وضاح الخطيب : لا مصلحة لروسيا كقوة فاعلة بالمنطقة بضرب المدنيين في سورية

رام الله - دنيا الوطن
أوضح الأستاذ الجامعي والمدير السابق للهيئة العامة السورية للكتاب وضاح الخطيب أن سورية بمساحتها وتعداد سكانها غير ملائمة لتكون دولة فيدرالية، والإدارة الذاتية تعد مدخلاً وباباً للتقسيم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لن يكون هناك وصول نهائي لحل سوري يلملم ويكفكف الجراح ويجمع السوريين حول ثوابت وطنية واضحة بدون دمشق كمكان لعقد مؤتمر.

وقال الخطيب لإذاعة ميلودي إف إم "يوجد زخم عسكري سوري كان في حالة كمون بانتظار جهوزية الصورة، والتي قدمها سلاح الجو الروسي، ما سمح للقدرات العسكرية السورية بقيادة جبهات واسعة براً، على أن التوجه النهائي هو تحرير كافة الأراضي السورية من الجماعات المسلحة الإرهابية بتنوع أصولها، علماً أن وضع هامش زمني للعمليات العسكرية محدد بأربع شهور يعتبر منطقياً، بالمقارنة مع تصريحات أمريكية سابقة بأن محاربة داعش تحتاج عشر سنوات، فإعطاء فترة زمنية هو دليل امتلاك معلومات واضحة عن القوات البرية، إضافة لامتلاك عنصر الجدية في الحرب".

ولفت الخطيب إلى أنه من المتوقع أن تنطلق عملية سياسية بعد الانتهاء من العمليات العسكرية والأمنية، تكون موجهة لإشراك من لهم وزن وثقل على الأرض سياسيا وشعبياً، لبناء مجتمع تعددي ومنظومة سياسية متكاملة، علماً أن الأرضية التشريعية تم وضعها سابقا، وحتى جنيف3 سيفرض وقائعه ونتائجه قبل أن يبدأ، لكن لن يكون هناك وصول نهائي لحل سوري يلملم ويكفكف الجراح ويجمع السوريين حول ثوابت واضحة بدون دمشق".

وفيما يخص المطالبات برعاية دولية، بيّن الخطيب أن "سورية بمساحتها غير مناسبة لتكون دولة فيدرالية، والتجربة العراقية أثبتت أن تحويل المواطنين إلى متنافسين على الوطن بعد تخفيض مواطنتهم إلى مستويات طائفية ووثنية، فالحكم الإداري هو مدخل وشكل من أشكال التقسيم".

أما عن تضرر مدنيين جراء الضربات الروسية، أكد الخطيب أنه "لا مصلحة لروسيا كقوة فاعلة بالمنطقة بضرب المدنيين، بل كانت واضحة بتصريحاتها بأن كل من يحمل السلاح ولا ينتمي للجيش العربي السوري هو إرهابي ومن قائمة المستهدفين بالضربات الروسية".

وحل الوضع الفلطسيني، قال الخطيب إن "أحد أسباب محاولة تفتيت سورية هو موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وما يحصل في الضفة الغربية نتيجة يأس الشباب والشعب الفلسطيني من المؤسسة الرسمية والخليج العربي، وما قام به الربيع العربي هو محاولة تحريك موضوع فلسطين من كونها قضية مركزية توحد العرب، فهناك بذور انتفاضة ثالثة، نأمل أن لا تقوم المؤسسة الرسمية الفلسطينية بإجهاض الانتفاضة بما يسمى عملية سياسية سلمية".

وختاما، أكد الخطيب أن "السعودية تقوم في أساسها على فكر وهابي اقصائي، ولم تكن يوما تقوم بدور جامع، ولأن حكامها بالماضي لم يحتاجوا للتفكير والاستقراء التاريخي والاستراتيجي، بالتالي لا معلومات لديهم عن اليمن، التي تعد جغرافيا واجتماعيا صعبة الاحتلال على مدار التاريخ، بحيث يبدو أن السعوديين لم يقرؤوا بما فيه الكفاية عن اليمن، بمعنى أنه تم توريطهم باليمن، وحاولوا الهروب لحرب خارجية بعد مأزق وجودي للعائلة الحاكمة، بحيث سحبت المملكة 70 مليار دولار إضافي من خزانتها وطلبت تطبيق إجراءات تقشف في ميزانيتها بحسب تقارير إعلامية".

التعليقات