رسالة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة

رسالة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة
كتب غازي مرتجى

*

ما إن تصاعدت الاوضاع الميدانية في الضفة الفلسطينية حتى هبّ جماهير الشعب الفلسطيني في شطر الوطن الآخر نصرةً للمنتفضين بالضفة , فأقاموا التظاهرات الحاشدة وعملوا على إيصال صوتهم لكل بيت في شطر الوطن الآخر بأنّ غزة "المنكوبة" لن تنساهم .

لم يدُر بخلد أبناء الضفة صمت الفصائل الفلسطينية في غزة وعدم تصعيدها (بمعنى إطلاق صواريخ وغيره) فهم يعلمون تماماً أن بعض جراح الحربين الأولتين قبل الأخيرة لم تُضمّد للآن , ويتهامسون فيما بينهم (بيكفي غزة اللي فيها) .

غزة التي قاتلت لأجل أن تعيش بحرية ويُرفع عنها الحصار , ولم تنس القدس والمسجد الاقصى  بل تحملّت العدوان الأخير دفاعاً عن الضفة وتجاوزات الاحتلال ومستوطنيه هناك .

الجمعة انتفض "الجيل المطحون 18-25 عام" على الحدود مع إسرائيل فاستغلّت الأخيرة الفرصة فاستهدفت المتظاهرين وقتلت منهم ستة أشخاص وأصابت العشرات بإصابات خطيرة للغاية , ولو قُمنا بـ"حسبة" صغيرة نجد أن مائة ألف متظاهر لن يُزعزعوا أمن إسرائيل والمناطق الحدودية لا بحجر ولا غيره , وهؤلاء المتظاهرين لم يحملوا سوى الأعلام والشعارات المؤيدة للضفة والمنددة باجراءات الاحتلال بالقدس ولو تركتهم ساعتين لغادروا المكان بعد وصول رسالتهم التضامنية .. لكن لإسرائيل أهداف أبعد بكثير فهي تريد تحويل أنظار انتفاضة الضفة والتي بدأت تمتد لأراضي الـ48 وهي التظاهرات الأخطر بالعقلية الأمنية الإسرائيلية .

تحاول إسرائيل حرف الأنظار عمّا يحدث في الضفة وداخل الـ48 بتعمدها استهداف المتظاهرين على حدود غزة اليوم -ومرة أخرى رغم أنهم لا يمثلون أي خطر على أمن إسرائيل- .. حتى تجُر المقاومة الفلسطينية لمربع الرد على جرائم الاحتلال بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات من داخل قطاع غزة لتبُرر بذلك أي تحرك ضد المواطنين في الضفة والقطاع على حد سواء بذرائع أمنية واهية .

رسالتي إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة بضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مربع التصعيد الذي اختارته إسرائيل وتتمنى انجرار "الفصائل" تجاهه لتُمرر مخططها لتنجح بوأد "الهبة الجماهيرية" السلمية في الضفة وأراضي الداخل .

دولياً فإن "حجراً" على الجيش الإسرائيلي في الضفة والـ48 يُساوي عددا من صواريخ قطاع غزة .. والحفاظ على "سلمية" التظاهرات واجب وضرورة ومن الواجب عدم التوجّه نحو "تسليح" الهبّة الحالية حتى لا نخسر ما بُني ديبلوماسياً وسياسياً في العالم .

التعليقات