خان يونس "مكب نفايات قيزان رشوان".. مكرهه صحية تحارب مظاهر الحياة

خان يونس "مكب نفايات قيزان رشوان".. مكرهه صحية تحارب مظاهر الحياة
رام الله - دنيا الوطن - طارق أبو إسحاق

بالرغم من ارتفاع أصوات أهالي منطقة قيزان أبو رشوان في محافظة خان يونس، ومناشدتهم المستمرة للمسؤولين ببلدية خان يونس ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا "، لترحيل مكب النفايات الذي أقامته البلدية في منطقتهم ، لتلافي وقوع كارثة صحية وبيئية ، لا سيما أن المكب لا يبعد عن الاحياء السكنية سوى مئات الامتار فقط ، إلا ان المسؤولين اغلقوا أذانهم وتجاهلوا مطالبهم المذكورة .

مما دفع العشرات من اهالي المنطقة لتنفيذ اعتصام واسع أمام موقع المكب لإيصال صوتهم للمسؤولين ، عبروا فيه عن مدى الضرر الصحي والبيئي الخطير الناجم عن انشاء المكب، والآثار السلبية التي قد تلحق بهم.

"دنيا الوطن" توجهت إلى منطقة قيزان أبو رشون واستمعت إلى آراء المسؤولين والمواطنين هناك الذين طالبوا الجهات المعنية بإيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة ، خاصة أن المنطقة زراعية وبها آبار مياه تابعة لمصلحة مياه بلديات الساحل تغذي محافظة خانيونس ، وتشكل زخماً سكانياً كبيراً .

لا آذان صاغية

واستنكر وائل اللحام مسؤول اللجنة الشعبية للدفاع عن حقوق السكان والمزارعين في منطقة قيزان رشوان ،انشاء بلدية خان يونس مكب للنفايات قريب من منازل المواطنين وآبار المياه، مبيناً ان أهالي المنطقة قد يتعرضوا الي اضرار صحية جراء وجود هذا المكب، وتلوث المياه الجوفية، علاوة على تكاثر الحشرات والقوارض المختلفة في المنطقة، وان المشروع يتنافى مع كل مقاييس الجودة الصحية .

مؤكدا أنهم قاموا بتنفيذ عدة فعاليات واحتجاجات على مدار الأسابيع السابقة، كان آخرها لقاء المواطن والمسؤول  الذي نفذه مركز نوار التربوي وتهرب من حضوره مسؤولين من بلدية خان يونس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا ".

وقال اللحام لــمراسل "دنيا الوطن" في احدى المرات قمت بالاتصال مع أحد المسؤولين في بلدية خان يونس  بخصوص نقل المكب لمكان آخر فرد على المسؤول أن المكب كلف آلاف الدولارات ، وليس بالسهولة ازالته أو نقله لمكان آخر، وابدى اللحام استياءه من رد المسؤول متسائلاً أين مصلحة المواطن في هذه المحطة؟.

عمل عشوائي

وتساءل محمد المجايدة لماذا لم تتم دراسة آثار إقامة المكب في الموقع قبل تنفيذ المشروع، خصوصاً وأنه يقع في منطقة سكنية ، أي قبل تأسيس المكب ومأهولة بعدد كبير من السكان؟.

وأبدي المجايدة عن تخوفه من اصابة أفراد عائلته بالأمراض ، نتيجة قربه من مكب النفايات الذي يبعد عن منزله مسافة 300 متر فقط الأمر .

مخالفة القوانين

وحذر خليل شاهين مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في مركز حقوق الانسان بغزة  ، من مخاطر المشروع على تلك المنطقة ، والتي تعد المزود الرئيسي لسلة خضراوات خان يونس والمناطق المحيطة بها، ولاحتواء باطن أرضها على بحيرة المياه الجوفية المنحصرة، والتي يوجد بها 12 بئر مياه عذبة تزود المحافظة بأكملها .

واوضح شاهين لــمراسل "دنيا الوطن" ان الخزان الجوفي العذب في المنطقة قد يتعرض الي المخاطر الأخرى التي ستنعكس بالسلب على المزارعين في حرفتهم الرئيسية التي يقتاتون منها".

واكد بأن إقدام البلدية على تنفيذ مشروع "مكب النفايات" ملاصقاً لمنازل وأراضي المواطنين يخالف كافة القوانين ،خاصة بانه يقع في منطقة مرتفعة جداً عن محافظة خان يونس بالكامل ويقع غرب المواطنين مباشرة باتجاه الرياح مما من شأنه أن يبعث الروائح الكريهة والبكتيريا الضارة بشكل كبير جداً.

وطالب شاهين بلدية خان يونس بفورية اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لمعالجة الأخطار البيئية والصحية الناجمة عن المكب، ورفع الضرر عن المواطنين وحماية الأراضي الزراعية والمزروعات.

تلوث الثروة المائية

من جهته أوضح الخبير المائي الدكتور مصطفى الحاوي أستاذ الإدارة البيئية في جامعة الأقصى : " أن المشروع يهدد الثروة المائية الجوفية أسفل المنطقة المزمع إنشاء المحطة عليها، فالآبار الجوفية لا تبعد عن المكب 50 مترا، والمعروف أن النفايات الصلبة لها سوائل تشكل نسبة 70% وهي اخطر من أنواع عديدة من السموم، وإذا تسربت هذه السوائل إلى البئر الجوفي ستسبب العديد من الأمراض، مرورا بانتشار الحشرات والقوارض، وروائح المكب التي قد تنقل أنواع خطيرة من البكتيريا للأطفال والمواطنين".

ولفت الخبير المائي الى حجم تأثير الأتربة المتطايرة والأدخنة  التي سوف تتصاعد من المكب والمبيدات الحشرية التي ترش للحد من انتشار الحشرات والبعوض التي تتواجد بالمكب، على إنتاج الأراضي المحيطة به والمزروعة بالشعير والقمح والخضراوات وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة.

استغلال النفوذ

وبين خالد الأسطل  عضو القوي الوطنية والاسلامية في محافظة خانيونس أن ﻣﻛب اﻟﺗرﺣﯾل ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣرﺗﻔﻌة  ﺟداً ﻓﻲ ﺧﺎن ﯾوﻧس، ، كما تقع غرب تجمع ﺳﻛﺎﻧﻲ ﻛﺑﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟرﯾﺎح، كما سيكون منبعاً للحشرات والبكتيريا والقوارض التي تفتك بالزراعة وهي المهنة الأساسية لسكان المنطقة.

وذكر الاسطل ان القوى الوطنية :" رفعت شكوى أهالي المنطقة للمسؤولين، إلّا أنه القضية لم تلقي أي اهتمام، بل وﺷرﻋت آﻟﯾﺎت اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟرﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷروع ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷرطﺔ للاستقواء على اﻟﻣواطﻧﯾن".