أنشأها العثمانيون ودمرها الاحتلال.. السكة الحديدية مازالت حاضرة في أذهان معصريها

أنشأها العثمانيون ودمرها الاحتلال.. السكة الحديدية مازالت حاضرة في أذهان معصريها
رام الله - دنيا الوطن-عمر اللوح

لا زلت أذكر عندما كنت صغيرا بالسن وفور سماع صوته أخرج مسرعا من البيت برفقة العشرات من الأطفال وأقف أمامها وأبدأ بالترحيب بالأشخاص الذين بداخلها حيث كانت نقطة الصعود والنزول بالقرب من بيتنا، فهي لحظة لا يمكن ان تنسى او تمحى من ذاكرتي "بهذه العبارة بدأ الحاج ابراهيم الحرازين يروي لــ" دنيا الوطن " عن تاريخ السكة الحديدية التي أنشأها العثمانيون وبقيت في عهد الانتداب البريطاني واسرائيل ثم اندثرت ولا زال بعض أثرها موجودة إلى يومنا الحالي بحي الشجاعية. 

نشأة السكة

وعن تاريخ سكة الحديد بدأ الحرازين (70 عامًا) يروي لنا قائلاً:" كان أول خط سكة حديد يتم إنشاؤه في فلسطين وهو من أوائل خطوط سكك الحديد في الشرق الأوسط وكانت بدايته في حيفا والتي أنشأه العثمانيون وكان في بدايته ضيقا ومع مرور الزمن وبالتحديد في عام 1915 وأثناء الحرب العالمية الأولى قام الجيش العثماني بتوسيعه وأصبح شكلها أفضل من السابق.

هذا ويمضي قائلاً وبعدها أصبحت تحت سيطرة الانتداب البريطاني الذي سن عددا من القوانين وتنظيم البناء في المناطق التي تمر منها السكة سواء بين المدن أو في الريف مما أدت لإحداث ازدهار في المدن والقرى الفلسطينية في كافة مجالات الحياة.

وبعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين استغلها اليهود بشكل كامل لمصلحته والذي كان سببًا أساسيًا لإنشاء التجمعات الاستيطانية اليهودية التي لا زالت تمتد حتى وقتنا الحالي، وتقع السكة على ارتفاع متر ونصف من سطح الشارع وكان ارتفاع المتر والنصف عبارة عن رمال وطين وحجارة وعلى جانبيها لوحات من الخشب، وخطواته عبارة عن حديد وعرض الشارع الذي وجدت فيه السكة من  25- 30  متر فقد كان يعتمد عليه المواطن آنذاك لأنه الوسيلة الوحيدة لسعرها المنخفض.

وأشار الى ان بعض اثارها لا زالت موجودة حتى الان وسمي شارع السكة نسبة لها ووصف سكة الحديد بأنه كنز من تراث فلسطين.

في الحربين العالميتين

وقد ثار الفلسطينيون في الفترة ما بين 1936-1939، ضد الحكم البريطاني لمعارضتهم الهجرة الجماعية اليهودية إلى فلسطين وكانت السكك الحديدية أحد أهم الأهداف للثوار هذا ما أكدها الحاج ابو فيصل اسليم لــ" دنيا الوطن"  ويتابع فقد كانت تستخدم ضده حيث تعرضت السكك الحديدية لاثنى عشر هجوماً لسنة 1936 من قبل الثوار لأن القوات البريطانية كانت تستخدمها في محاربة الثوار.

وقد استخدمت في الحربين العالميتين الاولى والثانية لأن السكك الحديدية كانت تربط عددا من الدول العربية وهم فلسطين ومصر وسوريا ولبنان وتركيا بجميع أحيائهم، وأشار الى ان المصريين كانوا يستخدمونها لنقل الدبابات من سيناء الى القاهرة بعد هزيمة 67 وأفاد اسليم وكانت نهاية عهد سكة الحديد في عام 1970بعد ان قام بتفكيكها الاحتلال الإسرائيلي لأنه رأى ان وجودها يشكل  خطرا على وجوده في فلسطين.

واستدرك بالقول كانت محطة الركاب " نزول وصعود " مكان سوق البسطات الموجود حاليًا بحي الشجاعية ولم تكن للأفراد فقط بل كانت أيضا لنقل البضائع ومحطة نزول البضائع توجد مكان مصنع السفن أب الموجود في شمال حي الشجاعية بالإضافة لوجود محطة الركاب والبضائع في خانيونس ورفح.

استغلت ضد الثوار

وأوضح أستاذ التاريخ والأثار في الجامعة الاسلامية بغزة د. نهاد الشيخ خليل لــ" دنيا الوطن " بأن بداية السكة كانت في عهد العثمانيين  وبعدها أصبحت تحت سيطرة الانتداب البريطاني الذي عمل بدوره على تطويرها واستخدامها لمصلحتها ونفوذه في العالم العربي بالإضافة الى استغلالها في عملية تهجير اليهود الى فلسطين.

ومضى قائلاً وبعده استغلت ضد الثوار الفلسطينيين وبين أنها كانت الوسيلة الوحيدة لتنقل في ذاك الوقت وتستخدم لنقل الافراد والبضائع معاً وأشار ولكن الاحتلال الاسرائيلي عمد على تدميرها لأنها كانت سوف تؤدي الى نتائج عكسية من قبل الفلسطينيين. 

التعليقات