النائب جبارين يحمل حكومة نتنياهو مسؤولية تدهور الأوضاع

رام الله - دنيا الوطن
ألقى النائب د. يوسف جبارين خطاباً في الكنيست في إطار الاقتراح الذي تقدمت به القائمة المشتركة من أجل حجب الثقة عن الحكومة، وذلك على خلفية التدهور في الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.

وذكر جبارين في خطابه أن حكومة نتنياهو تقوم بإشعال النيران من جديد وتسد الطريق على أية حل سياسي من شأنه أن يضمن السلام والاستقرار. وأشار جبارين أن لحكومة نتنياهو لا توجد نوايا صادقة بالتوصل إلى تسوية ولا ترغب بتفكيك المستوطنات، كما أنها لا تعترف بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني وتدير ظهرها للمجتمع الدولي، وأكد جبارين أن بعد فشل نتنياهو في قيادة حرب اقليمية ضد ايران يقوم بدوره الوظيفي ويحاول تفجير الاجواء من جديد. 

وأضاف جبارين أن حكومة نتنياهو والمعارضة الوهمية تتحملان مسؤولية التدهور الحاصل ومسؤولية الضحايا والجرحى في كلا الطرفين، وأشار جبارين إلى أن ايدي وزراء الحكومة ملطخة بالدماء.  

كما وأكد جبارين بأن المواطنون العرب الفلسطينيين في إسرائيل لم ينسوا أحداث اكتوبر في العام 2000 نظرا لاستمرار سيناريو تعامل حكومات إسرائيل المتعاقبة القمعي والعدواني مع مواطنيها العرب. وقد أشار جبارين إلى ان الفترة الأخيرة شهدت اعتقال مئات الشبان العرب على خلفية المظاهرات الاحتجاجية التي شاركوا بها، وتقوم الشرطة باستخدام القوة من أجل قمع الاحتجاجات السياسية ضد سياسات الحكومة. وأضاف جبارين بأن الشرطة تقوم باعتقال الشبان العرب منذ حوالي اسبوعين، حتى قبل المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية وأنه تم تقييد حرية الحركة والتنقل لهؤلاء الشباب. 

وقد تطرق جبارين في خطابه إلى التطورات الأخيرة والاحتقان الموجود في البلاد وأشار إلى أن موجة العنف الأخيرة سببها الاستفزازات المستمرة التي يقوم بها المستوطنون ومجموعة من نشطاء اليمين وذلك عبر اقتحاماتهم المتكررة للأقصى وتدنيسه وهذا كله تحت غطاء الحكومة ودعمها لمثل هذه الخطوات.  كما وأكد جبارين على أن البلاد تشهد منزلقًا نحو المزيد من التقييدات على الحريات الاساسية والاجتماعية التي يجب ان بكفلها كل نظام ديمقراطي.

كما واتهم جبارين حكومة نتنياهو لأنها تخرق وتدوس بقدميها على الوضع القائم في القدس وهذا من أجل القضاء على امكانية التوصل إلى سلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. 

وقال جبارين أن حكومة نتنياهو تتنصل من مسؤوليتها تجاه سياستها في المنطقة والتي تسببت بارتفاع منسوب العنف في الأيام الأخيرة الماضية. كما وأشار جبارين في خطابه إلى قرار نتنياهو القاضي بإخراج الحركة الاسلامية عن القانون والذي يهدف من خلاله تحميل هذه الحركة أوزار سياسة نتنياهو العنصرية والعدوانية على الرغم من أن نشاطها يأتي ضمن القانون الاسرائيلي وضمن حدود الحريات المتعارف عليها، واعتبر جبارين هذا القرار بانه يتناقض مع الحريات الطبيعية والسياسية.

وأكد جبارين في خطابه على أن الاحتلال هو أصل الشرور والمسبب الرئيسي والمركزي لتدهور الاحداث وبدلا من السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي يقوم نتنياهو بتعميق الصراع وإضافة أبعاد جديدة له عبر بناء المستوطنات والسيطرة على المسجد الاقصى المبارك. 

هذا وتوجه جبارين في كلمته إلى الجمهور الإسرائيلي: "غالبيتكم لستم شركاء في الاعمال الاجرامية التي تقوم بها الحكومة تحت اسمكم، غالبيتكم لستم متطرفين ولا ترغبون بتحويل الصراع إلى حرب دينية كما وأنكم لا تريدون المزيد من سفك الدماء ولا تؤمنون بأن اليهود يتمتعون بفوقية على العرب". 

وأضاف جبارين: "اتوجه اليكم لأنه تقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة ولأن حكومتكم تقوم بجرائم وتزرع الاحباط واليأس باسمكم. عليكم مسؤولية كبيرة لأنكم تملكون صوتًا وتمثيلًا ولهذا يجب عليكم وقف منح الثقة لهذه الحكومة المخادعة التي تصنع ربحا سياسيا واقتصاديًا من  جراء تدهور الأوضاع". 

وطالب جبارين المجتمع الإسرائيلي بأن يتجند من أجل اسقاط حكومة نتنياهو الكارثية وايقافها عن اللعب بمصائر المواطنين من أجل مصالحها الفئوية. كما وأكد جبارين على أن السلام مع الفلسطينيين واحترام حقهم بتقرير المصير وكذلك المساواة التامة للأقلية العربية هما الكفيل الوحيد للانتصار على اليأس والتطرف.