أبو خالد العباسي المرابط والحارس يروي عشقه للأقصى وارتباطه به منذ طفولته

أبو خالد العباسي المرابط والحارس يروي عشقه للأقصى وارتباطه به منذ طفولته
القدس-دنيا الوطن- رويدا عامر

شهد المسجد الاقصى خلال الأيام الماضية  مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة التابعة للاحتلال وذلك من أجل حماية المستوطنين وتوفير الفرصة لدخولهم ، حيث تجرأ المحتل الغاصب على دخول ساحات المسجد الاقصى وتدمير الأثاث داخله لتشهد العالم صورا من أبشع المشاهد التي ينتفض لها كل ضمير عربي حي .

كما وتعالت أصوات التكبيرات من حناجر المرابطين والمرابطات يدمج بها صوت الحزن والأسى على رؤية المكان المقدس يداس بأقدام نجسة لا يستحق أن تلمس بقدميها الارض الطاهرة لذا وقف المرابطين والمرابطات وحراس الاقصى مثل جبال شامخة أمام جيش الاحتلال محاولين التصدي لهم بما يمتلكون من قوة  لردع المحتل عن أعماله الهمجية  . 

أبو خالد العباسي مرابط  وحارس في المسجد الاقصى منذ  مولده حيث تحدث ابو خالدعن قصته ،  يبلغ من العمر خمسة وخمسون عاما من سكان بلدة سلوان التي تقع جنوب المسجد الاقصى وتبعد عنه عدة امتار قليلة لذا يعتبر أبو خالد نفسه ابن المسجد الاقصى حيث تربي داخله ولعب في ساحاته . 

كما  وتحدث أبو خالد لـ "دنيا الوطن" عن وجوده بالأقصى قائلا " أنا من مواليد الاقصى وطفولتي كانت في ساحته والان نحن كبرنا مرابطين على أرض الاقصى حيث نؤدي السنن داخل حرمه ، الصلاة وقراءة القران وتعلم علوم القران من خلال حلقات العلم حيث قال الله في كتابه " وقل اصبروا وصابروا ورابطوا " ونحن نصبر ونرابط في المسجد الاقصى " 

حيث يشهد الاقصى أحداث ومواجهات متتالية على فترات زمنية متفاوتة ليشهد لها الاعلام واقعة صعبة يتعرض لها الاقصى ، بحيث يكون للمرابطين داخل الاقصى مشادات كبيرة قد تتعرض الى الاستشهاد والاصابة  وغيرها  ، هذا ما أخبرنا به ابو خالد موضحا ذلك خلال حديثه.. تبدأ رحلتنا من صلاة الفجر حيث نتوجه الى المسجد الاقصى ويتم ايقافنا على الابواب، يمنع بعضنا من الدخول والبعض الاخر يدخل بعد وضع هويته رهينة لدى شرطة الاحتلال ويتم أخذها بعد خروجه من المسجد "

وتابع حديثه عن الأعمال التي يقوم بها المرابطين داخل الاقصى قائلا " نجلس على بساط العلم لنتعلم القرآن الكريم والسنة على يد مدرسين يأتون الى المسجد لتعليم الموجودين علوم القرأن والشريعة " 

أما عن الافعال التي يقوم بها الاحتلال ويتعرض لها المرابطين داخل الاقصى أخبر أبو خالد  عنها بصوت يوحي بالحزن والقهر قائلا " خلال جلوسنا بالمسجد يتم اقتحامه من قبل أفراد المستوطنين بل عتاة المستوطنين حيث لا يسمون بالمستوطنين ، حيث يعتدون على النساء ويفعلون أشياء كيدية ومستفزة مثل تحريك أصابعهم واخراج ألسنتهم لنا ونحن نتصدى لهم بكل ما استطعنا ، أما النساء فسلاحهن التكبير حيث يصورونها ويحتجزون هويتها بمراكز الشرطة ويتم ملاحقتها وابعادها "

وأضاف لحديثه قائلا " يوجد قائمة سوداء تضم عشرين امرأة يمنعن من دخول المسجد الاقصى والآن أصبح العدد الى 55 اسم لحرائر الأقصى ، حيث يتم الاعتداء عليهن وضربهن اذا جائن الى المسجد الأقصى صباحا ويتم مهاجمتهن بوحشية من المستوطنين ورجال الشرطة "

صرخات المرابطين وتكبيراتهم تأتي من قلوب حزينة على رؤية الأقصى يدنس ويقتحم بوحشية و تكون العيون مليئة بالدموع قهرا على ذلك ،  كما وأشار أبو خالد لهذا الموقف قائلا " نحن لا نعادي اليهود كونهم يهود ولا نعادي النصراني كونه نصراني فان أكرمكم عند الله أتقاكم ، ولكن دخول عتاة المستوطنين للمسجد الاقصى ليس للتجول به بل لاستفزازنا والتحدث بألفاظ  سيئة مثل قولهم " هذه القبة الصفراء المقرقة يجب ازالتها  "ويشيرون بأجسادهم وألسنتهم لاستفزازنا واشارات توحي للهدم والتخريب داخل المسجد الاقصى ،  كما ويجلسون داخل المسجد الاقصى ويحضرون أكياس لجمع التراب وأيضا يمنعوننا من الاقتراب الى الأثاث المحطم بالمسجد الا بإذن الحاخام التابع للشرطة  "

كما ويحاول المرابطين الدفاع عن المسجد الاقصى بأي وسيلة حتى لو كانت بسيطة لشعورهم بانهم ابناء الاقصى ويخافون على حرمتهم هذا ما اكد عليه الحارس ابو خالد مضيفا ايضا الى حديثه ان ايديهم متوضئة مؤكدا بان تحرير الاقصى سيأتي على ايدي متوضئة وهذا سلاحهم داعيا الى وقف التنسيق الامني مع الاحتلال حيث يضر بشكل كبير بالمسجد الاقصى ويدخل المحتل تحت وساطة ما يسمى بالتنسيق الامني .

كما ويسعى اهالي قطاع غزة للذهاب الى المسجد الاقصى بكل الوسائل شعورا منهم أن هذا حقهم في زيارة المسجد والصلاة بهم  ، في قرار سابق سمح الاحتلال لعدد من المصلين التوجه الى المسجد الاقصى يوم الجمعة  بأعمار محددة ، هذا القرار أسعد أهالي القدس بقدوم ذويهم وأهلهم لمشاركتهم أداء فريضة الصلاة 

حول هذا الموضوع تحدث أبو خالد لدنيا الوطن  عن شعوره بقدوم اهل غزة قائلا " نحنا نبحث بالمسجد عن أي شخص من غزة لنتحدث معه ونحاوره ونحن نسعد بوجودهم لنتبارك منهم حيث نأمل أن يأتي النصر من غزة ليحرر الاقصى ونحن نستفز الاحتلال في المسجد الاقصى بكلمة اذهبوا لغزة التي هزمتم بها ، حيث كلمات يرددها النساء والاطفال بأن غزة أذلت المحتل ونحن نشعر بأن لنا سند وظهر وهي غزة "

وأخيرا أنهى أبو خالد حديثه  موجها نداء بأعلى صوته للعرب لكي يحركوا ساكنا من أجل الاقصى مؤكدا أن عدد أفراد الشرطة التي تقتحم المسجد الاقصى من 500 الى 600 جندي ويعرضون المصلين والمرابطين الى الضرب  والاهانة على أرض المسجد دون وجود أحد يحميهم غير الله سبحانه وتعالى ، كما وأشار أبو خالد الى تعرض الصحفيين للضرب وتحطيم أجهزتهم من أجل منعهم تصوير ما يحدث بالمسجد ونقله للعالم ويطلقون عليه الرصاص المطاط الذي يصيب كاميراتهم أو يعرضهم لإصابات جسدية . 

أما عن الموقف السياسي فاكتفت جميع الجهات السياسية دون استثناء بالاستنكار والمطالبة بوقف هذه الاعتداءات عن المسجد الاقصى ،  ولكن لم تكن لهذه الدعوات او عبارات الاستنكار نتيجة بل يواصل الاحتلال عملياته داخل المسجد  لثلاثة أيام متتالية ووقوع العديد من الاصابات وأحداث الاضرار داخله .

هكذا يطول الحديث حول اقتحام المسجد الاقصى من قبل المستوطنين وأفراد الشرطة بشكل متكرر ويومي لوقوع عدد من الاصابات في صفوف المرابطين والحراس وحدوث أضرار مادية داخل المسجد ، ليعلو صوت صرخات الغضب ومناشدات انقاذه دون جدوى او تحريك ساكن لدى العرب  . 

يكتب القدر للمسجد أن يبقى وحيدا يدافع عنه أهله فقط وليسمى باسم الفلسطينيين ، هذا ما سيشهده التاريخ لأحداث المسجد الاقصى المتتالية دون موقف موحد وجريء يوقف الاحتلال عن هجماته البشعة ضد هذا المكان المقدس