الحمد الله: القدس تتعرض لأبشع مخططات الاقتلاع والتهجير والعالم بأسره مطالب بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها الدموية

الحمد الله: القدس تتعرض لأبشع مخططات الاقتلاع والتهجير والعالم بأسره مطالب بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها الدموية
رام الله - دنيا الوطن
قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "العالم بأسره مطالب اليوم بإلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات الدموية التي تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، فهي لم تردع يوماً اعتداءات المستوطنين، ولم تعاقبهم أو تحاسبهم، وهي تشجع جيشها على استخدام الرصاص الحي ضد أبناء شعب فلسطين الأبرياء والعزل، لا سيما الأطفال".

وأضاف الحمد الله خلال كلمته في استقبال رئيس جمهورية الهند براناب مخرجي، اليوم الثلاثاء في جامعة أبو ديس: "نستقبلكم اليوم على مقربة من القدس، التي تتعرض لأبشع مخططات الاقتلاع والتهجير، ويواجه أهلها القتل المتعمد والإعدام الميدانيّ والجماعيّ، ليس لشيء سوى أنهم فلسطينيون مقدسيون صامدون على أرضهم".

وتابع الحمد الله: "بالأمس فقط، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، وبدم بارد، الطفل حسن مناصرة الذي لم تشفع له براءته واستغاثاته، كما أصابوا أبن عمه الطفل أحمد بجراح خطيرة، وأطلق المستوطنون الرصاص على الطفلة مرح بكير وهي في طريق عودتها من المدرسة وبزيها المدرسيّ، ويأتي هذا كله استكمالا لاسبوعين داميين، قتلت إسرائيل خلالهما حوالي تسعة وعشرين شهيداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، ثلثهم من الأطفال، هذا إضافة إلى قتل جنين في رحم أمه الشهيدة نور حسان".

وشدد الحمد الله على أن التصعيد الإسرائيليّ الخطير وغير المسبوق، يستدعي تحرك الهند، وكل قوى المجتمع الدوليّ، لمحاسبة إسرائيل وتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعب فلسطين العزل، وتمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وأمان على أرض وطنهم.

وقال رئيس الوزراء أمام الحضور الذي تضمن وزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني، ورئيس جامعة القدس د. عماد أبو كشك، والعديد من الشخصيات الرسمية والشعبية: "إن فلسطين والهند جذرتا معا عبر التاريخ علاقات مميزة ووطيدة، وكانت الهند داعماً ثابتاً لحق الفلسطينيين في إقامة الدولة في مختلف المحافل الدولية، وأظهرت تضامنا شعبيا واسعا ومتناميا مع القضية الوطنية الفلسطينية العادلة وكانت من أوائل الدول التي سارعت إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب فلسطين".

وأضاف الحمد الله: "نتطلع اليوم إلى الدور الإقليمي والدولي المميز الذي يمكن للهند أن تمارسه، لإحلال السلام وإنهاء أطول ظلم واحتلال عسكري عرفه التاريخ الحديث، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية، وغزة والأغوار في قلبها".

وأوضح الحمد الله أن الدعم السياسي والتمويل الذي تقدمه الهند لفلسطين، لا يشمل فقط دعم موازنة الدولة، بل وبناء القدرات وتطوير المؤسسات، والمساهمة في تلبية احتياجات شعب فلسطين، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمسؤولياتِها، مشيدا في هذا السياق بدعم الهند لإنشاء مركز الهند-فلسطين للتميز في جامعة أبو ديس، ومدرسة جواهر لال نهرو الثانوية للبنين في أبو ديس.

وأكد رئيس الوزراء أن هذه الزيارة التاريخية والهامة لفلسطين، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، إنما تدل على التزام الهند الثابت والراسخ بدعم قضية فلسطين الوطنية العادلة، والحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف، والذي تجلى مؤخراً بوضوح في تصويت الهند لصالح قرار رفع علم دولة فلسطين على مقرات الأمم المتحدة.

وأضاف الحمد الله: "إننا نعول على استمرار هذا التضامن والدعم، ليشمل كافة المحافل الدولية والمنابر متعددة الأطراف، لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والتقيد بقواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، والإفراج الفوريّ وغير المشروط عن أسرى الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيليّ، وفي مقدمتهم الأسرى الأطفال والنساء، والمرضى والأسرى القدامى والنواب، وإنهاء عذابات شعب فلسطين المستمرة منذ سبعة وستين عاماً من الاحتلال والاستعمار، ومن القهر والعدوان.

وقدم الحمد الله شكره نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس، وشعب فلسطين، لفخامة الرئيس الهندي على زيارته التاريخية لفلسطين، متمنيا للشعب الهندي الصديق دوام التقدم والرفعة والرخاء.