تعرف على حياة المرأة السامرية .. فترة نقاهة كل شهر لا تطبخ ولا تلامس أطفالها

نابلس - خاص دنيا الوطن - من عزيزة ظاهر 

المرأة السامرية كانت ومازالت تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع السامري، تكاد توازي مكانة الرجل دينيا واجتماعيا وثقافيا، وقد اتخذت من التمسك الديني أساسا، والحياة الاجتماعية قانونا، كمقياس لتنظيم حياتها وبرمجتها وفقا للشريعة السامرية، ويظهر ذلك جليا في فترتي الحيض والنفاس لدى المرأة السامرية.

الكاهن الثمانيني عبد الله السامري رئيس الطائفة السامرية يقول لمراسلة دنيا الوطن :" الطهارة عند السامريين ركن وأساس في دينهم، فالرجل لا يجوز له أن يخرج من البيت إلا إذا كان طاهر البدن وعليه الاغتسال بعد عملية الجماع والاستحلام وكذلك إذا لمس حيوانا محرما أكله أو لمس جثمان ميت".

 عزل السامرية الحائض

يضيف الكاهن السامري لدنيا الوطن:"  نصت تعاليم التوراة المقدسة بالحفاظ على الدورة الشهرية للنساء،حيث جاء في التوراة " وإذا كانت امرأة لها سيل، وكان سيلها دما في لحمها، فسبعة أيام في طمثها، وكل من مسها يكون نجسا إلى المساء، وكل ما تضجع عليه في طمثها يكون نجسا وكل ما تجلس عليه يكون نجسا"، ويتابع كلمة سامري تعني محافظ، لهذا فهو يحافظ على كل شيء مربوط في التعاليم الدينية التي أنزلت في التوراة المقدسة، والتي منها هذه الوصايا.

وعن طقوس عزل المرأة السامرية طيلة أيام الحيض يتابع الكاهن السامري:" يحظر على المرأة أو الفتاة السامرية طيلة أيام الحيض أن تقوم بأي عمل من أعمال البيت من طبخ و غسيل وجلي وتنظيف لغرف البيت، وممنوع أن تلامس أطفالها إلا الرضع الذين يرضعون من صدر أمهاتهم، كما ويحظر عليها ملامسة زوجها أو مصافحة أفراد الطائفة السامرية، ولا تتناول الطعام برفقتهم، فيأتيها الطعام والشراب إلى غرفتها،وان حصل ولامست أحدا من أطفالها عن طريق الخطأ يبقى نجسا حتى المساء ويجب تغطيسه بالماء وتطهيره، وفي فترة الحيض والنفاس لا تنام بجانب زوجها أو احد أطفالها فلها فراشا خاصا بها في نفس غرفة نوم العائلة، ويضيف نفس الأمر ينطبق على المرأة السامرية النفاس فإذا ولدت ذكرا عليها أن تحافظ على أيام طمثها (41) يوما،وفي حال المولودة الأنثى يجب أن تعزل نفسها (80) يوما، لان المرأة التي تنجب أنثى بحاجة لوقت اكبر حتى تتخلص من الأوساخ والإفرازات التي يفرزها جسمها".  

 الزوج يعود مبكرا

من جهته يعقوب السامري رئيس جمعية الأسطورة السامرية يقول :" عندما تكون المرأة منعزلة بسبب طمثها يقوم الزوج بعبء البيت، وإذا كان مشغولا في عمله فالواجب يقع على الأولاد، وإذا ما كان الأولاد مشغولين بالدراسة فان الجيران يقدمون المساعدة، فالنساء السامريات يتبادلن الأدوار فيما بينهن في حالة الطمث، مشددا على أن الزوج في فترة الحيض أو النفاس لزوجته عليه أن يعود مبكرا إلى بيته حتى يتابع أمور الأولاد والمنزل، وعن احد المواقف التي حصلت معه بسبب تأخيره عن المنزل ذات يوم يقول:" في إحدى المرات التي كانت زوجتي فيها حائض تأخرت عن العودة إلى المنزل وكان الجو باردا في تلك الليلة واحد أطفالي قد نزع فراشه عنه وبقي الولد بلا غطاء حتى عدت إلى المنزل وعاتبتني زوجتي يومها على التأخير بطريقة شديدة اللهجة".

طشات وشمات هوا

بدورها رفقة السامري أشارت إلى أن المرأة السامرية لا تنقطع عن العالم في هذه الفترة كما يحلو للبعض وصف هذا الانعزال، بل تستطيع السفر والذهاب لعملها في الخارج والدراسة والخروج من بيتها رحلات و نزهات كما تشاء بصحبة السامريات الأخريات اللواتي يكن في فترة الحيض مثلها " بنقضيها طشات وشمات هوا " كما تقول، مبينة أن هذا العزل هو لا ينقص من قيمة المرأة السامرية وغير جائر بحقها بل على العكس تماما فمن حق المرأة أن تحصل على قسط من الراحة وفترة نقاهة، وهي فرصة لكي يقدر الزوج قيمة زوجته وكم هي ضرورية في حياته هو وأولاده،بالإضافة إلى ما يتركه ذلك من تعاون وتالف بين الجيران .

حبوب تأخير الدورة

 وتقول رفقة بصراحة عندما تكون المرأة هي ربة البيت وتقع على كاهلها مسؤوليات كبيرة ولديها أطفال يحرم عليها ملامستهم وضمهم وتقبيلهم طيلة فترة الحيض تكون بين نارين نار الالتزام بالأمور الدينية ونار أسرتها ومسؤوليتها تجاه أطفالها، لا سيما عندما يكون احد الأطفال مريضا ويعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ويكون بحاجة ماسة إلى حضن أمه، وعندما تخبرني ابنتي أنها اشتاقت لحضني وأنها تريد أن تقبلني، لذا صرنا نلجأ إلى تناول حبوب تأخير الدورة لشهرين أو أكثر ربما وأحيانا إلى عقاقير طبية تقطع الدورة الشهرية للأبد.