مخاطر حقيقية تهدد حرية الصحافة في كوردستان

رام الله - دنيا الوطن
منذ ان بدأت الحركة الاحتجاجية في اقليم كوردستان، والتي اتخذت منذ انطلاقها طابعاً سلمياً تمثل بوقفات المعلمين والاساتذة للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أربعة اشهر، ومن ثم تطورت الى اضرابات عن العمل، حتى تحولت الى تظاهرات واسعة لا تطالب فقط بصرف المستحقات والرواتب للعاملين، بل تعدت الى المطالبة بحل الازمة السياسية التي تضرب الاقليم والمتمثلة بمشكلة الرئاسة.

وخلال الايام القليلة الماضية وحتى هذه اللحظة، تلقى مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في اقليم كوردستان، عشرات الشكاوى من صحفيين وموؤسسات اعلامية، من الاعتداءات الواسعة التي يتعرضون لها اثناء تغطيتهم للاحداث.

وشملت تلك الاعتداءات، منع الصحفيين والفرق الاعلامية من الوصول الى مكان الحدث، ومصادرة وسائل تغطية الحدث، وتحطيم ادوات العمل من آلات تصوير وغيرها، والاعتداء بالضرب على بعض الصحفيين واصابتهم بجروح استدعت معالجتهم، فيما اصيب عدد منهم بحالات اختناق واغماء نتيجة استخدام القوات الامنية للغازات المسيلة للدموع، فضلاً عن احتجاز واهانة عدد آخر، واطلاق الكلمات النابية بحقهم.

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل ان الاعتداءات اتسعت، لتشمل الموؤسسات الصحفية ومقار عملها، فقد هاجم متظاهرون غاضبون مقر فضائية روداو في مدينة السليمانية، وحطموا الواجهة الزجاجية الامامية للمبنى، ولولا مسارعة القوات الامنية ووصولها الى المكان، لكانت حياة العاملين فيها معرضة للخطر، وفي نفس الوقت قامت القوات الامنية بمداهمة مقر فضائية (ناليا) في مدينتي اربيل ودهوك، واحتجزت جميع العاملين فيها، وقامت بترحيلهم صوب مدينة السليمانية، فضلاً عن قيام القوات الامنية بأغلاق مقرات فضائية (كي ان ان) في مدن اربيل ودهوك وسوران وابلغت العاملين فيها بأنهم ممنوعون من العمل الاعلامي في هذه المدن!

من الجدير بالذكر ان تلك الاعتداءات التي طالت الصحفيين، مورست ضدهم من قبل القوات الامنية والمتظاهرين في نفس الوقت، كما انها شملت جميع الصحفيين، سواء العاملين منهم في المرافق الاعلامية والفضائيات المستقلة، او تلك المرتبطة بالاحزاب، حيث تعرض صحفيي قنوات nrt   وسبيدة  وشعبكوردستان knn  و(وار)  و زاكروس و ريكا وصحفيي بعض المواقع الالكترونية.  

أن المنظمات الموقعة ادناه تدين وبشدة تلك الاعتداءات بحق الصحفيين وموؤسساتهم، والذين لا يبغون من عملهم سوى ايصال الحقيقة الى اوسع شريحة من المجتمع بما يخدم المصالح العامة.

وفي نفس الوقت تطالب السلطات الرسمية بأتخاذ الاجراءات التي توقف تلك الاعتداءات وتحد منها ومحاسبة مرتكبيها وبشدة وفق القانون، كما نناشد القوات الامنية والمواطنين بترك نظرة الشك والحيطة والحذر من الصحفيين واعتبارهم اعداء لهم، فالصحفي في النهاية لايبغي سوى ايصال المعلومات والحقائق الى المواطنين بما يخدم مصالحهم.

التعليقات