مركز الميزان يستنكر إستخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة بحق المتظاهرين

رام الله - دنيا الوطن
صعَّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها المتواصلة بحق السكان المدنيين في قطاع غزة لانتهاكات الإسرائيلية التي تمثلت باستخدام القوة المفرطة والمميتة تجاه المتظاهرين الذين توجهوا لنقاط التماس الحدودية شمال وشرق محافظات قطاع غزة للتضامن مع الهبة الشعبية في الضفة الغربية والقدس والتي اندلعت احتجاجاً على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان المدنيين في القدس والضفة الغربية والهجمات شبه اليومية للمستوطنين التي تستهدف السكان وإحراق مزروعاتهم وممتلكاتهم. 

وتسبب إطلاق النار الذي بدا موجهاً للأجزاء العلوية من الجسم في قتل (7) فلسطينيين وإصابة (147)، من بينهم مصور وكالة الأناضول التركية ماتين كايا، الذي أصيب بشظايا عيار ناري في يده اليسرى، عندما أصاب عيار ناري آلة التي كان يحملها ويستخدمها في تصوير المواجهات. مركز الميزان يستنكر استخدام القوة المفرطة والمميتة وتعمد قتل وجرح المتظاهرين السلميين من دون أن يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل.

وحسب أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية والشرقية لقطاع غزة، نيران أسلحتها المتنوعة، عند حوالي الساعة 14:00 من يوم الجمعة الموافق 9/10/2015، تجاه عدد من الفعاليات الشعبية التضامنية مع الضفة الفلسطينية والقدس، التي شهدها قطاع غزة، حيث توجه مئات الشبان إلى المناطق الحدودية في مسيرات شعبية في مناطق قطاع غزة المختلفة.

وتسبب إطلاق النار في قتل كل من: أحمد يحيى محمود الهرباوي (20 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، أصيب بعيار ناري في الصدر، وشادي حسام الدين مظفر دولة (24 عاماً)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، وقد أصيب بعيار ناري في البطن، وعبد المجيد مجدي عبد المجيد الوحيدي (18 عاماً)، سكان مخيم جباليا، أصيب بعيار ناري في الرقبة، وزياد نبيل زياد شرف (20 عاماً)، من سكان حي التفاح شرق مدينة غزة، أصيب بعيار ناري في الصدر وخرج من الظهر، ومحمد هشام الرقب (15 عاما)، أصيب بعيار ناري في الصدر، عدنان موسى أبو عليان (22 عاماً) أصيب بعيار ناري في الرأس، وكلاهما من سكان شرق خان يونس،وجهاد زايد العبيد، (22 عاماً)، متأثرا بإصابته بعيار ناري في البطن، كما أصيب (147) فلسطينياً معظمهم أصيبوا بأعيرة نارية.

 وتشير تحقيقات المركز إلى أن المسيرات كانت مدنية تماماً ولم يلحظ أي وجود لمسلحين وأن المسافة الفاصلة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال كبيرة جداً بحيث لا يمكن أن تشكل تهديداً على حياة الجنود، ومع ذلك ظهر بوضوح تعمد قوات الاحتلال إصابة المتظاهرين بجراح وتعمد القتل حيث تشير المعلومات حول الشهداء إلى أن إصاباتهم كانت في معظمها في الأجزاء العلوية من الجسم، ما يشير إلى نية القتل، الأمر الذي يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي، لاسيما قاعدتي الضرورة والتمييز والتناسب، التي تؤكد على حماية المدنيين وعدم استهدافهم بالقتل إلا في حال الخطر الداهم على حياة الجنود، كما أن مبدأ التناسب والتمييز يلزم تلك القوات باستخدام القوة المتناسبة وعدم استهداف المدنيين.

وإذ يعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد لتصعيد قوات الاحتلال جرائمها بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد على أن هذه الجرائم كانت نتيجة طبيعية لقرارات الحكومة الإسرائيلية القاضية بقنص وإطلاق النار تجاه راشقي الحجارة، الأمر الذي يشكل انتهاكاً جسيماً لمدونة الأمم المتحدة الخاصة بسلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون. كما أنها تأتي استمراراً للانتهاكات المنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، لاسيما المرضى والصيادين ومن يقتربون من المناطق الحدودية، في ظل استمرار الحصار والإغلاق المفروض على قطا غزة للعام الثامن على التوالي.

وعليه، فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل وتوفير الحماية للسكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، لاسيما حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.