أطفال جرحى غزيون يغادرون للعلاج في سلوفينيا

رام الله - دنيا الوطن - سمر حداد
غادرت مجموعة من أطفال جرحى قطاع غزة عمان إلى لولبيانا عاصمة جمهورية سلوفينيا لتلقي العلاج والتأهيل الطبي على متن رحلة للشركة الأردنية للطيران، وذلك لتزويدهم بأطراف صناعية تمكنهم من تجاوز إعاقات خلفتها الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، وأدت إلى إصابة الآلاف من الجرحى معظمهم من الأطفال.

وتعتبر رحلة «الأردنية للطيران» التي انطلقت بالأمس هي الأولى في سلسلة الرحلات العلاجية للشركة، حيث أقلت مجموعة من الأطفال المصابين ومرافقين من ذويهم، وطواقم من الشركة الأردنية للطيران في مقدمهم رئيس مجلس الإدارة، الكابتن النائب محمد الخشمان، ومسئولين من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والقنصل الفخري لجمهورية سلوفينيا عيسى حيدر مراد.

وقال الكابتن النائب محمد الخشمان أن هذا الجهد الذي تدشنه الشركة سيستمر في رحلات إضافية خلال الأشهر المقبلة لتقديم العلاج والتأهيل وتركيب أطراف صناعية لحوالي 100 طفل من قطاع غزة، وذلك بدعم رئيس جمهورية سلوفينيا السابق د. دانيلو تيرك، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

وأضاف الخشمان أن «الأردنية للطيران» كانت قد نقلت رحلات مماثلة ما يقارب 100 طفل من المصابين وذوي الإعاقات المترتبة عن الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة إلى سلوفينيا، وثم إعادتهم إلى غزة عبر عمان بعد تلقيهم العلاج والتأهيل، وتأتي هذه المساندة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في نصرة الأشقاء في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، والتزاما من القطاع الخاص الأردني في القيام بواجبه الوطني والقومي والإنساني.

وكانت مجموعة الأطفال المصابين وذويهم وصلت قادمين من غزة عبر جسر الملك الحسين يرافقهم المدير العام للهيئة الخيرية الهاشمية، وكان في استقبالهم كبار مسئولي «الأردنية للطيران»، واستقلت المجموعة حافلات شركة فيلادلفيا إلى عمان للاستراحة، وتم إقامة حفل استقبال للأطفال وذويهم في مقر حزب الاتحاد الوطني، حضره نواب وكتلة الاتحاد الوطني النيابية، ورئيس لجنة فلسطين النيابية، وشخصيات فلسطينية يتقدمهم منيب المصري ورئيس جامعة القدس وإعلاميون وعدد كبير من الأردنيين الذين كانوا في وداع الأطفال، ثم انتقلوا إلى مطار الملكة علياء الدولي متوجهين إلى لولبيانا / سلوفينيا على إحدى طائرات الشركة الأردنية للطيران.

وعبر الاقتصادي الفلسطيني منيب المصري عن شكره للأردن ملكا ونوابا وحكومة وشعبا لهذا المشروع الذي يجسد التلاحم الأردني الفلسطيني، وتوجه بالتحية والانحناء أمام الأطفال وذويهم الذين صمدوا أمام الاعتداءات الإسرائيلية، واستذكر حفيده الذي جرح في العام 2011 من قبل القوات الإسرائيلية.

وأشاد رئيس لجنة فلسطين النيابية يحي السعود بالصمود الفلسطيني أمام الاعتداءات الصهيونية، وقال إن هذه الاعتداءات تتم في ظل صمت عربي، مرحبا بإطلاق مؤسسة منيب المصري للدفاع عن المقدسات في القدس.

وفي نفس السياق أشاد القنصل الفخري لجمهورية سلوفينيا عيسى حيدر مراد بالاهتمام الأردني ودعم الأشقاء في فلسطين، وقال إن المشروع الذي تنفذه الأردنية للطيران بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وجمهورية سلوفينيا أثمر في المرحلة الأولى، وان المرحلة الثانية التي تنطلق اليوم «أمس» ستساهم في التخفيف عن الأطفال الذين عانوا الكثير، مشيدا بالدور المميز للكابتن النائب محمد الخشمان الذي قدم الكثير ولا زال للمضي قدما بالمشروع، وتوقع أن يتوسع المشروع ليشمل أطفالا من دول عربية تعاني الكثير من الصعاب في ظل ما نتابعه بألم في دول عربية. وثمن ذوو الأطفال الجهود التي يقدمها الأردن بقيادة جلالة الملك لأبناء قطاع غزة والاهتمام بالأطفال الجرحى الذين سيتم علاجهم في الأردن وفي سلوفينيا، وأعربوا عن شكرهم لمبادرة الرئيس السلوفيني د. دانيلو تيرك وللأردنية للطيران التي تنقلهم وتقدم لهم الدعم المستمر.

من ناحيته ثمن التجمع الوطني للجرحى وضحايا الحروب في دولة فلسطين الدور الذي تؤديه الأردن في الوقوف دائماً إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته المركزية ووطننا فلسطين في أحلك الظروف.

وأكد التجمع على عمق التواصل والترابط والنضال المشترك بين أبناء الشعبين الفلسطيني والأردني، ومشيدا بدور جلالة الملك وحكومة وشعب الأردن الشقيق بوقوفهم إلى جانب شعبنا حتى نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

وأعرب التجمع عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني والأردنية للطيران ومبادرة الرئيس السلوفيني د. دانيلو تيرك في دعم ومسانده ومساعدة الأطفال الجرحى والوقوف بجانب شعبنا وقضيته العادلة في مختلف المحافل.