مستشفى النصر للأطفال يئن في ظل أزمة الرواتب ونقص الكوادر

غزة - دنيا الوطن - إبراهيم شقوره
ما أن تدخل غرفة العناية المكثفة في مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة، حتى تدرك حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم الطبية المتبقية في مستشفيات قطاع غزة، لتفادي حدوث الكارثة وانهيار الخدمات الصحية في ظل أزمة الرواتب وانسحاب العديد من الكوادر الطبية جراء الأزمة، إلى جانب النقص الكبير فيالكوادر الطبية جراء توقف التوظيف في المرافق الصحية بالقطاع منذ تسلم حكومة الوفاق لمهامها منذ قرابة العامين.

وفي ذات السياق، يؤكد الدكتور ماجد عوض الله اخصائي الاطفال العامل في مستشفىالنصر إن أزمة الرواتب أثرت بدورها على مختلف نواحي الحياة بالنسبة للموظفين، حيث أضحى الموظف غير قادر على تلبية احتياجات اسرته وأصبح غير قادر على الاستدانة لتلبية طلبات أطفاله اليومية وبالتالي فإن العديد من الطواقم الطبية اضحت تقدم استقالتها للعمل في قطاعات أخرى أو العمل في القطاع الخاص لتلبية احتياجات اسرها اليومية.

من جانبه، يقول الحكيم أحمد السيد والذي يعمل إلى جانب الطبيب المعالج على عدة حالات في غرفة العناية المكثفة إنه بات يبذل جهوداً مضاعفة في ظل استقالة الكثير من زملاءه من قسم التمريض في المستشفى بسبب أزمة الرواتب، مشيراً إلى أنه هو الآخر بات يفكر بالاستقالة بسبب الظروف المادية الصعبة التي يواجهها حيث بات غير قادراً على تلبية احتياجات أطفاله، إلى جانب تراكم الديون عليه ورفض المحال التجارية ادانته.

ويشير الحكيم السيد أنه بات يتألم بشدة على أوضاع الأطفال الصحية في المستشفى في ظل أزمة نقص الكوادر الطبية، مبيناً أنه بات يقدم الخدمات انطلاقاً من واجبه الانساني.

مستشفى النصر للأطفال والذي يعد أكبر المستشفيات وأقدمها في فلسطين والمتخصصة في مجال الأطفال كان يتلقى أكثر من 70% من كوادره رواتبهم من حكومة غزة السابقة، وفقا لمدير المستشفى الدكتور مصطفى الكحلوت، وبات اليوم مهدداً بالإغلاق أو الدمج مع مستشفيات أخرى في ظل استقالة العديد من الطواقم الطبية وخصوصا طاقم التمريض والذي يعاني أصلا نقصاً كبيرا في الكوادر بسبب عدم توظيف كوادر جديدة.

ويشير د. الكحلوت إلى الآثار الكبيرة لأزمة الرواتب على الخدمات الصحية في المستشفى حيث بات الكثير من العاملين في المستشفى غير قادر على المجيء، مؤكداً أن الأزمة لها أبعاد كثيرة على الطواقم الطبية وخصوصا على الوضع الاجتماعي
والأسري، متسائلاً كيف يمكن أن تطلب من الطبيب أن يؤدي المهام المطلوبة منه وهو غير قادر على تلبية احتياجات اسرته ومنزله ودون أن تقدم له ما يكفيه وأسرته.

ويؤكد مدير مستشفى النصر للأطفال على ضرورة ان يكون هنالك حل لأزمة رواتب الموظفين، لإنقاذ الخدمات الصحية من الانهيار وهو ما اقل ما يمكن تقديمه، مناشداً كافة المسؤولين بضرورة العمل على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن حتى يستمر تقديم الخدمات الصحية للاطفال.