"الكردستاني" مستعد لوقف القتال... وتركيا ترى "مناورة انتخابية"

"الكردستاني" مستعد لوقف القتال... وتركيا ترى "مناورة انتخابية"
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
أعلن "حزب العمال الكردستاني" أمس، استعداده لـ "وقف نار مشروط"، لكن أنقرة تحدثت عن "مناورة" قبل الانتخابات النيابية المبكرة المرتقبة مطلع الشهر المقبل.

وقال النائب عن "حزب الشعوب الديموقراطي" الكردي هوشيار أوزصوي، إن «الكردستاني» يستعد لإعلان وقف للنار قبل أيام من الانتخابات، من أجل إتاحة تنظيمها في شكل «حيادي وشفاف»، و «إحباط خطط» حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لـ «التلاعب» بنتائجها، بحجة عدم القدرة على تنظيمها في مناطق النزاع المسلّح، ودعم «حزب الشعوب الديموقراطي» لنيل أكبر عدد من الأصوات.

ويُفهم من تصريحات أوزصوي أن وقف النار قد يكون أحادياً ولفترة محددة، لكن زعيم الجناح العسكري في «الكردستاني» جميل بايك أعلن استعداد حزبه لـ «وقف متبادل للنار»، مشترطاً إطلاق جميع السجناء الأكراد، بينهم زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان.

وشدد على أن حزبه «لا يفعل شيئاً سوى حماية نفسه، ولم يدخل حرباً بعد»، مستدركاً: «لكن إذا واصلت (الحكومة التركية) منطقها الحربي، ستمتلئ مقابر أخرى وسيتّسع النزاع إلى سائر مناطق تركيا وسورية والشرق الأوسط برمته».

وقال بايك لوكالة «فرانس برس»، إن للعودة بالملف الكردي إلى «سنوات الرصاص» أسباباً سياسية، وزاد أن الرئيس التركي رجب طيب «أردوغان خسر الأكثرية المطلقة في الانتخابات، لذلك بدأ الحرب». وتابع: «لدينا دعم متزايد من الأميركيين والأوروبيين، (إذ) فهموا أن الأكراد باتوا قوة استراتيجية في المنطقة».

ورجّحت أوساط كردية أن تكون شروط بايك للاستهلاك الداخلي الكردي، لافتين إلى أن «الكردستاني» تلقى دعوات قوية من «حزب الشعوب الديموقراطي» لوقف النار، ولو أحادياً ولفترة محددة، من أجل إنقاذه انتخابياً، اذ إن استمرار القتال بدأ يقوّض شعبيته. تراجُع الحزب لم يُنزِل نيات التصويت له إلى ما دون نسبة العشرة في المئة التي تخوّله دخول البرلمان، لكنه كان يراهن على رفع شعبيته من 13 إلى 15 في المئة على الأقل، وهذا ما يبدو صعباً الآن.

واستبق يالتشن أكدوغان، نائب رئيس الوزراء التركي مسؤول ملف المفاوضات الكردية سابقاً، تصريحات بايك لافتاً إلى أن «الكردستاني قد يعلن وقفاً للنار قبل الانتخابات، في مناورة تكتيكية لا أكثر». وأضاف: «رأينا كيف تلجأ تنظيمات إرهابية إلى هذه التكتيكات عندما يضيق الخناق عليها». واعتبر أن السبب الحقيقي وراء الحديث عن وقف للنار، هو أن الجيش التركي «أوقع خسائر فادحة» في صفوف «الكردستاني». وكرّر دعوته المسلحين إلى إلقاء السلاح ومغادرة الأراضي التركية، مشدداً على أن أنقرة ستواصل حملتها على الحزب إلى أن تحقق «نتائج».

في الوقت ذاته، ربط أردوغان مجدداً بين نتائج الانتخابات المبكرة ووقف الحرب مع «الكردستاني»، بقوله: «إذا سارت الأمور كما يرام في الانتخابات، سيعود الأمل بالسلام». وتابع: «لم أقُلْ إن مفاوضات السلام مع الكردستاني انتهت، لكنها مجمّدة الآن وقد نخرجها من الثلاجة عندما تتحسّن الظروف».

وتتهم المعارضة أردوغان بمساومة الناخبين ليصوّتوا لـ «العدالة والتنمية»، بحيث يستعيد الحكم منفرداً، من أجل وقف القتال.

التعليقات