فيديو وصور: كان ينتظر فتح معبر رفح للعودة والزواج في غزة .. الشهيد" الخالدي" رحلة حياته انتهت على أعتاب قطار تركيا

فيديو وصور: كان ينتظر فتح معبر رفح للعودة والزواج في غزة .. الشهيد" الخالدي" رحلة حياته انتهت على أعتاب قطار تركيا
رام الله - دنيا الوطن - تقرير: محمد الخالدي
تصوير: محمود اللوح
قبل حدوث تفجير إرهابي في العاصمة التركية أنقرة راح ضحيته أكثر من  86 قتيل وإصابة 186 آخرين، كان الشاب الفلسطيني "أحمد"، يمشي في طريق يؤدي إلى محطة قطارات بأنقرة وقع بجانبها هذا التفجير.

الشاب أحمد محمود الخالدي (26 عاما) من سكان مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، الذي لم يكن يعلم أن قطارا آخرا سيأخذه في رحلة إلى العلي القدير، كان يسعى دوما للسفر من القطاع، باحثاً عن تذكرة سفر تأخذه إلى مرتعٍ يحقق فيه أحلامه الفردوسية المسجونة في قطاعٍ لا يزال محاصراً لأكثر من 9 سنوات.

وعندما تمكن أحمد من تحقيق السطور الأولى من أحلامه  قبل عامين ونصف، وذلك بالسفر من غزة إلى تركيا للدراسة هناك و العمل أيضاً كمعلم في إحدى معاهد تعليم اللغات ومعاهد التدريس، قطعوا له مجموعة إرهابية تذكرة سفر أخيرة أخذته إلى الموت في إحدى شوارع أنقرة.     

في مساء اليوم السبت، جاء الاتصال المؤلم بعائلة الشاب "أحمد"، يفيد بوفاة ابنهم في ذلك الانفجار الذي وقع داخل محطة القطارات .

الحاج محمود الخالدي (63 عاماً) والد الشهيد "أحمد"  الذي كان يعتصر الماً، يقول لمراسل "دنيا الوطن": جاءني اتصال من صديق لأحمد من دولة قطر، قال لي فيه أن لديه خبر بحادث انفجار في تركيا وأن من ضمن الناس الذين استشهدوا ابني أحمد".

وأضاف: "على الفور اتصلنا في السفارة الفلسطينية  وقد أكدت لنا هذا الخبر، حيث أن المفوض تواصل معنا لمعرفة مطالبنا، وكل ما نطلبه أن يعيدوا لنا ابننا لندفنه هنا في غزة  ولا نريد شيء غير ذلك"

وبينما كان يسرد الحاج عن حياة ابنه أحمد، الذي كان عازما على عودته إلى القطاع من أجل خطوبته، انتفضت الدمعات الأولى من مقلتيه حين استذكر الاتصال الأخير بينه وبين ابنه، قائلا: في آخر اتصال لأحمد كان يوم العيد، عايدني في ذلك اليوم انا وامه وكنا سعداء بذلك، حيث أرسل العيدية لأخواته لكن أحمد ها هو قد رحل والحمد الله على كل شيء"

وعند دخولنا إلى بيت "أحمد" لمقابلة والدته، أدركنا في اللحظات الأولى ان انفجار تركيا لم يدوِ فقط هناك بل دوى في هذا المنزل المتفجر بالحزن والوجع والبكاء على فقدانه. 

 تقول "أم محمد" الخالدي (60 عاماً) والدة "أحمد" عن كيفية استقبالها لذلك:  كان من المفترض اليوم أن يحضرن أخواته لتناول طعام الغداء  عندنا، وكنت أعد لهذه العزومة، حتى أتى زوجي وقال لي : أوقفي كل شيء، وانا أسأله: لماذا؟، وهو يقول لا شيء لا شيء،  وأصررت على معرفة السبب حتى أخبر قائلا " أحمد ابنك مات".

وتابعت: الخبر نزل علي كالصاعقة، أنا لم أصدق الخبر وإلى حتى هذه اللحظة لم أصدق أن ابني قد مات، سألت زوجي  كيف مات؟ اجابني بأنه لا يعرف، حتى بقيت أردد " ابني مماتش ابني مماتش".

أحمد كان يتمنى العودة إلى غزة في أقرب وقت لأنه كان يشعر بالاشتياق والحنين الكبير لأسرته، حيث بقى ينتظر فتح معبر رفح البري لأجل ذلك، إلا أن إغلاق المعبر المستمر حرمه من تلك الأمنية للعوة إلى كنف حضن أمه، لذلك يبقى المطلب الوحيد واليتيم لأسرته هو عودة جثمان ابنهم "أحمد" إلى القطاع من أجل نظرة وداع أخيرة لنديم الروح.