غزة :"الشهيد السرحي" ..نجا من الاغتيال فى الحرب الاولى والثانية وقُصف بيته فى الثالثة .. فاستشهد في الهبّة الجماهيرية

غزة :"الشهيد السرحي" ..نجا من الاغتيال  فى الحرب الاولى والثانية وقُصف بيته فى الثالثة .. فاستشهد في الهبّة الجماهيرية
غزة - خاص دنيا الوطن

نشرت وسائل الاعلام المحلية خبر استشهاد احمد السرحى عصر اليوم شرق مخيم البريج، كشهيد ينضم لقافلة الشهداء خلال انتفاضة القدس الحالية ويسجل كرقم جديد فى اعداد المدافعين عن المسجد الاقصى.

الا ان هذا الخبر احدث ضجة من جديد بداية ساعات المساء بعدما اعلنت اسرائيل عن استهدافه شرق البريج، بشكل مخطط متهمة اياه بعملية القنص الاخيرة لسيارة ضابط اسرائيلى شرق البريج، وتداولت الموضوع بتفاصيله على فضائياتها ووسائلها الاعلامية للمفاخرة بذلك.

وبالفعل لم يكن الشهيد السرحى فى الثلاثين من عمره مواطنا عاديا توجه شرق مخيم البريج لالقاء الحجارة هناك، بل لتنفيذ مهمات عسكرية من ضمنها رصد ومتابعة للحدود ضمن عمله منذ سنوات طويلة بحسب ما الن تنظيمه "الصابرين" في بيان وزعه على وسائل الاعلام .

ومنذ لحظة الاعلان عن استشهاده تجمع الاف المواطنين امام منزله غرب مدينة دير البلح لتقديم واجب العزاء لاسرته، التى تلقت خبر استشهاد ابنها بحزن شديد، تاركا خلفه عائلته وزوجته وطفلته.

جميل السرحى"27 عاما" شقيق الشهيد احمد قال ان شقيقه كان مقاوما منذ نعومة اظفاره ويبحث عن الشهادة فى كل مكان، وركز حياته فى العمل العسكرى والمقاومة منذ طفولته، وكان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.

وبصوت خافت ودموع لم تنقطع حزنا على شقيقه، قال لدنيا الوطن "تم استهداف شقيقى اكثر من مرة بصواريخ من طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية، ونجا من الاغتيال فى الحرب الاولى والثانية على قطاع غزة،  وقصف بيتنا المكون من خمس طوابق فى الحرب الثالثة، واصيب ايضاً خلال عمله العسكرى فى الحرب الثالثة وتم علاجه ميدانياً تجنبا للظهور خلال العلاج".

واشار ان الشهيد عمل منذ بداية حياته قيادى عسكرى فى حركة الجهاد الاسلامى، وبعد اشكاليات معهم اعتزل العمل مع حركة الجهاد الاسلامى وتولى قيادة سرايا الرسول الاعظم الجناح العسكرى لحركة الصابرين والتى ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية.

وتوجه الشهيد قبل اسبوع تقريبا شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة لعمل عسكرى ومتابعة هناك، واعلنت اسرائيل فى ذلك الوقت ان المقاومة استهدفت سيارة ضابط عسكرى اسرائيلى على الحدود مع قطاع غزة شرق البريج.

وتزوج الشهيد قبل اربعة اعوام وانجب الطفلة بتول، ونجا من محاولة اغتيال فى مخيم المغازى قبل زواجه بيومين، ويتابع شقيقه:" كنا نتوقع استشهاده فى اى لحظة لانه تمنى الشهادة طوال حياته".

مضيفاً :" غادر شقيقى المنزل فى ساعات الظهر وتلقيت اتصال منه فى ذلك الوقت يبلغنى فيه ان طائرة استطلاع رافقته منذ خروجه من المنزل حتى لحظة اتصاله وتواجده على شارع صلاح الدين مدخل دير البلح، ومن ثم توجه شرق البريج لممارسة عمله العسكرى والرصد، وهناك تم اغتياله واصابة صديقه".

وبحسب حديث اعلام الاحتلال الاسرائيلى، فان قواته تتهم السرحى بانه من قام باطلاق النار على سيارة الضابط الاسرائيلى الاسبوع الماضى، وانها قامت برصده هذا اليوم واستهدافه شرق مخيم البريج بسبعة رصاصة من دبابة اصابته فى صدره، وادت لاستشهاده على الفور.

وقد اعلن الاحتلال الاسرائيلى ان قواته استدعت ضباط من جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية  لاغتياله بعد التنسيق المشترك بينهما.

 وسيشيع الشهيد احمد السرحى غداً بعد صلاة الظهر فى معسكر دير البلح، واعلنت حركة الصابرين تبنيها للشهيد السرحى، الذى استشهد خلال اعمال متابعة ورصد لقوات الاحتلال الاسرائيلى.

وزعم أدرعي في تصريح له عبر حسابه على “فيسبوك” أن الخلية التي استهدفت شرق البريج واسفرت عن استشهاد أحد عناصرها قامت بتنفيذ عدة عمليات قنص ضد جيش الاحتلال بالقرب من الجدار الأمني خلال الأسبوع الماضي، مدعياً أن هذه الخلية كانت تنوي الإعداد لعمليات قنص جديدة.

وتشهد منطقة شرق البريج في العادة مواجهات بين شبان وجنود الاحتلال المتمركزين على حدود القطاع، منذ اندلاع انتفاضة القدس في الأول من اكتوبر الحالي.