من شأنها أن تُضعف الصف الفلسطيني و تعيق الطريق أمام الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.

هكذا وصفت ريهام عودة في لمحة سريعة ومجملة المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية، بعين محللة سياسية لم تقتصر فقط على المشهد المحلي بل شملت الحالة السياسية الاقليمية.

تعتمد عودة الأسلوب المحايد الموضوعي في تحليل القضايا السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط، الذي يعتمد على أكثر من مصدر في قراءة وتحليل الخبر، كونها لا تتبنى وجهة نظر فردية بل تقوم بعمل مقارنة موضوعية وتحليل نقدي بين ما يتم نشره وبين ما يحدث بالفعل على أرض الواقع، وتستبعد أيضا نظرية المؤامرة في تحليلها السياسي للقضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني و الملف الإقليمي والدولي، فتفسير الحدث بوجهة نظرها السياسية يعتمد على التحليل السياسي المنطقي الذي يفصل بين العاطفة و العقل، وذلك طبقا للمعايير الدولية المتعارف عليها من حيث استخدام المصطلحات و التعبيرات السياسية، وتوجيه النقد البناء الذي يخلو دائما من لغة العنف و التحريض على الأخر، والذي يعتمد أيضا على الاستشهاد بأدلة موضوعية وتاريخية.

المحللة السياسية ثلاثية الابعاد

أما عن الفرق بين ما تقدمه المرأة في مجال التحليل السياسي عن غيرها من فئة الرجال ترى عودة أنه يكمن بمدى إلمام المرأة بالقضايا الاجتماعية الداخلية وتعمقها بالقضايا النسوية، التي تنعكس على الحالة العامة وتؤثر وتتأثر بها، وهذا يمكن أن يجعل منها اضافة على عالم التحليل السياسي، قادرة  على تقديم  وجهة نظر ثلاثية الأبعاد وأكثر عمقا حول ما يدور داخل المجتمع و محيطه و خارجه، مع القدرة على التعبير عن أفكارها  تجاه الهم الوطني و التعبير عن قلقها حول مستقبل أبناء وطنها، و الرغبة بحقن الدماء و العيش في أمان وسلام.

والجديد الذي تقدمه عودة في التحليل السياسي؛ هو تحليل سياسي اجتماعي و إنساني بالدرجة الأولى،  يهدف إلي توعية  القراء في مجال الديمقراطية و حل النزاعات، و يبتعد عن لغة المبالغة و التهويل، فتحاول الكاتبة والمحللة من خلال كتابتها إلقاء الضوء على القضايا الإنسانية و الاجتماعية و الوطنية التي تشغل هم المواطن العادي بلغة مهنية بسيطة ومباشرة، وفي نفس الوقت تحاول أن تبعث رسائل للقادة و المسئولين بضرورة عمل تقييم ذاتي داخلي لطريقة إداراتهم للملفات الوطنية و السياسية التي تتحكم بمصير شعبهم، و ضرورة مراعاتهم للجانب الإنساني المتعلق بالمدنيين، مع الأخذ بعين الاعتبار  التطورات السياسية في الساحة الإقليمية والدولية خلال أي عملية متعلقة باتخاذ قرارات سياسية جذرية، خاصة في مجال التخطيط  للحروب و تأجيج الصراعات.

قضايا الشرق الأوسط و ليس فقط القضية الفلسطينية

بحكم إتقان الكاتبة و المحللة السياسية للغات الأجنبية ( الانجليزية والفرنسية )؛ مكنها ذلك من متابعة الأحداث السياسية الدولية من مصادرها الأصلية، لينعكس ذلك على كتاباتها، من خلال استشهادها بمصادر لمعلومتها من مواقع أخبار أجنبية، لذا اهتمت أيضا عودة بربط تحليلاتها السياسية بالواقع الدولي و لم تقتصر كتاباتها فقط على ما يخص الشأن الفلسطيني، بل تناولت مواضيع عدة تتعلق بالملف الإيراني النووي و الشئون الإسرائيلية و الدور الأمريكي و الأوروبي بالمنطقة، كونها تعتقد أنه لا يمكن الحديث عن القضية الفلسطينية بدون تناول التأثير الدولي و الإقليمي عليها وبدون قراءة ما يحدث من تغيرات إقليمية في المنطقة التي قد تنعكس سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية.

مقالات سياسية و ظهور تلفزيوني

من أهم المقالات السياسية التي نشرتها  الكاتبة والمحللة السياسية ريهام عودة عبر مدونتها الالكترونية "قضايا الشرق الأوسط " وعبر مواقع الأخبار الفلسطينية والعربية و المجلات السياسية المطبوعة، هو مقال يناقش ملف عرقلة المفاوضات الفلسطينية، بسبب ملف الأمن الإسرائيلي بعنوان "مفاوضات السلام و عقدة الأمن الإسرائيلية "، ومقال أخر يناقش المخاوف العربية من الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة لعدة مقالات  سياسية أخرى تناولت الهم الشعبي الفلسطيني في التحرر و الاستقلال بعنوان "من ينقذ الشعب؟، البحث عن البطل" و "البؤساء و أمن إسرائيل".

وقد شاركت عودة كأول محللة سياسية في فلسطين منذ عام 2012، بتحليلاتها السياسية عبر عدة محطات تلفزيونية عربية و محلية، مثل تلفزيون هنا القدس و فضائية فلسطين وتلفزيون سلطنة عمان و بعض محطات التلفزة العربية الخاصة مثل قناة الشروق الجزائرية و قناة (JNC)  الأردنية. وللكاتبة عدة أبحاث سياسية منشورة في مجال المشاركة السياسية للمرأة ضمن الأحزاب السياسية الفلسطينية، وفي ملف مفاوضات السلام إلي جانب أبحاث أخرى تناولت دور الشباب الفلسطيني في  إنهاء الانقسام الفلسطيني عبر استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي الجديد، لتصنع لنفسها نهجا مميزا وحصيلة اعمال موثقة تمكنها من التحليق في سماء التحليل السياسي بقوة.