إلى متى يستمر منع مواد البناء عن المخيمات الفلسطينية في لبنان

إلى متى يستمر منع مواد البناء عن المخيمات الفلسطينية في لبنان
رام الله - دنيا الوطن
تواجه المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبعد لجوء عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 وتأسيسها منذ ذلك التاريخ تحديات هائلة. وحسب القرارات والمخططات التوجيهية للدولة اللبنانية المضيفة للاجئين الفلسطينيين فقد تقرر توزيع اللاجئين الفلسطينيين على 14 مخيما منتشراً على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى العشرات من التجمعات العشوائية. تفرض السلطات اللبنانية على المخيمات الفلسطينية قيوداً صارمة ومشددة على عمليات البناء والترميم للمساكن. 

في البداية سمحت الدولة اللبنانية، بعد النكبة مباشرة، للاجئين والأونروا على حد سواء بإنشاء خيم في تلك المناطق التي صُنفت كمخيمات. وبعد فشل هذه الخيم من القيام بدورها بسبب ظروف الطقس القاسية خلال فصل الشتاء في لبنان، بدأت الدولة اللبنانية بالسماح بإنشاء منازل صغيرة جداً جدرانها من الطين وسقفها من الصفيح "الزينكو" طبعاً بعد الحصول على موافقة مدير الشؤون السياسية واللاجئين بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي "الدرك" في حينه

استمر هذا الوضع على حاله حتى بداية 1970 حيث لم يكن باستطاعة اللاجئ الفلسطيني في أي مخيم من المخيمات توسعة منزله أو ترميمه في حال تعرضه لأي انهيار بسبب العواصف والأمطار الغزيرة دون الحصول على الموافقة المذكورة والتي في كثير من الأحيان كان يأتي القرار برفض الطلب المقدم من اللاجئ وعدم السماح له بالقيام بأي تصليحات في المنزل. ومن يخالف سيتعرض للملاحقة القانونية.

تغير هذا الحال بعد عام 1970 ودخول قوات الثورة الفلسطينية إلى لبنان والتي عملت على فرض واقع في المخيمات مغاير لما كان مفروضاً قبل ذلك التاريخ. حيث لم يعد للسلطة اللبنانية سيطرة مباشرة على تلك المخيمات، وبالتالي استفاد اللاجئون الفلسطينيون من هذا الهامش من الحرية وعمدوا إلى تغيير الواقع المزري الذي كان مفروضاً عليهم، وبدأوا بإنشاء مساكن إسمنتية وبروز ظاهرة الطوابق المتعددة في تلك المخيمات، وذلك نتيجة حتمية لطول مدة اللجوء والزيادات السكانية الكبيرة. لقد تضاعف عدد السكان عدة مرات. وبسبب البطالة التي يعاني منها اللاجئون، وعدم التمكن من شراء أو تملك عقارات خارج تلك المخيمات أصبحت المخيمات خياراً مهما. وأصبح هذا الواقع مألوفاً لدى اللاجئين ولدى السلطات اللبنانية التي أيقنت أن واقع المخيمات يتطلب شيئاً من المرونة في التعامل معها في ظل انسداد أفق الحل لقضية اللاجئين وقرب عودتهم إلى أوطانهم التي هجروا منها.

لقد تحولت المخيمات الفلسطينية في الغالب إلى كتل إسمنتية متلاصقة، وتم استغلال كل المساحات المتوافرة واضطرار اللاجئين إلى التوسع العامودي العشوائي لمواجهة الإحتياجات المتزايدة من المساكن في تلك المخيمات.

التعليقات