بعد هجوم "الثلاثاء" المزدوج.. "داعش" يعلن نفسه طرفاً ثالثاً في صراع اليمن

بعد هجوم "الثلاثاء" المزدوج.. "داعش" يعلن نفسه طرفاً ثالثاً في صراع اليمن
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
حتى يوم أمس الثلاثاء، لم يكن تنظيم "داعش" رقما صعبا في معادلة الصراع في اليمن التي تصدّرها "الحوثيون" وحلفاؤهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي الداعم له من جهة ثانية، فيما مثّل أنصار الشريعة(فرع القاعدة في اليمن) طرفاً ثانوياً.

 إلا أن "داعش" بعد هجمات الثلاثاء المزدوجة أراد أن يؤكد أنه ليس طرفا طارئا في الصراع، وليس جزءا من تحالف طرف ضد طرف، بل جاء ليبتلع الجميع بدون تمييز، بحسب مراقبين.

 ورغم أن الهجوم المزدوج الذي نفذه تنظيم "داعش" في اليمن على كل صنعاء وعدن، المركزين الرئيسيين لطرفي الصراع الأساسيين، لم يكن الأول لهذا التنظيم، إلا أنه، بلا أدنى شك، كان الأكثر صدى في اليمن، وكأنه إعلان ميلاد جديد لهذا التنظيم المصنف "إرهابيا" على اللائحة الأمريكية.

وإن كان "الحوثيون" الأكثر تعرضا لضربات "داعش"، منذ مارس/ آذار الماضي، خاصة عندما كانوا يسيطرون على عدن ومدن جنوب اليمن، إلا أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها "داعش" الحكومة بعد تحرير قواتها لـ"عدن" وكامل محافظات الجنوب من أيد "الحوثيين" وحلفائهم من قوات صالح.

وعلى غرار ليبيا، حاول طرفا الصراع في اليمن رفض وجود "داعش" على أرضهم، ونسب عملياته إلى الطرف الآخر، ففي الوقت الذي تقول فيه الحكومة اليمنية إن "داعش" صنيعة "صالح" و"الحوثيين"، زعم "الحوثيون" مرارا أن "داعش" صنيعة السعودية (قائدة التحالف العربي) ويعمل لمصلحتها، حتى وقع الجميع ضحية نفس التنظيم وفي يوم واحد.

وينشط مقاتلو "داعش" في كل من عدن وأبين(شرق عدن) وصنعاء، وفي محافظة البيضاء(وسط)، التي يتواجد فيها مقاتلو أنصار الشريعة (القاعدة في اليمن) الذين ينشطون أيضا في محافظتي شبوة وحضرموت(جنوب شرق) بالإضافة إلى محافظة أبين.

وسيطر مسلحون متطرفون، في أغسطس/ آب الماضي، على مواقع في بعض مديريات عدن مستغلين الفراغ الأمني الحاصل، وقال سكان محليون، "إن المتشددين الاسلاميين يتجولون بحرية براياتهم السوداء وعرباتهم في مديريات "التواهي" و"المنصورة".

ويستخدم "داعش" عدة حيل مبتكرة لتنفيذ عملياته الانتحارية ضد خصومه، فبعد استخدامه لأشكال "الرجل المعاق" و"الملابس النسائية" في مظهر انتحارييه، ظهر أمس بـ"لوك عسكري".

ووفقا لمصادر أمنية في عدن، فقد استخدم التنظيم أمس لتنفيذ عملياته الهجومية على "فندق القصر"، المقر المؤقت للحكومة، "مدرعات وعربات همر عسكرية" من نفس النوع الذي تستخدمه "المقاومة الشعبية" الموالية لهادي وقوات التحالف العربي، من أجل إبعاد الشبهة وعدم لفت الأنظار، ونفس الحال كان بالهجوم على مقر القوات المشتركة للتحالف العربي بالمدينة.

وفي صنعاء، قالت مصادر خاصة للأناضول، إن الانتحاري الذي استهدف، مساء الثلاثاء، تجمعاً للحوثيين، في مسجد النور بحي النهضة، شمالي العاصمة، كان يرتدي "الزي العسكري"، ولم ينتبه له أحد، باعتبار أن جميع العسكريين في صنعاء موالين للحوثي وصالح.

وعلى الرغم من عمره القصير في اليمن، والذي دُشن رسميا في، مارس الماضي، بسلسلة تفجيرات استهدفت مساجد تابعة للحوثيين أسفرت عن مقتل نحو 130 شخصا، إلا "داعش" يتحول يوما بعد آخر الى تنظيم يهدد الجميع.

ويستخدم التنظيم لكتائبه الانتحارية في العاصمة صنعاء مسمى "ولاية صنعاء"، فيما كشف أمس، عن ولاية "عدن-البيضاء"، عقب تبنيه لعمليات عدن الهجومية.

وجدير بالإشارة إلى أن الهجمات المزدوجة في عدن، وصنعاء أسفرت عن مقتل 22 شخصا، وعدد من الجرحى، وفقا لمصادر الأناضول.  

وقالت المصادر، إن هجمات عدن الاربع، التي تبناها "داعش" لاحقا، ونشر صور الانتحاريين الاربعة للمرة الأولى، قتلت 15 جنديا، منهم 10 يمنيين، و4 إماراتيين، وسعودي، فيما أسفر تفجير صنعاء، الذي استهدف تجمعا للحوثيين عن 7 قتلى.

 ونشر "داعش"، بحسب ما تداول أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للانتحاريين الأربعة الذي نفذوا عمليات عدن، وعرّفهم بالكنية المنسوبة للمدينة وليس للأسرة، مثل "أبو أوس العدني"، إلى "أبو بكر العمراني" منفذ عملية صنعاء، نسبة إلى محافظتي عدن وعمران.

وتشير صور الانتحاريين الى أنهم في الثلاثينيات من العمر، كما توحي وجوههم الضاحكة بأنهم مجندون جدد في التنظيم ولا تشير ملامحهم إنهم جهاديون مخضرمون، كما هو الحال لدى مقاتلي تنظيم القاعدة.

التعليقات