بالصور والفيديو : من هم المستعربون؟

بالصور والفيديو : من هم المستعربون؟
رام الله - دنيا الوطن- وكالات
 المستعربون في العربية او "المستعرفيم" في العبرية، وتعني الإسرائيليين الذين يعملون في وحدات الاحتلال الامنية السرية. 

يندس افراد هذه الوحدات في أوساط المتظاهرين الفلسطينين، ولا يمكن التفرقة بينهم وبين هؤلاء المتظاهرين، يلبسون لباسهم ويتحدثون بلهجتهم، وفي لحظة معينة يتحولون إلى قوة تنقض على المتظاهرين.

تأسست وحدة المستعربين في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وخلال انتفاضة الأقصى التي تفجرت في أيلول (سبتمبر) 2000 نفذت وحدات (المستعربين) عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء حركة (فتح)، وحركة (حماس) وحركة (الجهاد الإسلامي)، وفصائل المقاومة الأخرى.
 
ولا تتوافر أرقامٌ دقيقة حول ضحايا وحدات (المستعربين)، لكن بحسب كتاب (المستعربون فرق الموت الإسرائيلية) لمؤلفه غسان دوعر فقد اغتالت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004، وكانت أجرأ عمليّة للمقاومة الفلسطينيّة تصفية الجنرال إيلي أبرام، الذي أسس الوحدة، وتمّ القضاء عليه في معركة شرسة بين المقاومين والمستعربين في مخيم جنين في أب (أغسطس) من العام 1994.

وأما عن أساليب (المستعربين) في الاندساس بين الفلسطينيين، فتتنوع باختلاف المهام المطلوبه منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث، ففي تشرين الثاني (أكتوبر) 2005 أقر جيش الاحتلال بزرع (مستعربين) بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، وجاء هذا الإقرار بعد أن كشف المتظاهرون عدداً من (المستعربين) الذين حرضوا بعض الشباب على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، بل وقاموا هم بإلقاء الحجارة بأنفسهم على الجنود لتسخين الأجواء بشكلٍ متعمد، ما يوفر مبرراً لجنود الاحتلال كي يهاجموا المحتجين بوحشية.
 
وجاء الكشف عن هؤلاء (المستعربين) بعد أن طلب منهم بعض المتظاهرون الكشف عن بطاقات هوياتهم الشخصية، وعندما تبين أنهم لا يحملون بطاقات الهوية الفلسطينية، وأن بحوزتهم مسدسات تدخل جنود الاحتلال بسرعة وسحبوا هؤلاء (المستعربين) لحمايتهم. وخلال محاولات الجماعات والميليشيات اليهودية المتطرفة اقتحام المسجد الأقصى المبارك تنكر (مستعربون) في لباس رجال صحافة يحملون كاميرات ومعداتٍ صحفية أخرى، وانخرطوا وسط الشباب المقدسي المحتج على محاولات اقتحام الأقصى خلال احتفال اليهود بموسم الأعياد.
 
كما لا يتورع (المستعربون) عن انتحال صفة طواقم طبية، ويكونوا مُجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم إسرائيل مطلوبين أمنيين، وفقاً لما كشفت عنه صحيفة 'معاريف' العبرية.
 
كما يُوجد (مستعربون) حتى داخل سجون الاحتلال، فثمة وحدة تُسمى (متسادا) تابعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيين، وقمع أي اضطرابات معقدة من جانب الأسرى، إلا أن هذه الوحدة تنفذ أحياناً مهمات خارج السجون، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنّ أفرادها يدخلون السجون كمعتقلين ويحاولون استدراج الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المسنونة إليهم، وهم يُسمون بالعصافير.
 
ويقول الباحث الإسرائيلي في الشؤون العسكريّة، طال زاغرابا، الذي أجرى العديد من المقابلات مع أفراد المستعربين، إنّه لاحظ أن جميعهم تحدثوا عن الخوف الذي يلازمهم خلال تنفيذ المهمات المنوطة بهم، مضيفًا أنّ عامل الخوف يواكبهم حتى بعد انتهاء خدمتهم في هذه الوحدة، والعديد من خريجي الوحدة يتقدمون بدعاوى ضدّ وزارة الجيش الاسرائيلية بهدف الحصول على تعويضات لأنّهم باتوا يعانون مما يُسمى طبيا ما بعد الصدمة النفسيّة .