خلال في ندوة نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية ..تنبيه من خطورة الممارسات الاسرائيلية في القدس الشريف

رام الله - دنيا الوطن

حذر مشاركون في ندوة نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية اليوم الثلاثاء، من خطورة الممارسات الاسرائيلية في القدس الشريف مشددين على أن مدينة القدس المحتلة تتعرض في الوقت الراهن لأخطر مراحل التهويد.

وأكد المشاركون في الندوة التي نظمتها الكلية بعنوان: " تداعيات الأحداث الحالية في مدينة القدس وارهاصاتها المستقبلية" أن الهجمة الاسرائيلية الشرسة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك تسير وفق مخطط صهيوني خطير يسعى لفرض الأمر الواقع لتحقيق هدفين التقسيم الزماني والعمل على السيطرة على المسجد الأقصى كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة سابقاً.

وشدد المشاركون في الندوة التي التئمت في قاعة المؤتمرات بالكلية بحضور العديد من الشخصيات الوطنية وممثلي الفصائل الفلسطينية وأعضاء الأسرتين الأكاديمية والادارية والطلبة في الكلية على أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لم ولن ينسى الأقصى، والمسرى، والأسرى، وأن القدس والأقصى والمقدسات تشكل جزء من العقيدة الإسلامية, لا يمكن التخلي عنها. وسيبقى الشعب الفلسطيني قاهر العدو الصهيوني في الأرض المباركة ولكل المشاريع الصهيونية.

وألقى الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد رئيس مجلس أمناء الكلية كلمة ترحيبية ثمن فيها صمود شعبنا في وجه آلة القمع الاسرائيلية، واصراره على الذوذ عن المقدسات الاسلامية والمسيحية خاصة في القدس الشريف.

ونبه حماد الى أن مدينة القدس المحتلة تتعرض لأخطر مراحل التهويد، كما أنها لا تزال تئن بسبب المخاطر الجمة التي تكتنفها ليلا ونهارًا، من تصعيد الاحتلال من هجمته الشرسة والمسعورة بحق المسجد الأقصى واصفاً الأوضاع في مدينة القدس بأنها صعبة وخطيرة جداً خاصة في ظل سعي الحكومة الاسرائيلية الى تحقيق ما يسمى مشروع (القدس الكبرى).

وأشار الى أن حكومة الاحتلال وضعت لنفسها أهدافًا تتعلق بطمس المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وتهويد مدينة القدس جغرافياً وديموغرافياً في مساحة (600) كيلو متر مربع، وتغيير الهوية والثقافة الفلسطينية والعربية والإسلامية للمدينة ولأهلها، واستحداث تاريخ يهودي مزيف بادعاء وجود الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك.

من جانبه، قال الدكتور احمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين الى خطورة الممارسات الاسرائيلية في القدس الشريف منوهاً الى مدينة القدس المحتلة تتعرض في الوقت الراهن لأخطر مراحل التهويد.

أن الهجمة الاسرائيلية الشرسة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك تسير وفق مخطط صهيوني خطير يسعى لفرض الأمر الواقع لتحقيق هدفين التقسيم الزماني والعمل على السيطرة على المسجد الأقصى كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة سابقاً.

وذكر أن  حكومة الاحتلال قامت بوضع العديد من المخطّطات الخطيرة جداً لتحقيق هذه الأهداف، حتى تحقق التهويد الكامل للمدينة المقدسة فعلى سبيل المثال قامت بابتداع وعمل ما يسمى بمشروع (القدس الكبرى) بحلول عام (2020)، إضافة ما تقوم به الآن بفرض الأمر الواقع بالتقسيم الزماني في المسجد الأقصى المبارك، خاصةً مع تكثيف الاقتحامات التي تقوم بها عصابات المستوطنين تحت حراسة جنود الاحتلال كل يوم، وكذلك الاعتداء على أهلنا المرابطين والمصلين وطالبات وطلاب مصاطب العلم، حيث يتم الاعتداء عليهم بالأسلحة والقنابل والرشاشات والرصاص الحي والمطاطي والعصي، واعتقال أعداد كبيرة من أهلنا وخاصة من الأطفال دون "18 عاماً"، نظراً لأن المرابطين والمرابطات يقومون بدور فاعل في مواجهة المخطّطات الاسرائيلية سواء كان في المسجد الأقصى المبارك أو خارجه.

ورأى أن الدعوات المتواصلة من قبل المستوطنين تارة لهدم المسجد الأقصى وتارة أخري لهدم المسجد القبلي لإقامة الهيكل المزعوم علي المساجد والمصليات في الحرم الشريف هي جزء من مساعي قوات الاحتلال للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، مستدركاً أن الشعب الفلسطيني سيبقى دائماً في الطليعة دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بكل الوسائل المتاحة لها.

وأشاد بدور المرابطين داخل المسجد الأقصى، منوهاً الى أنه بفضل أهلنا المرابطين في المسجد الأقصى والذين يشدون الرحيل له من خلال مسيرات البيارق وغيرها ويبيتون فيه ويواجهون الاقتحامات الى جانب طلبة مصاطب العلم استطاعوا إحباط العديد من اقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى.

الى ذلد، شدد أ.د. خالد صافي أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الأقصى بغزة في كلمة له على أن 
حق مقاومة الاحتلال هو حق مكفول في الشرائع السماوية وفي التشريعات الأرضية، وأن حق مقاومة الاحتلال يجب أن يكون بكل الوسائل الممكنة من أجل تحقيق الغاية وهو التحرير وحق تقرير المصير والاستقلال.

واعتبر أن أن استمرار دولة الاحتلال بالاستيطان وتهويد الأرض والأماكن المقدسة يستدعي أن تكون المقاومة حاضرة، فالاستيطان يهدد الأرض كل يوم، وتجرؤ المحتل على تهويد مقدساتنا في القدس يزداد ضراوة كل يوم.

واستعرض صافي بعض الإحصاءات التي تبين أن عدد المستوطنين قد بلغ نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، وتطمح سلطات الاحتلال أن يصل عددهم سنة 2020م إلى مليون مستوطن مستدركاً أن حق المقاومة هو حق مشروع ومتواصل حيث إن إسرائيل قد قوضت كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967م، وتسعى لتحويل قرى ومدن الضفة الغربية لكنتونات منعزلة بلا هوية ومستقبل سياسي بل حكم ذاتي هزيل وغير مترابط. ومن يرى حجم الاستيطان واستمراره، وحجم البنية التحتية التي تقيمها دولة الاحتلال من أجل السيطرة على أراضي الضفة الغربية، وتحويل المستوطنات إلى كتل استيطانية كبيرة أي مدن مثل بيت آئيل ومعاليه أدوميم وجيلو وعصيون يدرك مدى المخطط الإسرائيلي.

وحذر من أن المستوطنين في الضفة يسعون ليكونوا الأغلبية وبالتالي محاصرة الشعب الفلسطيني بحيث يتم محاصرة كل مدينة وقرية. ومع ازدياد عددهم تزداد شراستهم ومهاجمتهم للقرى العربية، ونموذج حرق عائلة دبابشة خير شاهد على ذلك. ولذلك فإن ازدياد عددهم يعني زيادة احتمالات شراستهم ومغالبتهم للشعب الفلسطيني في قراه ومدنه.

وكشف أن عدد حالات اعتداء المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين في السنوات العشر الماضية بلغت 11 ألف اعتداء، وأن عدد الاعتداءات بلغت منذ بداية عام 2015م حتى الآن قد زادت على ألف اعتداء. ولو افترضنا أن عدد المستوطنين سيبلغ نصف عدد سكان الضفة الغربية بعد خمس سنوات فهناك سيكون زيادة كبيرة في الاعتداءات، هذا فوق تقويض أي إمكانية لتواصل جغرافي فلسطيني في الضفة الغربية.

وشدد على ضرورة أن ننهي انقسامنا، ونحقق وحدتنا وأن نمتلك رؤية واضحة للنضال الفلسطيني، وهذا يتطلب رسم استراتيجية وطنية موحدة ذات توافق وطني.

وتطرق الكاتب الصحافي عماد الافرنجي الى أن مقاومة الشعب الفلسطيني لقوات الاحتلال تؤكد على فشل سلطات الاحتلال في فرض التقسيم الوماني والمكاني في المسجد الأقصى، مستعرضا العديد من الدلالات على هذه الهبة الجماهيرية.

وألقيت خلال الندوة التي بدأت بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم العديد من القصائد الخاصة بالقدس الشريف، ألقاها كل من الدكتور محمد شعث النائب الأكاديمي في الكلية ود. صافي.